المتشددون.. المسلحون.. الإسلاميون.. مفردات خادعة كاذبة مدمرة. صكها الإعلام الغربي الناطق بالعربية وبلغات أخري كعباءات واسعة يرتديها الإرهابيون القتلة. بحيث يبدون كمواطنين مصريين عاديين أو كمعارضين سياسيين!! الراصد لتعليقات القنوات الأجنبية كفرنسا 24 و"بي. بي. سي" مثلاً لن يري في النشرات الإخبارية الرسمية لهذه القنوات تعليقاً علي جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبت في مسجد الروضة بسيناء. لن يري ترديداً للمصطلح الدقيق والوحيد لمرتكبي الجريمة وهو "الإرهابيون".. ولن يسمع - حسبما تابعت عدة أيام - تعقيباً بهذا المعني في هذه النشرات. إلا إذا ورد علي ألسنة بعض المعلقين السياسيين.. وحتي هؤلاء المعلقون يجري اختيارهم من أصحاب الرؤية المائعة. ويدللون الإرهابيين وجرائمهم. ويتناولون هذه الجريمة الإنسانية الكبري كما لو كانت حدثاً عابراً وطبيعياً.. أما إذا استخدم أحد مواطنيهم سكيناً. أو أصاب عدداً من المشاة في لندن أو باريس أو بلجيكا فهو إرهابي. وهو عدو للبشر وللحضارة وللانسانية. ويقتلونه إذا تمكنوا منه. وان لم يستطيعوا قبضوا علي أهله وجيرانه!! نحن نقرهم في قتل المجرمين هؤلاء وندين تعرض الغرب الأوربي والأمريكي لأي حادث إرهابي. علي الرغم من أنهم هم صانعو كل جماعات الإرهاب والتطرف في بلادنا.. ولا ننتظر منهم ومن إعلامهم إلا ان يمارس الإنسانية الحقة ويدافع عن الحريات فعلاً في الحياة والعقيدة وفي الأوطان الآمنة. وغير هذه المصطلحات التي يتغطي بها الإرهابيون القتلة. تري هذا الإعلام الغربي ينشر البلبلة. ويثير الشائعات. كأن تقول قناة "بي. بي. سي" ان جريمة مسجد الروضة موجهة ضد المؤيدين للأمن!! وكأن هذا مبرر لقتلهم!! وكأن الأمن في مصر ليس أمن الوطن والدولة والشعب!! ثم تبدو تساؤلات بعض مذيعي هذه القنوات كما لو كانت "استجوابات استخبارية" يريدون منها معرفة ما تنويه القيادة السياسية من ردود علي هذه الجريمة. حتي يحتاط الخونة المجرمون!! الغرب مازال يمارس انفصامه الشخصي. ففي الوقت الذي يستخدم إعلامه مظلة للإرهابيين. ويخطط لهم ويدعمهم سراً. نري ترامب أمريكا يدين ويشجب. ونري برج إيفل في باريس يطفئ أنواره حزناً علي "قتلانا"!! مباح لهذا الإعلام ان يفعل أي شيء لصالح بلاده.. لكن ما ليس مباحاً ان إعلامنا في غيبوبة. وانه دون مستوي الحدث. وأنه بلا رؤية ولا خطة ويهيم في تخبصه!!