شهدت الأوساط الدبلوماسية ترحيباً كبيراً بجهود القيادة المصرية والمخابرات العامة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الشاملة ورأب الصدع بين مختلف الفصائل. أكد الدبلوماسيون أن حل حماس للجنة الإدارية بغزة تتويجاً لجهود مصر لرأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطيني لدعم القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي.. مؤكدين ما حدث إنجاز كبير وخطوة أكبر نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. قالوا ل"المساء" ان مصر بذلت جهوداً مضنية علي مدي عشر سنوات حيث بدأت محاولات المصالحة في عام 2007. حتي استطاعت مصر عمل صياغة لتقريب وجهات النظر وأخذت مقترحات كل الأطراف لعمل أرضية مشتركة.. مشددين علي أن باب القاهرة كان مفتوحا للجميع مؤكدين أن الفصائل الفلسطينية تدرك أن مصر وحدها التي تجمع ولا تفرق. أضافوا أن ما حدث تم في توقيت مهم للغاية حيث من المنتظر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتالي فإن الاتفاق يعزز من الموقف الفلسطيني ويبدد حجة إسرائيل بأن هناك خلافاً بين فتح وحماس يمنع الجلوس علي مائدة المفاوضات وانما ستكون هناك حكومة واحدة موحدة تمنع إسرائيل من التهرب من التزاماتها تجاه فلسطين. أكد السفير رخا أحمد حسن "مساعد وزير الخارجية سابقاً" أن مصر بذلت جهوداً مضنية علي مدي عشر سنوات حيث بدأت محاولات المصالحة في عام 2007. وكل مرة كانت تقترب المصالحة خطوة إلا أنها كانت تعود خطوتين مرة أخري حتي استطاعت مصر عمل صياغة لتقريب وجهات النظر وأخذت مقترحات كل الأطراف لعمل أرضية مشتركة وأستضافت الطرفين. قال إن استجابة حماس للجهود المصرية بحل لجنتها الادارية يمثل إنجازاً كبيراً لعدة أسباب أهمها: أن حماس قبلت حل كل الإدارات التابعة لها في قطاع غزة مع قدوم حكومة الوفاق الوطني إلي قطاع غزة لممارسة عملها ومهامها حتي تكون هناك إدارة موحدة في مواجهة الاحتلال.. مضيفاً أن هذا الأمر جيد للقضية الفلسطينية من خلال خلق موقف فلسطيني موحد أمام الاحتلال وأمام المجتمع الدولي باسم حكومة موحدة تضم كل الفصائل. أضاف أن هذا الاتفاق يفتح الطريق أمام الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض اجراؤها عام 2010 حيث لم تجر الانتخابات منذ سبع سنوات.. بالإضافة إلي الانتخابات التشريعية التي كان يجب أن تجري عام 2011. وبالتالي فان كل المؤسسات الفلسطينية منتهية الصلاحية الآن وبالتالي التشكيك من كل طرف يستند إلي هذه النقطة.. مشيراً إلي أن توحيد الحكومة وقبول إجراء الإنتخابات يعود إلي الشعب الفلسطيني مع احترام كامل اختياره للقيادة التي تمثله أمام العالم أياً كانت. وأشار إلي أن المصالحة تمت في توقيت مهم للغاية حيث من المنتظر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الامريكي دونالد ترامب علي هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة وبالتالي. فإن هذا الاتفاق يعزز من الموقف الفلسطيني ويبدد حجة إسرائيل بأن هناك خلافاً بين فتح وحماس مثلما كانت في البداية وانما هناك حكومة واحدة موحدة تمنع إسرائيل من التهرب من التزاماتها تجاه فلسطين. أكد السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقا علي أهمية الجهود التي بذلتها مصر للوصول إلي هذا الاتفاق.. مشدداً علي ضرورة أن تقوم حماس باتخاذ خطوات عملية لتمكين حركة فتح من إدارة قطاع غزة وتوحيد الحكومة وتنفيذ اتفاقها.. مشيراً إلي ضرورة أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة واحدة بما يتيح اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وصولاً لما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني وتوحيد كلمته. أشاف أن هذا الاتفاق يمثل خطوة لتحقيق