إرادة شعب أمريكا الباطلة.. وليست ارادة الحق الواجبة.. هكذا برر ريكس تيلرسون وزير خارجية أمريكا قرار رئيسه دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها!! أكد تيلرسون ان قرار ترامب جاء تنفيذاً لقانون صدر عام 1995 في أمريكا يطالب الولاياتالمتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.. وأن الرئيس ترامب قام بتنفيذ إرادة الشعب الأمريكي.. وهو اعتراف بالحقائق علي الأرض.. وقد طلب الرئيس منه ومن وزارة الخارجية بدء عملية نقل السفارة. إذا كانت هذه إرادة الشعب الأمريكي- كما ذكر تيلرسون- فأين إرادة شعوب العالم كله التي تعارض ما أقدم عليه ترامب. خاصة أن رؤساء أمريكا السابقين منذ عام 1995 الذي صدر فيه القانون المشبوه لم يجرؤ أحد منهم علي تنفيذه حتي جاء ترامب ونفذه؟! هناك إلي جانب عنصرية ترامب حقائق تدل علي ان الرئيس الأمريكي كان وراء نجاحه في الانتخابات السابقة اللوبي الصهيوني في أمريكا.. وأن هذا اللوبي دعمه بأصوات 20 مليون يهودي وبدعم مالي ليفوز في الانتخابات. ولا تصدق الموضوعات المثارة بأن الروس خططوا معه لاسقاط هيلاري كلينتون في الانتخابات.. وما يقال عن ابن ترامب كان علي اتصال بمحامية روسية. وانه متواطئ مع روسيا خلال حملة ابيه الانتخابية عام 2016 ما هو إلا ذر للرماد في العيون. ترامب أصدر وعداً في الانتخابات السابقة بنقل سفارة أمريكا للقدس إرضاء للوبي اليهودي.. ثم تراجع خلال الفترة الماضية وعندما أعلن انه سينقل السفارة قال إن هذا القرار تأخر كثيراً.. وكان بذلك يقصد الاعتذار للوبي اليهودي في عدم الاسراع بتنفيذ وعده.. ولكي يسانده هذا النفوذ عند انتهاء فترة حكمه الأولي ليساعده في تجديد ترشحه للرئاسة مرة ثانية. وقد نقلت وكالات الأنباء ان هناك منظمة يهودية بأمريكا أدانت قرار ترامب بالاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل.. وقالت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" إنها تدين بشكل قاطع إعلان الرئيس ترامب انه سيبدأ عملية نقل السفارة الأمريكية للقدس كجزء من الاعتراف بأن المدينة عاصمة لإسرائيل.. وهي خطوة من شأنها أن تجعل الولاياتالمتحدة البلد الوحيد في العالم الذي يقوم بذلك. هذا الخبر الذي نقلته وكالات الأنباء إما أن يكون قد صدر عن تلك المنظمة خوفاً علي عملية السلام التي تأمل المنظمة أن يأتي اليوم الذي تتصالح فيه إسرائيل مع جيرانها العرب. فهي تعرب عن ذلك خوفاً علي مصلحة إسرائيل.. وإما ان تكون المنظمة اليهودية تعلن موقفها للتغطية علي موقف باقي المنظمات اليهودية في أمريكا استعداداً لمساندتها ترامب في الانتخابات القادمة. وكما ذكرت في مقال الأمس بأن الرئيس الأمريكي ترامب سوف يتجاهل موجة الغضب العارمة التي اجتاحت العالم بعد قراره بنقل السفارة للقدس.. فلم يعلق علي حسابه بموقع "تويتر" علي هذه الموجة الغاضبة.. وتأكيداً لتجاهله حاول أن يصرف الأنظار لشراء كتاب جديد عن قصة حياة الرئيس الأمريكي الأسبق أندرو جاكسون لأنه كتاب جيد. ماذا يجب علي الدول العربية أن تفعل بعد ذلك؟! بصرف النظر عن الاحتجاجات والمظاهرات القائمة والتصادم الفلسطيني مع قوات الاحتلال الصهيوني فإن علي الدول العربية القيام بما تقتضيه الظروف الحالية ومحاولة دعم الزخم العالمي في رفض قرار ترامب. والحفاظ علي أهمية رفض قراره بحيث لا تحذو دول أخري حذوه وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. خاصة وان نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قال إن دولاً أخري ستحذو حذو أمريكا وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل!! ترامب أشعلها ناراً حامية بإعلانه هذا.. ولا نستغرب أن هذا الرئيس العنصري قد تصرف هذا التصرف الذي يناقض الاتفاقات الدولية. وأثار غضب العالم كله.. والمهم أن يظل العرب في حالة انتفاضة كاملة ضد أمريكا وترامب ولا تعتريهم أي هوادة في غضبهم. ولعل حرائق أمريكا التي اجتاحت لوس أنجلوس وجعلت الآلاف من الأفراد يتركون منازلهم تكون انتقاماً لتصرفات ترامب. والله هو المنتقم الجبار.