تزامنا مع احتفالات عيد القيامة، البابا تواضروس يترأس قداس خميس العهد    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    المشاط: استمرار التنسيق بين الجهات الوطنية والاتحاد الأوروبي لدفع جهود الإصلاح الاقتصادي    «الإسكان»: جاري تنفيذ 64 برجاً سكنياً و310 فيلات بمشروع «صواري»    رئيس الوزراء يبحث مع شركات كوريا الجنوبية سبل تعزيز استثماراتها في مصر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الأهلي للصرافة» تجذب حصيلة 6.9 مليار جنيه خلال شهر أبريل    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    شيخ الأزهر ينعي الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    تفاصيل جلسة جوميز مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة البنك الأهلي    بايرن ميونخ يكشف حقيقة اتصالات ريال مدريد لضم ديفيز    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل مصرع سيدة ونجاة زوجها في حريق شقة بحلوان    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    أخصائية تربية تقدم روشتة لتقويم سلوك الطفل (فيديو)    الفنان ياسر ماهر ينعى المخرج عصام الشماع: كان أستاذي وابني الموهوب    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال أبريل 2024    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي قاد مصر للخروج من عنق الزجاجة
نشر في المساء يوم 23 - 09 - 2017

هي أول سيدة تقوم بالتدريس في الكلية الحربية.. تمتلك رصيداً كبيراً من الثقافة والمعرفة والمشاركة في نواحي الحياة المختلفة بجانب عشقها لتخصصها الأكاديمي.
نتحدث عن د.هدي زكريا.. أستاذ علم الاجتماع السياسي وعضو المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب وعضو المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام التي التقت بها "المساء الأسبوعية" في حوار خاص أكدت فيه أنه يكفي الرئيس السيسي أنه أخرج مصر من عنق الزجاجة بعد أن استجاب للشعب في 30 يونيه لينتهي عام من أسوأ الأعوام التي مرت علي مصر ليأتي رئيس أهم ملامحه الشخصية الإخلاص للوطن والإبداع في العمل والإدارة الرشيدة.
قالت: إن خطابه في الأمم المتحدة كان متميزاً من كل الجوانب ووصل إلي القلوب لأنه خاطب الشعوب وليس الحكومات وأن جيشنا الوطني متفرد بين جيوش العالم فليس به أفراد مرتزقة ولا يقسم علي أساس طائفي أو عرقي.
وصفت من يتقوَّل علي المؤسسة العسكرية بأنه ثلاثة من هؤلاء.. إما خائن أو عميل أو جاهل مؤكدة أن نظرية "الموازيكو" الأمريكية فشلت معنا لأننا أصحاب تاريخ طويل.
أضافت أن تصحيح الخطاب الديني وتنقيته من الشوائب لم يعد رفاهية فإما نكون أو لا نكون في هذه الجزئية وأن القضاء التام علي الإرهاب يحتاج بجانب المواجهة الأمنية الناجحة إلي عودة الفن الرفيع والتعليم الراقي.
أوضحت أن مصر تجرعت حكم الإخوان ك "الشربة" بكل ما فيها من مرارة لتنظيف الأمعاء ثم سرعان ما استرد الشعب وعيه وتخلص من هذه العصابة التي كانت تريد السوء بمصر وأن نغمة حقوق الإنسان التي يهاجمون بها مصر الآن ما هي إلا نوع من "الاستعباط" والإدعاء الكاذب الذي لا ينتهي.
أكدت أن قانون تداول المعلومات الذي يعد الآن علي قدر كبير من الأهمية فجانب أنه حق إنساني سيؤدي إلي تحسين أداء الجهاز الحكومي بشكل كبير وسيعطي فرصة أكبر للمشاركة السياسية من جانب قطاع ضخم من المواطنين وأننا قادرون علي مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضدنا بشرط استرداد الوعي والضمير الجمعي.
