يبدو ان الحكومات السابقة لم تكن تهتم بالبنية الاساسية ولا بالمرافق وتركت الأمور تجري مع أعنتها دون التفكير في إصلاح الحال المايل.. ولو كانت هذه الحكومات قد فكرت مثلا في إصلاح الطرق أو شق شوارع جديدة.. لما كانت القاهرة والمدن الكبري تعاني الأمرين في حركة المرور ولو كان القائمون علي إنشاء المدن والمجتمعات الجديدة والمناطق العمرانية النائية التي أقاموها فكروا في رد الفعل المتوقع بعد أن يأتي إليها السكان.. لما كان الزحام علي أشده في الطرق العادية التي كانت قائمة قبل الإنشاءات الجديدة. لنأخذ لذلك مثلا شارع الثورة أو الطريق الذي يربط القاهرة بمدينة السويس حيث اصبحت الآن الحركة عليه كثيفة للغاية لأنه سيخدم عدة مشروعات عمرانية تمت اقامتها في محيطه وعلي سبيل المثال لا الحصر اقيمت عليه مدينة بدر وقد اضيفت إليها مدينة خاصة لصناعة ودبغ الجلود ومدينة هليوبوليس الجديدة ومدينة الشروق التي صدر لها قرار جمهوري بزيادة مساحتها لكي تستوعب نصف مليون ساكن وكذلك منتجع سكني مدينتي والمجتمع الآخر المزدحم وهو مدينة الرحاب. كما ان هذا الطريق يخدم القاهرة الجديدة بتجمعاتها المتعددة ويخدم كذلك مدارس الصفوة والجامعات المميزة وأكاديمية الشرطة بالاضافة إلي كل ذلك هناك مشروع تجاري اداري ضخم ويجري العمل فيه وربما يفتتح في نهاية هذا العام أو العام المقبل ولنا ان نتخيل كيف تسير حركة المرور علي هذا الطريق الذي اصبح مكتظا بالمشروعات العمرانية.. لقد ضاق بالفعل ولم يعد يحتمل هذه الكثافة المتزايدة في حركة السيارات المارة عليه وعندما أرادت المحافظة تعديل الطريق.. أقاموا بعض الكباري لكي تساعد في سيولة المرور ولكن للأسف جاءت هذه الكباري ضيقة ولم تكن تتناسب مع سعة الطريق فأصبحت بالتالي مناطق خانقة للمرور. يضاف إلي ذلك هذه المنحنيات الغريبة التي تمت اقامتها بحيث تمكن للسيارات ان تتحرك للاتجاه الآخر من خلال ما يعرف "باليوتيرن" وكانت النتيجة ان يحدث عندها تكدس غريب.. وكان الهدف من اقامة هذا النظام العجيب هو الغاء تقاطعات الطرق تيسيرا للمرور ولكن بدلا من ذلك حدث التكدس الغريب والمفروض ان تكون هناك دراسة شاملة لكيفية انشاء مثل هذه المنحنيات طبقا للأصول الهندسية والفنية ولم يكن طريق الثورة هو الوحيد الذي يعاني من الحركة الكثيفة فهناك أيضا طريق صلاح سالم الذي انفقت عليه الحكومة اكثر من 300 مليون جنيه لكي يصبح "شارع أخضر" أي طريق بلا اشارات حمراء وترتب علي ذلك ان اصبح الشارع مكتظا والسير فيه يتم ببطء وصعوبةلأن النظام فيه مفقود.. مفقود فهناك اشخاص مثلا قادمون من الجهة اليسري ويريدون الاتجاه إلي الجهة اليمني أو العكس.. ولأن هذه المنحنيات مقامة عشوائيا فإن المرور عند هذه المنحنيات يشهد دائما تكدسا عجيبا وطبعا فإن معظم الشوارع اصبحت الآن غير صالحة لعبور المشاة. هذا عن المرور ولهذا اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي بأمر الطرق وقد اصدر تعليماته بضرورة علاج الخلل في طريق الثورة واضافة حارات جديدة إليه حتي لا تحدث اختناقات ويتم تيسير الحركة وبالفعل يجري حاليا علي هذا الطريق أعمال توسعة واقامة كباري علوية هذا بخلاف طرق أخري يجري شقها حاليا واذكر انه منذ أيام تعطلت حركة المرور تماما.. لولا وجود طريق جانبي فتح المجال لكي تسير السيارات في الاتجاه العكسي إلي مدينة نصر تفاديا لاغلاق الطريق. وبالمناسبة كنت قد كتبت منذ اكثر من 15 عاما سلسلة من التحقيقات عن المدن الجديدة علي طريق السويس وطريق الاسماعيلية وكتبت انه تم ادراج تسيير خطوط قطارات تربط هذه المدن وخصوصا وان "القضبان موجودة" والأمر يحتاج إلي اصلاح المحطات والقطارات. من جهة أخري عندما شاهدت علي شاشة التليفزيون المزارع السمكية الجديدة التي تم اقامتها في محافظة كفرالشيخ وعلي سواحل القناة وعلمت ان هناك مزارع جديدة سيتم افتتاحها في مناطق مائية جديدة وبأساليب عصرية بعيدة كل البعد عن التلوث.. قلت : هذا هو الانجاز الحقيقي لتوفير البروتين السمكي.. لأن ما كان يحدث فيما مضي كان أمرا مؤسفا.. هل من المعقول ان تكون لدينا كل هذه البحار والبحيرات ثم نستورد الاسماك من الخارج أو نعتمد علي مزارع سمكية لا ترقي إلي أي مستوي؟. أما بحيرة السد العالي والمفروض انها مليئة بالاسماك فهي في حاجة إلي نظرة وتطوير حتي لا تأكل التماسيح كل الأسماك ويأكل السمك الكبير.. السمك الصغير.