"وشم وحيد" رواية جديدة للروائي سعد القرش. صدرت حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية في ثلاثة وثلاثين صفحة. وفي هذه الرواية الجديدة يرسخ سعد القرش. طريقته الهادئة والمتأنية في السرد. يحفر وراء شخصياته بدأب. ولا يتعجل الوصول إلي هدفه. حيث لا تتخفي الرواية وراء مقولات كبيرة. ولا يؤطرها رأي مسبق. ولا تحاول حتي أن تكون استعارة لواقع. أو عن واقع. يمكن تلمس تفاصيله. وردها إلي أصولها الوقائعية. أو دوافعها النفسية. فتنأي عن فخ التوثيق للشخصيات وأنماطها الحياتية. التي تكاد تكون معروفة. بل إنها - في الأساس - تأتي كرواية خبرة إنسانية. كتبت بهذه الخبرة. ولم تكتب الخبرة ذاتها. وهذا ما فرض عليها أداء جمالياً شكلياً وموضوعياً محدداً. رواية تستسلم لصيرورة الحياة وامتداداتها. لا تتوقف أمام شخص أو حدث باعتباره مركز الكون وحده. حوله تدور الوقائع وإليه ترتد. بمفهوم الدراما اليونانية الموروثة. دراما البطل القدري. الخالي من الشوائب. فكل شخص وكل حدث جزء من نهر كبير متدفق اسمه: الحياة. "وشم وحيد" رواية إعادة البعث. وتجدد الخلق. في الموت تولد الحياة. وفي قلب الحريق يلمع النور. وهي قيمة متكررة في عمل سعد القرش الروائي. تكون القوة في أعلي ذروة لها. لحظة الضعف والإشراف علي الموت. والمشهد الذي يتذكره وحيد "بطل الرواية" لأبيه يحيي وأمه لحظة حريق أدزير في بداية الرواية يصلح كمفتاح لاختيار هذه الآلية في الرواية.