* بعد مرور ما يقرب من 4 سنوات علي حكم الرئيس السيسي لمصر.. كيف ترصدين التجربة؟
** لن أتحدث كثيراً عما تم من إنجازات في جميع نواحي الحياة منذ أن تولي المسئولية سواء المرافق أو الخدمات أو الاقتصاد والاستثمار فهذا شيء معروف للكافة ونراه جميعاً حاضراً أمامنا ولكنني أركز علي نقطة هامة أكثر من وجهة نظري وهي أن الرئيس السيسي نجح في قيادة مصر للخروج من عنق الزجاجة وأقصد بعنق الزجاجة هنا قيادة الإخوان لمصر في فترة زمنية معينة حيث استطاع الرئيس بدعم من الشعب وبوقوف الجيش بجانب هذا الشعب أن يتخلص من جماعة إرهابية أو عصابة علي رأسها رئيس متهم بالجاسوسية وهو محمد مرسي.. فهذا الظرف التاريخي يجب أن نضعه في الاعتبار ونحن نقيم تجربة الرئيس السيسي الذي يكفيه هذا الأمر إذا لم يفعل غيره فبقاء الإخوان في السلطة أكثر من ذلك كان سيمثل خطورة شديدة علي مصر في نواح عديدة.. أيضاً هناك سمات شخصية تتوافر في الرئيس السيسي تتمثل في الإخلاص للوطن والإبداع في العمل والإدارة الرشيدة بجانب الانتماء للمؤسسة العسكرية وهي سمات يجب أن يتسم بها من يحمي مصر في هذه الظروف التاريخية الخاصة بسبب ما تمر به من أحداث داخلية أو ما تتعرض له من مؤامرات خارجية تشارك فيها أطراف إقليمية وعالمية تحتاج بجانب تماسك الشعب وصلابته أن يقود المسيرة شخصية تتسم بسمات الرئيس السيسي.
خطاب رشيد
* وكيف شاهدت خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً؟
** هذا الخطاب كان من الخطب المتميزة للرئيس السيسي واستطاع به أن يصل لقلوب كل من استمع إليه لسبب بسيط وهو أنه خاطب الشعوب وليس الحكومات وكانت الصياغة له جيدة حيث عرض كيف أن مصر رغم ما تحاك ضدها من مؤامرات صامدة ولا أحد يستطيع أن يقضي عليها ولم يغفل الرئيس في خطابه العديد من القضايا التي تهم الشعوب مثل حديثه عن المصالحة بين فتح وحماس وأيضاً تحدث للمجتمع الإسرائيلي نفسه باختصار شديد دون مجاملة كان خطاباً رشيداً كما يطلق عليه في علم السياسة وعلي الجانب الآخر ظهر رؤساء وفود ودول في صورة غير موفقة حيث ظهر بعضهم دون تحديد كأنه زعيم عصابة تهدد هذا أو يخيف ذاك وبعضهم ظهر في حديثه أنه يكيل بمكيالين ولا يتعامل مع القضايا المختلفة بمنطق واحد ولكن تبعاً لمصالحه وأهوائه الشخصية.. والحديث للمجتمع الدولي علي قدر كبير من الأهمية بحيث أن تراعي فيه الكثير من الجوانب لأنه يكون بمثابة تقديم صورة ذهنية عن الدولة التي يتحدث رئيسها وتوضع كلماته في الاعتبار عند التعامل معه في مرات قادمة بجانب معطيات أخري.
