من بين التعقيبات التي وردت علي مقال الجمعة الماضية جاء تعقيب للصديقة فريدة فهمي موظفة بوزارة الداخلية تقول إن الهيئات والمصالح الحكومية مكدسة بالموظفين الذين لا يجدون عملاً يقومون به وتلك هي المشكلة الحقيقية في موضوع العمل الذي دار حوله النقاش حين قال الرئيس في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية بأنه ليس أمامنا نحن المصريين إلا العمل. وإذا كان هناك من لا يراعي ضميره في العمل ويفكر كيف يمضي وقت العمل فيما لا يفيد لأنه في الأساس ليس له عمل ولا يتحمل مسئولية من أي نوع ويظل ما يشغل باله بمجرد وصوله إلي عمله هو كيف يزوغ منه مبكراً أو يختلق الأعذار لعدم القيام بأي عمل فهناك من يعتذر بأن السيستم واقع وهناك من يتحجج بأن الشبكة فاصلة وهناك من يتخذ من وقت الصلاة فرصة للراحة والأنتخة بين الأروقة وهناك من يبتكر أساليب أخري للزوغان ليصبح جديراً بالحصول علي براءة اختراعها وسنسمع كثيرا جملة "رمضان كريم يا باشا وكل سنة وأنت طيب" بداية من الغد لمدة شهر كامل. وتري فريدة فهمي ان اللوم لا يقع علي الموظف الذي لا يجد عملاً بقدر ما يقع علي الجهة التي أتاحت له العمل دون مهمة يقوم بها أو مسئولية يتحملها وهو الأمر الذي أثقل دولاب العمل الحكومي بعدد كبير من الموظفين لا فائدة منهم ولا حاجة للعمل بهم ويظل القصور في معايير الاختيار وهي معايير لا تقوم علي الكفاءة أو المؤهلات المناسبة لطبيعة العمل إنما علي الوساطة والمحسوبية. كما ان هناك موظفين يتم التجديد لهم دون حاجة العمل إليهم تحت مبرر الاستفادة من خبراتهم الطويلة وهؤلاء أيضاً يمثلون في بعض المؤسسات الحكومية عبئا ماليا كبيرا وعائقا أمام الشباب ليتقلدوا مناصبهم التي يشغلونها لسنوات طويلة ماذا سنفعل بهم. هل سنتحرر من أعبائهم أم نبقي عليهم؟ ما الحل؟ وكيف يكون عدد الموظفين مناسبا لمهامهم دون زيادة أو كيف تكون طبيعة العمل مناسبة لعدد الموظفين؟ وإذا نجحنا في تحقيق هذه المعادلة التي يطبقها القطاع الخاص بجدارة. ماذا سنفعل في الأعداد الهائلة الزيادة في المصالح الحكومية والهيئات والمؤسسات المختلفة؟. هل سنوجد لهم عملاً آخر ومهام أخري أم سيخرجون "معاش مبكر" كما حدث أيام أحمد درويش؟ ثم ماذا تفعل الأعداد الهائلة للخريجين كل عام؟ لو أردتم رأيي المتواضع أقول لكم انه إذا كنا نتهم الموظف بانعدام الضمير وهو السبب المباشر في حالة الأنتخة بالمصالح الحكومية فالمثل يقول "يا فرعون إيه فرعنك قال مالقيتش حد يلمني" يعني الموضوع في الأول والآخر مسئولية جهة العمل التي لا تراقب ولا تحاسب ولا تتعامل بمبدأ الثواب والعقاب وتلوح بعصا الجزاءات لمن يخالف قواعد العمل وهي قواعد غير موجودة في الأساس. أما الذين يتم التجديد لهم فهم يمثلون خبرة الحياة إلي جانب خبرة العمل وهم الأساتذة والآباء الجديرون بكل توقير واحترام لأننا نستمد منهم قوة الدفع الحقيقية لتستمر المسيرة دون توقف.