عندما يقرر وزير التموين والتجارة الداخلية بسرعة إصدار بطاقات التموين "بدل فاقد أو تالف" خلال خمسة عشر يوما من تقديم الطلب لتخفيف العبء عن المواطنين. ورغم ذلك يظل المواطن يتردد علي مكاتب التموين عدة شهور دون أن يظفر بشيء. فمن المؤكد أن هناك شيئا خاطئا.. وفي هذه الحالة لابد من التفتيش عن الموظفين الذين يتفننون في تعذيب المواطنين. "المساء" تلقت العديد من الشكاوي التي أكد أصحابها أن قرار الوزير "حبر علي ورق" وأنهم يعانون بالفعل ولا يستطيعون استخراج بطاقات جديدة.. لذا قامت بجولة علي مكاتب التموين ل أكد من صدق الشكاوي و حري الأمر علي أرض الواقع. * ففي مكتب تموين "ولي العهد" بحدائق القبة يقول جميل نسيم "موظف بمترو الأنفاق" بطاقتي التموينية متوقفة منذ ستة أشهر. ولا أستطيع صرف المقررات التموينية والسبب مجهول. فالبطاقة سليمة ولكن أخبروني أنها تلفت. وقدمت طلب منذ ذلك الحين واستخدمت كل الوسائل حتي المعارف والوسائط ولكن بدون جدوي. أضاف انه قدم شكاوي عديدة ولكن إدارة المكتب تقول له إن التأخير من المديرية. والمديرية تقول إن التأخير من الوزارة. ويتمني أن تنفذ قرارات الوزير بالفعل. ولا تكون حبرا علي ورق. * في نفس المكتب تقول أماني سعد "ربة منزل" إن بطاقتي الخبز والتموين الخاصة بزوجها فقدتا منذ شهر. وحضرت إلي المكتب فأخبروها بضرورة تقديم طلب. وتنتظر إصدار بطاقات جديدة والذي سيقدم الطلب هو زوجها صاحب البطاقة. وتؤكد أن أحدا لم يخبرها عن المدة التي تستغرقها إصدار البطاقة جديدة. وتقول أنا ونصيبي بقي. * محمود جاد المولي "موظف بالمعاش" يري أن النظام التمويني السابق أفضل من البطاقات الحالية. فبطاقته متوقفة منذ شهور. لا يذكر عددها بدون أي سبب وشكلها يبدو سليما تماما. ولكن بقال التموين عندما يضعها في الماكينة يرجعها إليه ويخبره أنها متوقفة. ويضيف انه ذهب إلي أكثر من بقال ومخبز. والنتيجة واحدة فلجأ إلي مكاتب التموين وهناك أخبروه بضرورة تقديم طلب والانتظار حتي يتم تغيير البطاقة. ويقول المعاش لا يكفي وأسعار السلع مرتفعة ولدَّي أربعة أبناء ماذا أفعل؟ * وفي مكتب "تموين المطرية" قال جلال سيد عبدالعال "أرزقي ومصاب بشلل أطفال": انه كان يصرف مخصصاته التموينية له ولزوجته وأولادي الخمسة منذ سنة تقريبا. إلا أن البطاقة حسب كلام بقال التموين تلفت "البطاقتان" وأصدروا له بطاقة ورقية لحين عمل بطاقة جديدة. وأكد أن سبب حضوره هو أن بقال التموين أخبره أن هناك تعليمات جديدة بوقف صرف التموين بالبطاقات التموينية هذا الشهر والمكتب لم يعطه أي موعد أو معلومات عن البطاقات الجديدة ومتي يتم استخراجها. * نفس الحال مع سامي عبدالرزاق "موظف علي المعاش" يقول: إن بطاقتي الخبز والتموين سليمتان تماما ولكنهما توقفتا فجأة علي الرغم من قيامي بتحديث البيانات عند البقال. وبعدها