نقطة مضيئة
* اقتربت من الجيش المصري باعتبارك أول سيدة تقوم بالتدريس في الكلية الحربية ولاهتمامك بعلم الاجتماع العسكري.. فكيف ترين الجيش؟
** من خلال هذا الاقتراب الذي أعتز به والذي أراه من الأشياء المضيئة في حياتي علي جميع المستويات أستطيع أن أقول وكلي ثقة إن الجيش المصري جيش متفرد فهو الجيش الوحيد الذي عافاه الله من مرض "الارتزاق" أي وجود مرتزقة فيه يقومون فيه بالقتال والدفاع عن الوطن من أجل المال فأفراده جنود وضباطه يمارسون هذا الدور بوازع وطني.. أيضاً الجيش المصري لا يقسم علي أساس طائفي أو عرقي ولكن الجميع فيه سواسية ويتميز أيضاً بما يمكن أن نطلق عليه ظاهرة الضابط المثقف حيث انتمي له عدد من القامات الثقافية مثل الشاعر محمود سامي البارودي شاعر السيف والقلم والشاعر حافظ إبراهيم والأديب يوسف السباعي والمفكر د.ثروت عكاشة بصفة عامة معظم ضباطه لا يهتمون فقط بالعلوم العسكرية ولكن بكافة العلوم والجيش المصري في عمومه قريب من الشعب ومنتم إليه علي عكس جيوش كثيرة علي مستوي العالم نجد فيها المرتزقة مثلما حدث في الكونغو في الستينات دون الدخول في التفاصيل أو مثلما حدث في أمريكا اللاتينية وتحديداً في السلفادور حيث كان الجيش يمارس ما يعرف بالعسكرية القاسية لدرجة أن أحد الجنرالات قتل رئيس البلاد المنتخب وأكثر من 60 ألف شخصية في الاستاد الرياضي وكان من بينهم أشخاص حاصلون علي جائزة نوبل.
أبلغ رد
* لكن البعض يرفض أو يهاجم الدور الكبير للجيش في بعض مجالات الحياة في فترات معينة فما رأيك؟
** هناك علم جديد في الاجتماع يسمي علم الاجتماع العسكري وهو بالمناسبة نشأ في أمريكا مؤخراً والقراءة فيه تمثل أبلغ رد علي هؤلاء ففي تعريفه للجيش هو الفئة الاجتماعية القادرة علي الفعل السياسي المنضبط وأيضاً يفسر لماذا يتدخل الجيش في فترات معينة ويحدد 4 أسباب لدخول الجيش إلي الساحة المدنية وهي سيادة الفوضي وسقوط الرضاء الشعبي عن الحاكم وسقوط الدساتير ومرض النخبة السياسية بالمراهقة وإذا طبقنا هذه الأسباب علي الحالة المصرية نري أنه كان لزاماً علي الجيش أن يفعل ما فعله وأن يمارس نفس الدور ولكن في أشكال أخري حتي نصل إلي مرحلة التعافي التام من الأسباب التي ذكرها علم الاجتماع العسكري والتي أدت إلي هذه الحالة وعلي الذين يرفضون الدور الذي يقوم به الجيش أن يتعافوا أولاً علي العلوم الحديثة التي خرجت من أمريكا نفسها التي تقدم نفسها للعالم علي أنها الحلم وقمة الديمقراطية بينما هي في حقيقة الأمر تعاني من مشاكل جمة ليس مكانها الآن ويخدع فيها الكثيرين ويهاجمون مصر بدافع من جماعات ضغط هناك.
