أكراد العراق بزعامة مسعود برزاني. مصممون علي المضي في خططهم لإجراء استفتاء يوم 25 سبتمبر الحالي للانفصال بإقليم كردستان عن الدولة العراقية. واقامة دولتهم المستقلة عليه. مشروع أكراد العراق يلقي معارضة اقليمية وعالمية شبه جماعية.. كل العرب يرفضونه.. تركياوإيران. وهما دولتا الجوار العراقي ترفضانه.. الولاياتالمتحدة ترفضه ومعها دول أوروبية عديدة. وحدها إسرائيل التي تشجع أكراد العراق علي الانفصال واقامة دولتهم. بينما هي نفسها لا تشجع الفلسطينيين علي تحقيق مشروعهم واقامة دولتهم المستقلة علي أرضهم. التناقض الإسرائيلي الصارخ يكشف أبعاد القضية.. القضية بالنسبة لإسرائيل ليست انها مع مبدأ حق أي شعب أو جماعة عرقية في أن تكون له دولة.. لكنها مع أي مشروع يؤدي إلي تقسيم القوي الرئيسية في العالم العربي وتفتيت الأرض العربية. الأكراد لا يوجدون في العراق فقط.. الأكراد موزعون ما بين إيرانوتركياوسورياوالعراق وحتي أرمينيا. بل إن أكراد العراق لا يمثلون في هذا التوزيع الكتلة العددية الأكبر. أرقام الكتاب السنوي الأمريكي "وورلد ألماناك" وهو كتاب إحصائي من أكثر من ألف صفحة يحوي معلومات عن جميع دول العالم.. هذه الأرقام تشير إلي أن اجمالي عدد الأكراد في الشرق الأوسط يبلغ 29 مليونًا. نصيب العراق منهم لا يزيد علي 6 ملايين بنسبة 20% من السكان البالغ عددهم 30 مليونًا. بينما الكتلة العددية الأكبر من الأكراد موجودة في تركيا. حيث يبلغ عددهم 15.5 مليون نسمة بنسبة 20% من السكان أيضًا "78 مليونًا تعداد تركيا". ويقترب عدد الأكراد في إيران من عددهم في العراق. إذ يبلغ 5.5 مليون نسمة بنسبة 7% من تعداد إيران وهو 77 مليونًا. أما في سوريا. فلا يزيد عددهم علي 1.6 مليون نسمة من اجمالي 23 مليونًا بنسبة 7% أيضا وأكراد العراق أفضل حالاً من نظرائهم في تركياوإيران ويتمتعون بحقوق لا ينالها إخوانهم خارج العراق. فتركيا تطارد أكرادها. وتعتبر حزب العمال الكردستاني الذي يطالب بحقوقهم تنظيمًا إرهابيًا. إيران. زرتها عام 1991. وتصادف أن مرافقي فيها كان يتحدث العربية. وقد أسرّ لي بصوت خفيض انه كردي من أصل عراقي. وأن الأكراد في إيران مضطهدون.. كان يتحدث وهو يتلفت حوله رغم اننا كنا في الشارع. فربما كان يخشي أن ينقل الهواء كلماته. وتركياوإيران تعارضان استفتاء أكراد العراق. ليس حبًا في العراق. ولا حرصًا علي سيادته ووحدة أراضيه. وانما خوفًا من كل منهما علي مستقبل سيادتها ووحدة أراضيها. إذا نجح أكراد العراق في الانفصال واقامة دولة مستقلة. لأن ذلك يمكن أن يشجع إخوانهم في تركياوإيران علي الانفصال أيضا. إسرائيل لا تعنيها موافقة أو معارضة إيرانوتركيا لانفصال أكراد العراق.. إسرائيل يعنيها فقط بعد القضاء علي "عراق صدام حسين" الذي كانت تعتبره مصدر خطر عليها وتهديدًا لها. أن تنفذ الشق التالي من المخطط وهو تقسيم العراق حتي لا تقوم له قائمة بعد ذلك كإحدي القوي العربية الرئيسية الكبري. وإذا نجح ذلك في العراق. فسوف يكون ذلك مجرد بداية لمخططات تفتيت العالم العربي.