توقفت. واعتقدت أن بقال التموين هو السبب فحضرت إلي المكتب لكي أشكوه فأخبروني أن البطاقات تلفت بدون أي سبب وطلبوا مني أن أقدم الأوراق من جديد. ومنذ ذلك الحين لا أحصل علي التموين ولا أعلم ولا هم يعلمون متي ستأتي البطاقات الجديدة. سيدة مسنة * وفي مكتب "تموين دوران شبرا" وجدنا سيدة مسنة تكسو وجهها علامات الخوف والحزن. تقف أمام شباك التموين وتسأل الموظفة "طيب أروح فين يا بنتي" سألناها عن سبب وجودها فقالت اسمي فهيمة مصطفي "ربة منزل" وزوجي متوفي. وكل شهر علي هذا الحال أحضر للمكتب بأوراق أولادي منذ أربعة شهور ولا جديد. أضافت بمرارة اكتشفت عند بقال التموين أن البطاقة متوقفة وطلب مني البقال الحضور إلي المكتب لكي أعرف السبب. وقالوا لي إنها تلفت "هكذا بكل بساطة". ومنذ ذلك الحين لم أصرف التموين والخبز وذهبت إلي كل مكان أحمل أوراقي. ولكن بدون أي بادرة أمل لصدور البطاقة وتقول والدموع تملأ عينيها المعاش قليل يا وزير التموين لا يكفي المعيشة والأسعار في زيادة مستمرة وتناشده حل مشكلتها. * ويقول صلاح رشيد "موظف": لا نعرف سببا لتلف البطاقات أو عدم قيام المكتب بإصدار بطاقات بدل تالف وهم هنا في المكتب يعرفون السبب فعند ذهابي للحصول علي الخبز أخبروني أنها متوقفة وهذا منذ خمسة أشهر والبطاقة الخاصة بالتموين توقفت أيضا. وكأن عدوي بطاقة الخبز أصابتها. وذهبت إلي أكثر من مكتب وقدمت شكوي وطلبات عديدة وحضرت إلي المكتب هنا في شبرا. وهو جهة إصدار البطاقة لأتابع الموضوع علي الرغم من أنني أسكن بالوراق. * ماجدة منصور "ربة منزل" فقدت بطاقة التموين الخاصة بنا منذ سنة. وقمت بعمل محضر. وقدمت الأوراق منذ سنة. وحتي الآن لا يوجد أي أمل في الحصول علي بطاقة تموين بدل فاقد. ومنذ شهر أخبروني أن أذهب إلي مخزن الزيت لمتابعة نزول اسمي علي الكمبيوتر. وقال لي الموظف إنه لم ينزل حتي الآن. ولهذا أتيت إلي المكتب ووعدني مدير المكتب بحل المشكلة خلال خمسة وأربعين يومًا. بطاقة مكسورة * وجدنا أيضًا رجلاً يحمل بطاقة تموين مكسورة وعليها علامة "*" باللون الأحمر عمره تخطي السبعين عاما وعلامات الحيرة تملأ وجهه من كثرة المعاناة واللف علي مكاتب التموين. وبادرنا بقوله عندما ذهبت لكي أحصل علي عيشي بالبطاقة قالوا لي إن البطاقة لا تعمل. فذهبت بها إلي بقال التموين والذي أخبرني بنفس الشيء. ومن هنا بدأت معاناتي. اسمي صابر محمود عامل علي المعاش ولدَّي أربعة أبناء أسكن في شبرا الخيمة وبطاقتا التموين والعيش تم استخراجهما من هنا لأنني من مواليد الدوران. وقد قام أحد الموظفين معدومي الضمير بكسر البطاقة ووضع علامة "*" عليها حتي لا أحاول استخدامها. وكان ذلك في شهر يوليو الماضي وطلب مني موظفو المكتب في شبرا الخيمة بالذهاب إلي مكتب دوران شبرا لتقديم طلب وهنا طلبوا مني شهادات ميلاد أبنائي