ليسوا أسوياء
* وما ردك علي من يسيء إلي الجيش المصري؟
** بداية لا أتصور أن هناك إنساناً في كامل قواه العقلية يمكن أن يقدم علي هذا الأمر أو أنه إنسان ليس له حسابات خاصة بعيداً عن الوطنية والانتماء فهذا لا يمكن أن يحدث من أناس أسوياء ولكن في نفس الوقت لا يجب أن نتغافل عن أن هناك خونة وعملاء وجهلة في الداخل تلتقي مصالحهم مع الخونة والعملاء والجهلة في الخارج فيكون ما نراه من محاولات فاشلة للنيل من الجيش المصري وهذا ما يفسر لنا أيضاً لماذا يوجد جواسيس فالشخص الجاسوس فاقد للوطنية والانتماء ومن ثم يقبل ويرضي أن يكون عيناً لبعض الأطراف في الخارج ويحصل مقابل ذلك علي ثمن العمالة والخيانة ولكنه في نفس الوقت يفقد شرف الانتماء لهذا الوطن العظيم ويجب ونحن نتحدث عن هذه الجزئية أن نعي جيداً أنها ليست وليدة اليوم ولكن علي مر العصور نري مثل هذه الشخصيات التي تحاول النيل من مصر بالنيل من أحد أعمدة الوطن الهامة الراسخة وهي الجيش ولكن محاولاتهم دائماً وبلا استثناء تفشل وتذهب سدي لأن الشعب يعرف جيداً هذا الجيش ولا يصدق أبداً ما يردده بعض المأجورين ضده.
شيء طبيعي
* وكيف يمكن التصدي لمحاولات الهدم التي تتعرض لها الدولة المصرية خاصة بعد ثورة 30 يونيه؟
** ما يحدث من محاولات للهدم واضحة للجميع وهي في نفس الوقت أمور طبيعية وقع فيها دول عديدة محيطة بنا علي خلفية تطبيق نظرية "الموازيكو" الأمريكية ويتم ذلك من خلال إشعال فتن عرقية ودينية وقبلية وهذا ما حدث ففي العراق رأينا كيف أصبح هناك سُنَّة وشيعة وأكراد وفي سوريا علويين وسُنَّة فالجيش من العلويين والشعب من السُنَّة وفي السودان كان المخطط أكثر حبكة ولذلك نجح بدليل تقسيم البلد الواحد إلي شمال وجنوب ويمكن أن يكون في الطريق دولة ثالثة إذا لم يتم الانتباه لهذا المخطط جيداً وعودة إلي مصر فقد حاولوا تفكيك قوة الدولة المصرية ولكن كان الجيش الوطني بمثابة السياج الذي أنقذنا من هذا المصير ولأننا في النهاية أصحاب تاريخ طويل مرت علينا الكثير من المصاعب والمؤامرات وإن كان أخطرها الحرب ضدنا من منطقة التدين لأننا شعب متدين بطبعه واختلط الحابل بالنابل في هذه الجزئية لدرجة أن الشيخ الشعراوي رحمه الله قال إن البعض يقرأ القرآن علي فكرة فاسدة ولكن لأن المصريين يحبون الحياة ولديهم رغبة في الاستمرار والبقاء والخلود استطاعوا من خلال الوعي الوطني والجمعي الانتصار علي كل هذه المحاولات.
أهمية كبري
* بمناسبة حديثك عن التسلل من خلال الدين.. كيف ترين الخطاب الديني وتصحيحه؟
** هذه النقطة علي جانب كبير من الأهمية ولم تعد تحتمل التأجيل لأنها ليست مسألة رفاهية فإما نكون أو لا نكون لأن استمرار هذا الوضع الملتبس يمثل خطورة علي الوطن فالدين والحديث فيه يجب أن يكون واضحاً ودينياً بالفعل وليس لكي يمتطيه الخونة والعملاء للاستيلاء علي قطاع كبير من هذا الشعب وكلامي هذا ليس تخويفاً لأحد ولكنه حقيقة واضحة للجميع فمؤخراً تم اكتشاف إسرائيلي مندس بين الدواعش أي أنه يمكن أن يتم أخذ الدين ذريعة للوصول إلي أهداف أخري ومن ثم فنحن في مرحلة خطرة لا خيار فيها أمامنا إلا تصحيح الخطاب الديني وأن يتوافق هذا مع الخط الوطني للدولة لأن هذا لا يمكن أن يتعارض مع صحيح الدين ويكون هذا الخط واضحاً للجميع ويلتزم به الكافة ومن لا يسير علي نفس النهج يصبح عدواً ويصبح من حقنا في هذه الحالة أن نتخلص منه بالطريقة التي نحددها نحن.
