نصيحة بسيطة لو اتبعها كل مسئول في مكانه لتبدلت كل أحوالنا ولاستراح الجميع لو وضع كل منهم نفسه مكان رعيته وقتها سيبدع في إيجاد حلول لمشاكلهم وسيتوقف عن البحث عن شماعات يعلق عليها أخطاءه وسيبطل مفعول أي أعذار كان يبرئ بها ساحته فعلي سبيل المثال ماذا لو تخيل أي مسئول أنه أصبح مواطناً عادياً وأصيب لا قدر الله بالسرطان واضطر للذهاب لمعهد الأورام للحصول علي المسكنات التي لا يمكن شراؤها من أي مكان لأنها مدرجة في جدول المخدرات سيقف طابورا طويلا ليعرض علي الطبيب ثم يحوله إلي مبني آخر ليفتح له ملفاً ويعود لينتظر طابوراً آخر لتسجيل الأدوية التي يحتاجها ثم طابورا ثالثا أمام الصيدلية للحصول علي جزء من الأدوية وتحويله إلي صيدلية المعهد لاستكمال باقي الأدوية بعد طابور جديد. كل هذا أو أكثر يتحمله مرضي الأورام بعضهم يجد من أهله من يتحمل عنه هذه الإجراءات ومعظمهم يضطر للقيام بها بنفسه. وجدت هناك من يخبط رأسه في الحائط ويصرخ من شدة الألم ووجدت من جاء يحمل "الدرنأة" المثبتة في بطنه لسحب السوائل الزائدة منها وآخرين حضروا علي كراسي متحركة وبسيارات إسعاف وكأن كل العقول عقمت عن توفير نظام ناجز متطور يريح الجميع. الغريب أن كل هذا يحدث في عيادة الألم والتي من المفترض أن من يتردد عليها وصل لأعلي درجات المعاناة. الأغرب من هذا أن تلك الأعداد الغفيرة لا يخدمها سوي طبيبين للعرض عليهما وممرضة واحدة لتسجيل الأدوية في ملف كل مريض وثلاثة صيادلة لصرف الأدوية فتجد الكل يعاني.. المرضي من مرارة الانتظار والعاملون من ثقل المهام التي تؤدي بطرق بدائية يدوية تحتاج مجهودا مضاعفا. فإذا أردت أن تعرف لماذا يزيد أعداد المرضي في مصر وتتراجع نسب الشفاء عكس ما يحدث علي مستوي العالم وإذا أردت أن تعرف لماذا لا نجد ثمرة المبالغ المهولة التي تنفقها الدولة علي علاج الأمراض المزمنة فما عليك إلا أن تزور معهد الأورام أو ما شابهه فستري كيف يدور الكل في حلقة مفرغة كالتروس الصدئة في آلة منتهية الصلاحية فماذا ستفعل الأدوية مع مرضي مدمرين نفسياً تعصرهم الضغوط من كل جانب. السؤال الذي ليس له إجابة لماذا أو لمصلحة من؟!