التحجيم. ثم الاستباحة. ثم التقسيم.. هذه هي خطة الغرب: أوروبا وأمريكا تجاه مصر.. تنفذها بحسم وعبر سيناريوهات شتي. طوال القرنين الماضيين. بدأ التحجيم والإضعاف وإعادة المارد المصري إلي قمقمه بعد أن تمددت مصر تمددها الطبيعي أيام محمد علي. فاجتازت حدودها الجغرافية إلي حدودها الاستراتيجية بأن وضعت يدها علي الشام وأوشكت علي إخضاع الدولة التركية كلها وإسقاط سلطانها الذي كان يحمل مسمي "خليفة المسلمين". وما هو بخليفة ولا ينبغي له!! وتمددت مصر جنوباً إلي حيث منابع حياتها أي النيل. وباشرت ارتباطها التاريخي والديني والحيوي بالجزيرة العربية. حينذاك لم يكن في قدرة الغرب - وتركيا المتحالفة معه - أن تدمر مركز العرب والمسلمين "مصر" دفعة واحدة. فكانت الخطوة الأولي إعادة جحافل قواتنا المسلحة من كل امتداداتها وساحتها التقليدية منذ آلاف السنين إلي الحدود الجغرافية المعروفة الآن. ولأن الغرب في حالة هجوم دائم علينا. بدأ تنفيذ مرحلته العدوانية الثانية. وهي "الاستباحة" أي استباحة ثرواتنا وتوجيه الاقتصاد المصري إلي صالحه وإلي تبعيته المباشرة. ثم استباحة سيادته وحدوده بالاحتلال المباشر عقب ثورة عرابي.. وامتدت هذه المرحلة حتي تمكنت ثورة 23 يوليو من إخراجنا منها.. وبدا عبدالناصر كما لو كان محمد علي جديداً!! فعزم الغرب علي تنفيذ الجزء الثالث والأخير من خطته. وهو "التقسيم". سعي الأعداء بوضع حجر الأساس إلي لتقسيم مصر متمثلاً في كسرنا عسكرياً في يونيه 1967 ومن مرحلة لأخري استطاعت مصر - منذ عبدالناصر - تأجيل خطة الغرب. لكنها لم تستطع القضاء عليها. إلا في الأعوام الثلاثة الأخيرة.. بأن أصبحت لنا "خطة مواجهة ومبادرة" لا مجرد خطة دفاع وانكماش علي الذات.. وهذا ما يفعله الرمز الوطني الراهن "عبدالفتاح السيسي". إنه بني - ومازال يبني - القوة العسكرية كعماد لأية أمة قوية. وبالقوة بدأنا نسترجع السيطرة علي ثرواتنا: الغاز والبترول والمعادن والممرات البحرية. في خطة "المواجهة والمبادرة" هذه ندرج كل مشروعات التنمية الحالية: القناة الجديدة. والعاصمة الجديدة. و13 مدينة أخري جديدة. وترميم السياسة العربية والخارجية. وبناء المفاعل النووي. وحتي لا تبقي السلطة في تقدم للأمام. والشعب ما بين مندهش ومتفائل ومتشائم ومشكك. علي الشعب نفسه أن يتغير وتتحول فلسفته من "احييني النهارده وموتني بكره" إلي "احييني النهارده.. وبكره كمان"!!!