لن ترحمنا أدوات الإعلام العنصرية الاستعمارية طالما كنا نسير في الطريق الصحيح ولو كنا دولة فاشلة أو في طريقنا إلي الفشل "لا قدر الله" ما انتبه إلينا أحد بل لشجعتنا تلك الأدوات المأجورة لأن نجاح مصر وتقدمها يعني تهديدًا صريحًا لكل قوي الاستعمار الحديث في العالم. لن ينسي البريطانيون كيف تحولت بلدتهم من الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس إلي مجرد دولة كبيرة في أوروبا تتلقي أوامرها من أمريكا بسبب ثورة 23 يوليو 1952 وضباط مصر الأحرار الذين أشعلوا ودبروا وخططوا لتلك الثورة. ولن تنسي أمريكا أيضًا الصفعة التي تلقتها علي وجهها بتأميم قناة السويس وبناء السد العالي الذي نقل مصر إلي مصاف الدول الآخذة في النمو بإنتاج ضخم للكهرباء وحل مشكلة الفيضان اللعينة التي كانت تأكل الأراضي الزراعية. كما لن تنسي أمريكا الحرب العظيمة علي يد الجيش المصري أيضًا عندما حطم الغرور الإسرائيلي وقضي تمامًا علي أسطورة الجيش الذي لا يقهر فكان نصر أكتوبر العظيم والعبور ثم استرداد كامل سيناء الأرض العزيزة علي كل مصري وبالتالي فلن يفرط في شبر منها أحد مهما كانت التضحيات. ولأن المخطط معروف منذ عشرات العقود فدائمًا ما كان التفكير والتدبير يبدأ من بريطانيا ثم تبدأ عمليات التنفيذ من واشنطن بأجهزة استخباراتها وعملائها في الدول العربية أو أوروبا فوجدنا دولاً أوروبية عريقة تتورط في دعم الإرهاب ودولاً عربية حمقاء تتورط أيضًا في التمويل والتدريب والإيواء لعناصر الجماعات الإرهابية ومنهم قطر علي سبيل المثال. وأعتقد أن الأدوات الإعلامية التي استخدمتها قطر خلال العشر سنوات الماضية سواء بتمويل صفحات في كبري الجرائد العالمية لانتقاد الأوضاع في مصر أو عن طريق قناتها الصهيونية المعروفة بالجزيرة ولأن "الجزيرة" فقدت مصداقيتها منذ أن فضحت في المؤامرة علي مصر خلال أحداث يناير 2011 وما بعدها وانحيازها الكامل لجماعة الإخوان الإرهابية فكان لابد من بديل. والبديل جاهز وحاضر في قناة ال BBC التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية التي لم أجد فيها خبرًا إيجابيًا عن مصر منذ الإطاحة بنظام الإخوان الفاشي في ثورة 30 يونيو.. هذه القناة وباعتراف عدد غير قليل من الساسة العرب تلقي دعمًا ماديًا كبيرًا من العائلة الحاكمة في الدوحة وبالتالي فالولاء أولاً وأخيرًا سيكون لمن يدفع ولأن الإرهاب جزء أصيل من المكون الفكري لتلك العائلة المسمومة فلابد أن تكون مصر عدوًا لتلك القناة أيضًا.. نسأل الله لمصر العافية.