النمل لا يملك ثروة طبيعية. لكن بكثرته وانضباطه. وإصراره يستطيع أن يهدم الجبال. وأن يحقق لنفسه الوفرة في الطعام والشراب والمسكن!! وحكمة النمل هذه أخذت بها دولة عديمة الموارد مثل كوريا الشمالية: لا بترول ولا غاز ولا مضايق ولا ممرات مائية. وثروتها الأهم هي البشر.. حولوا البشر إلي نعمة وثروة لا عبء يتأففون منه ويولولون لكثرته!! كثرة البشر. وتجمع البشر بصفة عامة إذا ترك لحاله بدون نظام والتزام وانضباط أصبح قبائل وعشائر وفئات ومذاهب متقاتلة. كما هو حالنا نحن العرب والمسلمين الآن.. وإذا تم توجيه هذا السيل البشري في مجري ومصب بعينه فلا شيء يقف أمامه ولا قوة تحول دون وصوله لهدفه.. هكذا يفعل الكوريون الشماليون: حددوا هدفهم وعدوهم ومعوقات تقدمهم. وراح كل منهم يغرس أظافره في هذه الصخور الصلدة التي تقف في وجههم. حتي حطموها. وأضحوا قوة علمية وتكنولوجية وصاروخية ونووية ضاربة. الكوريون بملايينهم القليلة. وثرواتهم الضئيلة. والتزامهم بالعمل الجماعي المحكم استطاعوا أن يصمدوا أمام كل المتآمرين عليهم. وخاصة قوة الاحتلال الأمريكي الرابضة علي أراضي كوريا الجنوبية واليابان علي مرمي دانة مدفع من بيونج يانج.. ونجح الكوريون الشماليون في الإمساك بطوق النجاة من مؤامرات أمريكا والغرب ضدهم.. وليس لهم من ظهير دولي: سياسي أو اقتصادي سوي روسيا والصين. غير الانضباط والإفادة من كل القوة البشرية وحسن توجيهها عنصر القوة الإضافي لدي بيونج يانج هو خلو المجتمع من الفساد والفاسدين. ومن الخونة والعملاء.. فلو كان لديهم تنظيم إرهابي معاد للوطن. ومتعاون مع الأعداء. ومتآمر دائماً لوقف مسيرتهم. لأعدموا هذا التنظيم إعداماً جماعياً في الميادين العامة. ولما حسبوا حساباً لما يسمي بجمعيات حقوق الإنسان التي تعد أداة في يد الغرب لوقف نمو أي قوي مناوئة لأمريكا وأوروبا. لو كان لدي الكوريين الشماليين لصوص مال عام ومخربون في الاقتصاد كحالنا مثلاً لوضعوهم في أفران الخبز وقوداً من أجل إطعام الشعب وفئاته الكادحة وعماله وفلاحيه ورجال جيشه وشرطته. من الصامدين علي طريق الوطنية والبناء. أيها المواطنون.. انضبطوا.. يرحمكم الله!!