هناك قاعدة أساسية غابت عن الكثيرين وهي أن الشرع مقدم قطعاً عن العرف وأن العرف يمنحنا مرونة تيسر لنا تعاملاتنا الاجتماعية الدنيوية وفق اختلاف العصور. ولكن إذا تعارض العرف مع الشرع أو حل محله فهنا لابد من وقفة تعيدنا جميعاً إلي الأصل في الحكم. فبنظرة سطحية فقط نري مهازل تحدث في مجتمعاتنا رسخت العرف وجعلته بديلاً ومقدماً عن الشرع في كثير من الأمور وإذا ظهر من يعترض ينظر له نظرة دونية. ما لا يعلمه هؤلاء أو يعلمونه ويغضون الطرف عنه هو أن ما يفعلونه يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم. لهذا يجب أن نزن كل أعمالنا ونعيد فيها كل حساباتنا. وليكن حكمنا علي أساس ما يرضي الله وليس ما يرضي الناس. فقد استفزني السباق الأعمي في تجهيز العرائس والتباهي والتفاخر ووضع نظرة الناس وتقييمهم فوق كل الاعتبارات حتي أمر الله "ولا تسرفوا" و"لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله". الغريب ان هذا الصراع لا يتوقف عند حد معين بل كلما زادت إحدي الأسر في جهازها تصبح قاعدة يتبعها الكل لدرجة انهم يشترون الآن غرف الأطفال و"التكييف" و"الديب فريزر" ومحول الكهرباء ضمن الجهاز وهو ما ترتبت عليه مشكلات كثيرة لا حصر لها خاصة ان هذا العرف يطبق علي الفقير مثل الغني والكل يتسابق بلا تفكير. لهذا يتضاعف أعداد الغارمين والغارمات في السجون وتزداد المشكلات الأسرية من شدة الضغوط النفسية والمادية وتأخر سن الزواج بعد أن أصبح صفقة تجارية ونزعت البركة من البيوت لأن الله "لا يحب المسرفين" فلنعد مرجعيتنا إلي كلام الله في المرشد الرباني "القرآن الكريم" ولنضع عرفاً جديداً بأن يلتزم كل مقتدر بأن يجهز بجانب ابنته ابنة أخري من الفقراء ومن ضيق عليه رزقه فيشتري الضروري فقط وليكن مرفوع الرأس مفتخراً بأنه لم يسرق أو يرتشي وأنه ينفق في حدود سعيه ورزقه الحلال.