غريب أمر وكالات الآنباء الاجنبية فيما تناولته من تغطية إعلامية للحادث الإرهابى الغشيم الذى وقع ظهر الجمعة الماضى بمسجد الروضة بالعريش ، فليس من المقبول ولا من المهنية ما تناولته ال " بى بى سى " بأن مسجد الروضة بالعريش كان به مؤيدون لقوات الامن وليس من المهنية لكلا من رويترز والجارديان والواشنطن بوست حيث ان الأخيرة تناولت فقط توصيف "ارهابى " فى تدوينه الرئيس الامريكى ترامب فلماذا دائما تصر هذه الوكالات الاجنبية على المعاندة والكبر و التردد نحو توصيف الارهابين على هذه الجماعات؟! وان لم يكونوا ارهابيين فمن يكون الارهابى من وجهة نظرهم أذا ؟ والى متى سيظل يمارس الإعلام الاجنبى المراوغة في وصف هذا الإرهاب باسمه الحقيقي ؟ ، والى متى سيستمر استخدامهم للتعبيرات الملتبسة مثل "المعارضة المسلحة" أو "العنف السياسي" أو "المناضلين" أو"الصراع مع النظام" أو "المواجهة مع مسلحين"؟ فإذا لم يكن البعض فى الإعلام الدولى لا يرى حتى الآن فيما يجرى إرهاباً وفى هؤلاء المجرمين القتلة معادين لكل الحضارة الإنسانية، فإنه بالتأكيد شريكاً معهم بالتشجيع والتمويه و المراوغة مع هذا النوع من الجرائم. وتحضرنى هنا تلك المنظمات الدولية التى تتشدق دائما بشعارات حقوق الإنسان والحريات، أين هى الان من هذا الحادث الارهابى الذى يؤكد انها بما تحمله من تقاريرها المفتعلة والمفبركة والمبالغة انها شريكاً بالتبرير . ألم يأت الآوان مع حادث مسجد الروضة الارهابى لهؤلاء المتشدقين بأحاديث الحريات للإرهابيين أن يحسموا موقفهم اليوم وأن نسمع منهم ولو كلمات قليلة عن حقوق الضحايا الأبرياء في الحياة أولاً ثم في ممارسة حرياتهم فى أداء شعائر دينهم فى بيوت الله سواء كانوا مسلمين او مسيحين . ومع ذلك سواء أعترفوا بذلك أم أبوا الاعتراف فنحن المصريون ، نؤمن بقدرة شعب مصر وقيادته وقواته المسلحة ورجال الأمن علي دحر الارهاب واجتثثاث هذه الفئة الضالة المعادية لكل القيم الانسانية، وتطهير أرض مصر منهم وردع مموليهم وداعميهم بالمال والسلاح والإعلام المضلل من دول ودويلات ومنظمات في المنطقة وخارجها ، والله معنا فجريمة مسجد الروضة تكشف عن تغيير واضح في أسلوب هؤلاء الإرهابيين وفي طبيعة أهدافهم، وتفضح ماوصلت إليه هذه الجماعات في مصر من ضعف ويأس وانهيار في قدراتها تحت وطأة المواجهة الأمنية الفعالة ، كما أنها تنم عن مدى التطرف الفكري الذي وصلت له هذه التنظيمات التى تتخفي وراء الدين تارة ، وارتداء عباءة السياسة تارة أخرى. فبعد استهدافها رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة والمسيحيين من أبناء شعب مصر ودور عبادتهم، بحجج دينية زائفة، هاهي تنتقل اليوم للهجوم على مساجد الله وقتل المسلمين المدنيين الأبرياء ، بل وتركز على مصر عامة وخاصة شعبها وشبابها ومنشأتها واقتصادها ونظامها السياسى ، ولكن هيهات فبعدا لهم فإن المصريين قد خلقهم الله أحرارا ومنحهم من قوة الصبر والايمان والجلد ما لا تزحزحه الجبال وكم من أمم سابقة وحالية حاولت وتحاول ذلك وباءت بالفشل انه قدر مصر كتب عليها ان تقف وحدها فى التصدى لهذا الارهاب نيابة عن العالم كله ونرضى بقضاء الله ، وسنقاوم حتى أخر العمر هؤلاء المتشرذمون ، المارقون ، مدفوعو الأجر والتمويل من أعداء مصر وأعداء الانسانية في الخارج. جريمة مسجد الروضة الارهابية هذه رسالة للعالم كله اليوم بدوله ومنظماته فقد حان الوقت لتحرك فعلى جاد فى مواجهة الإرهاب والضرب بيد من حديد على أيدى مموليه وداعميه بالسلاح والمال والتدريب وتبرير جرائمه بالإعلام المضلل وهم معرفون للعالم كله، والا فعلينا جميعا السلام. [email protected] لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;