إنهاء الانقسام بين فتح وحماس وإزالة الخلافات بين الفلسطينيين والتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي أمل طال انتظاره من أجل إنهاء مأساة هذا الشعب الذي مزقته الخلافات خاصة بين هذين الفصيلين. هذا الخلاف أتاح المجال لكي تظل قوي الاحتلال الصهيوني جاثمة علي صدر هذا الشعب البائس ونهب خيراته بالإضافة إلي سعيها لإذكاء هذا الصراع وتوسيع هوة الخلافات بين أبنائه والمضي قدماً في بناء المستوطنات وفرض الأمر الواقع في تحديات سافرة بالإضافة إلي إجراءاتها في ساحة القدس الشريف. هذا الصراع وتلك الخلافات كادت تنسي العالم قضية العرب الأولي. ولعلها من بشريات الخير أن هذا الحوار فتح الأبواب أمام تلاقي الأشقاء ورأب الصدع بينهم إنها بحق فرصة تاريخية لكي يغتنمها قادة حماس وفتح والجلوس علي مائدة واحدة لإجراء حوار حول المستقبل وطي صفحة هذا الماضي البغيض. ولعلها من بشريات الخير أيضاً أن تمتد جهود مصر إلي نزع فتيل الأزمات العربية التي أتاحت الفرصة للقوي الأجنبية والاستعمارية لتقسيم العالم العربي وتحويله إلي دويلات وفصائل متنازعة ويكفي أن نلقي نظرة علي ما يجري في العراق وسوريا وليبيا واليمن الذي غابت سعادته. هذه القصة التاريخية يجب أن ينتهزها قادة فتح وحماس خاصة بعد أن أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة ودعت حكومة الوفاق الوطني للتوجه للقطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً والموافقة علي إجراء الانتخابات العامة واستعداد حماس للحوار مع فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة علي اتفاق 2011 وقد رحبت حكومة الوفاق الوطني وأعلنت استعدادها للتوجه إلي قطاع غزة وتحمل كافة المسئوليات كما جاء علي لسان يوسف المحمود المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني كما طالب بمزيد من الإيضاحات لطبيعة قرار حماس. ولا شك أن إحياء مفاوضات المصالحة الوطنية الفلسطينية من أجل التوصل لأرضية مشتركة هدف لابد أن تتضافر جهود هؤلاء الأشقاء لفتح كل الآفاق أمام تحقيقه وأن تتيح حماس لحكومة الوفاق الوطني تسلم المنافذ والمعابر بالقطاع وذلك في إطار بدء عمل الحكومة بكامل صلاحياتها بلا أي صعوبات.. ان القضية الفلسطينية يجب أن تظل علي رأس الأولويات بين هؤلاء والتفرغ بشكل أساسي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي استغل هذا الانقسام في تحقيق أطماعه والاستمرار في نهب المزيد من الأراضي وارتكاب جرائم القتل للشباب الفلسطيني بالإضافة إلي الاعتقالات التي تجري يومياً بلا توقف. هذه الفرصة التاريخية يجب أن تكون لدي كافة الفصائل الفلسطينية الاستعدادات وإجراء الحوارات بقلب وعقل مفتوح وكفي تلك السنوات التي ضاعت في انقسامات وصراعات تجاوزت كل الخطوط وكفي الأشقاء أن يقتل الأخ شقيقه. إن الساحة مفتوحة بكل آفاقها أمام الجلوس علي طاولة المفاوضات لأن قضيتكم في أشد الحاجة إلي إنهاء الصراع وتوحيد الكلمة. إن الامال معقودة علي تحركات قادة حماس وفتح للتحلي بروح الوحدة والسيطرة علي كل نوازع الانقسام وسد كل المنافذ التي تؤدي إلي الخلافات. ولابد من النوايا الصادقة والعزيمة الخالصة من أجل وحدة الصف والإعداد الجيد لمنع إسرائيل من الحصول علي عضوية مجلس الأمن والسعي بكل همة من أجل حشد التأييد الدولي اللازم للحيلولة دون حصول إسرائيل علي هذه العضوية. إن الأمة العربية تتطلع إلي جهود قادة حماس وفتح من أجل وقف نزيف الدم بينهما وكفي ما ضاع. ولابد من التكاتف لوضع هذه الاتفاقيات موضع التنفيذ علي أرض الواقع. حقيقة لقد لعبت مصر دوراً رائداً في السعي من أجل وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وكانت القاهرة بجهودها المستمرة علي مدار الشهور الماضية هي الركيزة الأساسية لكل ما تم التوصل إليه. ومما يثلج الصدر أن هذه الثمار جاءت في إطار حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية بين كل فصائله وهي جهود كانت محل التقدير والاحترام لدي كل الأوساط العربية والقوي المحبة للسلام وقد أشاد المنسق الخاص بالأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط بالدور المصري.. وسوف تظل مصر بإذن الله رائدة في إنهاء الأزمات العربية لأنها قلب الأمة العربية. ونتطلع جميعاً إلي دور القاهرة في إنهاء أزمة الشعب السوري وتحقيق وحدة هذا البلد بالإضافة إلي رأب الصدع في العراق واليمن وليبيا.. تلك هي مسئولية مصر علي مدي التاريخ من أجل وحدة الصف العربي.