حملة مسمومة
* لكن ألا يتعارض ذلك مع حقوق الإنسان خاصة ومصر تتعرض الآن لحملة من منظمات مشبوهة في هذا المجال؟
** كما قلت عندما يكون الوطن في خطر يجب أن تسارع لحمايته دون الأخذ في الاعتبار أي عوامل أخري ومع ذلك فالحملة المثارة ضد مصر في هذه الجزئية أقل ما توصف به أنها حملة تمثل نوعاً من "الاستعباط" بالبلدي والادعاء الذي لن ينتهي وسوف يستمر رغم الإصلاحات الهائلة في هذا المجال وحتي لو فعلنا مثلها عشرات المرات لأن الهدف لدي الطرف الآخر ليس الدفاع عن حقوق الإنسان كما يدعون ولكن تنظيم حملات مسمومة ضد مصر والإساءة إليها حتي ولو كان ذلك من خلال تقارير كاذبة والترويج لمعلومات مغلوطة حيث تثبت الأحداث يوماً بعد يوم كذب الادعاءات التي يروجون لها فقد أذيع علي عدد من القنوات عن وجود بلاغات من 4 سيدات عن اختفاء أولادهم قسرياً ولا يعرفون مكانهم وألمحوا أن الشرطة هي المسئولة عن ذلك وبعد أيام تم اكتشاف أن الأمر كذبة كبري حيث تبين أن الأمهات يعرفن جيداً مكان اختباء أولادهن لدي جماعات إرهابية حيث يتم تدريبهم علي القيام بعمليات إرهابية وتحصل الأم علي مقابل 400 جنيه في اليوم الواحد.. كذلك التقارير التي تخرج عن بعض المنظمات تأتي دائماً مرسلة وبدون أي أدلة واضحة وتعتمد علي كلمة تردد أو سمعنا أو قيل لنا.. فلم يذكروا اسم حالة واحدة تعرضت للتعذيب الممنهج كما يدَّعون أو اسم سجن أو قسم جرت فيه وقائع التعذيب مما يؤكد أنها حكايات مفبركة لا دليل عليها.
نجاحات هامة
* كعضوة في المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب كيف ترين الظاهرة وطرق التعامل معها؟
** لا جدال أن الجانب الأمني في هذه الجزئية مهم خاصة في الفترة الحالية وقد حقق الجيش والشرطة نجاحات لا تنكر في هذا المجال ولكن في نفس الوقت لا يجب أن يكون العبء كله للتخلص من هذا الداء علي كاهل الجيش والشرطة فقط فحتي ننجح في القضاء نهائياً عليه وليس مجرد نجاح مؤقت علينا محاربة الفكر الإرهابي من خلال وسائل فكرية مضادة فهذا الإرهاب ظهر واستفحل عندما غاب الفن الرفيع والتعليم الراقي وظهرت محاولات تفكيك الضمير الجمعي وعندما تعود هذه الأشياء ونستطيع أن نوفر علاقة بين التاريخ والحاضر والمستقبل لا محالة نستطيع القضاء علي الإرهاب وأيضاً عندما نسترد الذاكرة الوطنية فالإرهاب لا يستطيع أن يعيش في هذه الأجواء الحضارية وسوف يقضي بنفسه علي نفسه لأن الإرهاب بطبعه ضد المدنية والتحضر ولهذا نجد الرئيس السيسي يؤكد علي أننا نسعي جاهدين لبناء دولة مدنية قوية فهذا هو السبيل للتخلص من تلك الآفة.