وأوراقا عديدة من المعاشات والتأمينات وبحثا اجتماعيا جديدا فقمت بإحضارها وتقديمها ومنحوني ورقة للحصول علي الخبز فقط. وأخبروني أن أعود لهم بعد أربعة شهور لمتابعة الطلب. ولكن لا يوجد رد وكأن أوراقي قد ضاعت منهم. ولا يعرفون أي شيء عنها وأخبروني أن أذهب لمخزن الزيت لمعرفة نزول اسمي علي الكمبيوتر وذهبت وأخبرني هناك أنه لم يسجل حتي الآن وطلبوا مني أن أعود للمكتب مرة أخري. * الله يخرب بيت الكمبيوتر علي اللي شار به. هكذا بادرنا فوزي عبدالحميد موظف علي المعاش وقال: بعد أن حصلنا علي البطاقة وحدثنا بياناتنا عن طريق النت وبعد فترة توقفت. وأخبروني أنها تالفة. والبطاقة سليمة ولا يوجد بها خدش وللحصول علي بطاقة جديدة طلبوا مني أوراقا ودوخة علي المكاتب والإدارات وقمت بتسليمهم كل ما طلبوه منذ ستة أشهر. والنتيجة هي انتظار ولا يوجد أمل في الحصول علي التموين أو الخبز علي الرغم من قلة المعاش وأولادي الأربعة مازالوا طلابا وزوجتي ربة منزل نحاول تدبير احتياجاتنا اليومية بالعافية. ويبدو أن مسئولي التموين لا يريدون رفع المعاناة وتخفيف أعباء الحياة عنا. * تقول سميرة سالم: المكتب أخذ منا البطاقات ويرفض إعادتها لنا والسبب كما يقولون إنها تلفت المهم عندي هو بطاقة العيش فمنذ خمسة أشهر لا أصرف التموين أو العيش علي بطاقة تموين زوجي لأنهم أخذوها بحجة تجديدها. أضافت ان الخبز خارج التموين ثمنه مرتفع. كذلك السكر والزيت والأرز نشتريه من المحلات بسعر مرتفع. وكل شهر أحضر إليهم يقولون إن البطاقات لم تأت حتي الآن أذهب إلي المديرية أو مخزن الزيت فأذهب ولكن بدون جدوي حتي لم يعطوني أي ورقة مثل غيري للحصول علي العيش. طالع نازل * يقول سيد عبدالمولي إن بطاقتي متوقفة منذ مايو الماضي والسبب. كما أخبروني أنها تلفت. والمطلوب إصدار بطاقة جديدة. وعلي الرغم من تقدمي في السن "لأني موظف علي المعاش" ومرضي ذهبت إلي كل مكان طلبوا مني أن أذهب إليه. ولا أحد يفيدنا بسبب تلف البطاقة أو موعد حصولي علي أخري. لف علي المكاتب ومشي وطلوع سلالم ونزولها كل شهر علي هذا الحال ولا يوجد أمل. ستة أشهر لم أحصل علي العيش أو التموين. أضاف: أتمني أن أعرف سبب تلف البطاقة حتي أتجنبه. ولكن علي ما أعتقد أنهم أوقفوا البطاقات من تلقاء أنفسهم. فالبطاقة تلفت قبل أن يطلبوا تحديث البيانات أي أن التحديث ليس السبب ولكن أخطاء الموظفين هي السبب. * أما أم محمود عبدالسلام فتقول: ابني يحمل بطاقة ورقية. كنا نصرف بها. وللأسف أخبروني أنها ألغيت. والمطلوب تقديم أوراق لإصدار بطاقة جديدة. ومنذ ثلاث سنوات وابني يعمل ولهذا أقوم أنا بالنيابة عنه باللف علي مكاتب التموين للحصول علي البطاقة الجديدة. وكما تري لا يوجد أي أحد يريد أن يريحنا ويعطينا موعدا للحصول علي البطاقة الجديدة هم يريدون منا أن نيأس ولا نحصل علي الدعم.