تري هل للباطل قوة خارقة تجعله يجذب أكبر عدد ممكن من الناس ثم يحل بكثرته وبريقه محل الحق فيجعله ضعيفاً يتواري بعد ان يفشل أمامه في معركتها الازلية أم أن الضعف فينا نحن من ندير تلك المعركة فلا نملك من القوة والايمان ما يحقق لنا الغلبة؟ الاجابة معروفة طبعاً لان للحق ثوابت علي مر العصور والباطل واضح وضوح الشمس مهما تزين وارتدي أثواباً ببريق زائف فإذا كان الامر هكذا فماسر ما يحدث من قلب للثوابت علي كثير من المستويات والجهات ومنها مثلاً: إمبراطورية الثانوية العامة التي قلبت فيها كل الاوضاع فأصبحت القاعدة هي الدروس الخصوصية والاستثناء هو الانتظام في المدرسة التي لم تعد تخصص فصولاً لهذه المرحلة ولاتضع لها جدول حصص واستسلمت وزارة التربية والتعليم ضمنياً ورفعت الغياب عن الطلبة؟ هكذا انتصرت الدروس الخصوصية بكل فجاجة وبجاحة ورفع الكثيرون الراية البيضاء أمامها ووقف أمامها الجميع مئوماً مسلوب الارادة أمام ذلك فبعد ان كانت هذه الدروس جريمة يخفيها المدرس والطالب باتت الان إعلاناتها علي الجدران وفي كل مكان00 فارس التاريخ جهبذ اللغة العربية عبقري الرياضيات وحلت السناتر محل المدارس رغم ان المراكز التعليمية عدد الطلبة قاعاتها أضعاف أضعاف أعدادهم في الفصول ومع ذلك حققت هذا الانتشار والنجاح. هذه القاعدة المقلوبة تفرعت منها العديد من المشكلات اهمها زيادة الاعباء الاسرية وتراكمت الديون وتعمق الخلافات والضغوط علي الجميع بما انعكس سلباً علي العملية الانتاجية. انها دائرة مغلقة وتروس متشابكة لكنها تدور في الاتجاه الخطأ ولابد ان نعيد تركيبها لتدور في مسارها الصحيح. ماذا لو خاضت الوزارة معركة شريفة جادة ضد هذه المراكز في تحد هادف للاصلاح وإعادة الامور إلي نصابها الطبيعي فتجذب لها المدرسون ذوي الخبرة وتعطي لهم دورات تدريبية متخصصة ثم ترفع أجورهم وتلزم الطلبة بالحضور وتحصل رسوما علي الامتحانات الدورية مثلما يحدث في المراكز الخاصة وتطرح مجاميع تقوية بأجر معقول؟ كل هذا سيساهم في تفتيت امبراطورية الثانوية ولكن أذا تعاون الجميج الطلبة و أولياء الأمور ووزارة التعليم .