الوجه القبيح
* وجود الإخوان في السلطة كان مقدمة لعودة ظاهرة الإرهاب فكيف ترصدين تلك الفترة؟
** اسمحوا لي هنا أن أستعير كلمة للكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل عندما سألوه عن حكم الإخوان حيث أراها تلخص الموقف كله حيث قال: "إننا تجرعناهم مثل "الشربة" لغسيل أمعائنا" وهذا ما حدث في رأيي بالفعل حيث لم يستمر تجرعنا للشربة سوي عام واحد فقط ثم سرعان ما كشف الإخوان عن وجههم القبيح بغباء وحماقة بمجرد الاستيلاء علي السلطة وبجانب هذا الكشف من جانبهم فالشعب المصري والطبيعة التي نشأ وتري عليها كانت تحتم هذا السقوط لأنه لم يكن ليصبر علي ممارساتهم كثيراً ولكن هم بالغباء والحماقة التي تعاملوا بها مع الحكم جعلوا الشعب يسرع بإبعادهم ويحضرني هنا حادثة وقعت يوم انتخاب مرسي رئيساً حيث كنت مدعوة في برنامج تليفزيوني وتحدثت عن ضرورة أن يعي مرسي طبيعة الشعب المصري ويحسن اختيار مستشاريه وكان معي أسامة ياسين القيادي الإخواني الذي تولي وزارة الشباب فيما بعد ودار حوار جانبي بيننا وأكدت له فيه استحالة أن يعيش الأسد والغزال في مكان واحد ويستمر الأمر طويلاً وبالفعل حدث ما توقعت وتوالت الأحداث المعروفة للجميع.
جميع الفئات
* تتولين بالمشاركة مع آخرين إعداد قانون حرية تداول المعلومات فما أهمية هذا القانون ومتي يري النور؟
** هذا القانون علي درجة من الأهمية حيث إنه موجود في 80 دولة من دول العالم وطالبت به الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1946 وبجانب أن حرية الحصول علي المعلومة حق إنساني فهو سيؤدي إلي تحسين أداء الجهاز الحكومي وفرص المشاركة السياسية حيث سيتيح المعلومة للجميع سواء باحثين و صحفيين أو حتي مواطنين عاديين باختصار جميع الفئات شريطة ألا تكون المعلومة تتعلق بأمور عسكرية أو تمس الأمن الوطني كما يحدث في كل دول العالم وحرصنا في إعداده أن تكون عمليات حجب المعلومات في أضيق الحدود وتحت ظروف معينة وسوف تعقد لجنة الصياغة التي تضمني ود.عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق وأحد السادة المستشارين من مجلس الدولة اجتماعاً في 1/10 القادم لمراجعة الصياغة النهائية تمهيداً لإحالته للبرلمان لمناقشته حيث يتكون من 38 مادة كل مادة تصم ما لا يقل عن 5 بنود ونشرح فيه كيف يطالب المواطن بحقه في المعلومة إذا لم تكن محظورة ويعاقب الموظف الذي يمتنع عن تنفيذ ذلك وأريد هنا أن أؤكد أن صدور القانون وحده لن يتيح حرية تداول المعلومات فرغم أهميته القصوي إلا أن هناك عوامل أخري مثل ضرورة أن تأتي اللائحة التنفيذية واضحة وسلسة وأن يتم تدريب الجهاز الحكومي علي التعامل مع القانون والتوسع أكثر في عملية الميكنة في الجهاز الإداري لأن ذلك يسهل كثيراً في سرعة الحصول علي المعلومة.
* وماذا عن تشخيصك للحالة الإعلامية وكيف يمكن التصدي لسلبياتها؟
** عندما أنشيء المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام فقد كان ذلك استجابة لاحتياج اجتماعي وثقافي ملح بعد أن أصبح الشعب مكبلاً ببرامج ودراما ومقالات صحفية تتدني بالذوق والمستوي الثقافي وتحاصر المشاهد والقاريء.. تحت دعوي "الجمهور عايز كده" ومهمتنا محاصرة كل هذه السلبيات والتصدي لها وهذا يحتاج لجهد وعمل طويل لن أتحدث عنه إلا عندما نجد ثماره علي الأرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.