فؤاد طمان شاعر مصري ولد بمحافظة الجيزة في 3 ديسمبر 1943 في بيت يقع قرب نهر النيل والأهرامات انتقلت أسرته إلي الإسكندرية حيث خطا خطوات طفولته وصباه وشبابه بها وتعلم من مدارسها تخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية 1965 كما تخرج في الكلية الحربية ثم الكلية البحرية 1967. هو عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة وعضو لجنة الآداب والدراسات اللغوية بمكتبة الإسكندرية وعضو لجنة جوائز الدولة سابقًا كذلك هو أمين جائزة الشعر القومي ومستشار جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. ما الَّذي يمكنُ الآنَ أنْ يفعلَ الشُّعراءْ؟! ليسَ إلا البكاءْ! الَّذينَ أقاموا علي الأرضِ مملكةَ العشقِ والسِّحرِ والخُيلاءْ أصبحوا الآنَ ذكري! فلا يستطيعونَ أنْ يقرأوا الغيبَ أو ينفخوا الصُّورَ.. كي يُبْعَثَ الشُّهداءْ أو تعودَ السُّها للمدارِ وتزهو بزرقتها مِنْ جديدي قبابُ السَّماءْ إن فؤاد طمان شاعر يمتلك مقومات الشعر هو القلق الذي لا يهدأ ودائمًا يبحث ويتساءل ويدخل إلي مناطق لم يدخلها سواه كما أنه يعشق السفر والترحال ولا يحب أن يستقر في مكان لكنه يعشق الإسكندرية مدينته التي يعيش بها فكم تغني بها ولم لا وهي محبوبته التي لا يتخيل حياته بدونها فمفردات البحر والطيور والرياح والسُّفن والنوارس والمحار والشواطئ والموانئ والرمل والثلج والفنار وغيرها نجدها حاضرة باستمرار في قصائده وفي كتاباته وهذا أمر طبيعي بالنسبة لشاعر يؤثر ويتأثر بالمكان الذي يسكنه البحرُ أسرعُ مِنْ نشيدي وهديره أعلي وأعلي كيفَ الوصولُ؟ وكيفَ تسمعني الطُّيورُ إذنْ وحبيبةُ العمرِ الحزينةْ؟ البحر يدخلُ صاخبًا قلبَ المدينةْ وأنا أغادرها علي ظهرِ السَّفينةْ أيُّ الرِّياحِ تقودني.. ولأينَ والسمراءُ باقيةى علي شطِّ الطُّفولةِ تنتظرْ؟ قلبي علي مرمي حَجَرْ ضمِّيه يا امرأةً تنامُ علي رمالِ الوهمِ حائرةً وتجهلُ ما تخبِّئه ليالينا الضَّنينةْ يقول عنه الشاعر فاروق شوشة: [فؤاد طمان شاعر يدرك خصوصية صوته وتميز قصيدته ويعرف طريقه في زحام الأصوات المتكررة المتشابهة- محققا مساره الخاص وألقه المتوهج بحساسيته وحسه النقدي ونفاذ بصيرته ومعرفته الواعية بحقيقة الحركة الأدبية والشعرية في الإسكندرية وفي كل مصر وفي كثير من أقطار الوطن العربي نشر فؤاد طمان الكثير من شعره بدءا من 1968 في مختلف المجلات والدوريات الثقافية المصرية والعربية كما حصل علي جائزة كفافيس الدولية للشعر عام 2009 وترجمت مختارات من شعره إلي عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية واليونانية. له عدة مجموعات شعرية هي: أغنيات علي شاطئ الحب 1973 زهور لحبيبتي 1975 صوت الرياح البعيدة 1992 بيروت تحت الحصار 2001 أوراق الرحلة المرجأة 2001 مدي للورد والرصاص 2001 أبجدية النجم البعيد 2003 بكائية علي البحر 2003 نبيذ الآلهة 2008 أغاني أورفيوس 2011 وصايا أبلو 2013 لستُ إلا فتي مسَّهُ الشِّعرُ يبكي طويلًا أمامَ الطَّلَلْ بيد أنِّي تُظلِّلني غيمةى في الهجيرِ وحولي يطوفُ الغزالُ الشَّريدُ إذا انتابهُ في العراءِ الوَجَلْ كما لديه عدة مختارات هي: أشعار مختارة 2006 ما أبقت الريح 2007 أشعار من الاسكندرية 2008 المختارات من أشعار فؤاد طمان 2009 قصائد من فؤاد طمان 2010 البحر وقصائد أخري 2010 سيرة العاشق 2013 أنشودة أورفيوس الأخيرة 2013 البحر أسرع من نشيدي 2015. ما لهذي السّماواتِ موصدةى؟! والَّذينَ مضوا في صحارَي الغَواية بي لا يعودونَ؟! ما لأبي سادرى في الغيابِ وماءِ الغديرِ يغيضُ؟ ولا طيرَ فوقَ غُصونِ الخريفِ وقصرُ الرِّمالِ علي قِمَّة التَّلِّ يَهْوِي رويدًا.. رويدًا وكاهنةُ الفلواتِ الشَّريدةُ.. تنعي الَّذي.. شيَّده إننا نجد أن الشاعرين القريبين من وجدان شاعرنا فؤاد طمان هما أمل دنقل وأحمد عبد المعطي حجازي فقد افتتن بهما وقرأهما علي مهل لكنه اتخذ لنفسه مسارًا خاصًّا فكسر المألوف وتمرد علي السائدوفرض شخصيته إنه شاعر مهموم بقضايا أمته إذ لا ينفصل عن الواقع ولا يحب الغموض المطلق أو الألغاز. غادرَ النَّاسُ بابلَ إلا أنا والهداهدُ والمنبئونَ المئةْ فلنا لغةى وأحاديثُ موحيةى ولنا برجنا نحتمي فيه مِنْ هبَّةِ الرِّيحِ بابلُ مملكةُ الحُبِّ رائحةُ العودِ في الرَّدهاتِ ورائحةُ الفُلِّ في الطُّرقاتِ وفي بحرها خبَّأتْ ربَّةُ المُستحيلِ لنا لؤلؤةْ ! أتمني أن نري قريبًا الأعمال الشعرية الكاملة لهذا الشاعر السكندري الجميل الذي هو قيمة وقامة لا يمكن أبدًا أن تنسي أو تتجاهلها الحركة الشعرية المعاصرة.