المصالحة الشاملة التي بدونها لن تحل القضية الفلسطينية.. موضحاً أننا نقدر ونثمن جهود مصر في هذا الشأن حيث استطاعت أن تحل عقدة قطاع غزة الذي كان منفصلا بالكامل عن الضفة وهي نقطة هامة وخطوة لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني. قال السفير جلال الرشيدي مساعد وزير الخارجية الاسبق. أن مصر حاولت مراراً وتكراراً تحقيق المصالحة الفلسطينية إلا أن عدم الوفاء بالتزامات حماس كانت تحول دون إتمام المصالحة: مضيفاً أن هذه المرة شاهدنا جميعا حماس قد وافقت علي الغاء الادارة في القطاع وهو ما يعطي احتمالاً لا بأس به في حدوث نوع من الوفاق بين حركتي فتح وحماس. أشار إلي أن هذا الاتفاق سيتبلور غالبا بعد عودة الرئيس الفلسطيني من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والتي سيتحدث فيها عن الرؤية الفلسطينية في ضرورة إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.. كما سيطالب "أبومازن" الإدارة الأمريكية بالتدخل بجدية للتوصل إلي اقتراحات لانهاء الأزمة الراهنة بشأن القضية الفلسطينية. قال د. طارق فهمي "أستاذ العلوم السياسية" أن مصر تحملت الكثير لتحقيق المصالحة الفلسطينية وستتحمل.. مضيفاً: هذا قدرنا وهذا خيارنا وهذا كتابنا من أجل أمننا والتزامنا القومي تجاه الشعب الفلسطيني. أوضح أن التحرك المصري ومنذ البداية من منطلق تأمين الحدود المصرية وإعتبارات الأمن القومي المصري أولا مع تقديم تسهيلات للقطاع بسكانه ومواطنيه خاصة مع امتداد أواصر العائلات والأسر.. مشيراً إلي أن الاتصالات واللقاءات استمرت بين الجانبين المصري والفلسطيني في هدوء ووفقاً لرؤية مختلفة تماما عما كان يجري في مصر ويذكر بمرحلة حوارات القاهرة السابقة. أشار إلي أن استقبال القاهرة للوفود الفلسطينية من مختلف الفصائل الفلسطينية كان بهدف توحيد التوجهات والعمل علي تقريب وجهات النظر بين الجميع خاصة بين فتح وحماس أولا ثم مع الفصائل الأخري.. مؤكداً أن باب القاهرة مفتوح للجميع. وعلي كل الفصائل أن تدرك أن مصر وحدها التي يمكن أن تجمع ولا تفرق. أضاف أنه لم يكن الخيار القطري أو التركي أو الايراني بالنسبة لبعض الفصائل وخاصة فتح سوي خط عابر لمحاولة التأكيد علي وجود البديل لمصر. وهو خيار فاشل منذ البداية. قال لقد تحملنا الكثير من المناكفات للوصول إلي المشهد الراهن ودفع حركة حماس للقبول بقرارات حاسمة لن تتوقف عند حل اللجنة الإدارية كما يتصور البعض بعد تجاوب القيادات في حماس مع الطرح المصري الرشيد والساعي للانفتاح علي القطاع وحل أزماته والتوافق لتحقيق المصالحة الشاملة.. مؤكداً أن للقاهرة حساباتها وتقديرها للقيادات الكبيرة في فتح وأيضا حماس ومن الانصاف أن نقول أن قيادات فتح علي مختلف التوجهات تجاوبت مع الطرح المصري وهو ما سيكون له الاثر في المدي المنظور. أشار إلي أن المسألة أعمق وأكبر من فتح وغلق المعبر وإنما منظومة كاملة من الاجراءات تسعي القاهرة لاقرارها داخل القطاع. وامتداد مهام السلطة الفلسطينية والحكومة إلي القطاع. وأكد أن مصر لم تدخل في تفاصيل خاصة بالواقع الفلسطيني المتشابك بقوة ولكن للقاهرة علاقاتها القوية ببعض القيادات مثل القيادي محمد دحلان والذي يمثل مركز ثقل لا يمكن لاحد إنكاره ودوره محوري وأساسي في أية ترتيبات قادمة. وفي المقابل لدينا علاقات وطيدة مع سائر قيادات حركة الجهاد والشعبية والديمقراطية.. مضيفاً أن مصر لم تستبدل قيادات بقيادات ولم تواجه فصيلاً بأخر ولم تقترب من الثوابت والمعطيات الفلسطينية بل بالعكس أكدت مرارا علي عنوان الشرعية الفلسطينية رسميا ممثلة في الرئيس محمود عباس برغم تحفظات البعض من داخل بعض الفصائل علي ذلك واستقبلنا الرئيس محمود عباس في مصر. وتم التنسيق مع كل الفصائل بما فيها حركة الجهاد الفلسطيني.