في الثامنة مساء الليلة سيكون الموعد مع مشهد كروي عربي سيكون محط أنظار العالم الذي يطل علينا برأسه منذ انطلقت الثورات العربية التي اذهلت العالم خاصة طرفي اللقاء اليوم مصر وبطلها الأهلي صاحب الأرض والجمهور وتونس عبر ممثلها الترجي في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات بدوري أبطال أفريقيا. هذا الدور الذي يشهد موقعة عربية أخري تجمع المولودية الجزائري والوداد المغربي وهي مباراة تؤثر نتيجتها علي الفريقين اللذين سيتأهلان لنصف النهائي. المشهد الرياضي لا شك له جوانب سياسية عديدة ستجعل العالم يتأكد من مدي ما وصلت له توابع الثورة في البلدين برغم أن موقعة أخري سبقت هذا اللقاء وجمع بين الأفريقي التونسي والزمالك وشهدت انفلاتا من الطرفين حيث كانت الأحداث لاتزال ملتهبة اما اليوم فالوضع يختلف رغم أهمية اللقاء خاصة أنه قد يطيح بالترجي المتصدر أو الأهلي صاحب الملعب..كما أنه يأتي في اعقاب الأزمة التي نشبت بين ألتراس الأهلي والشرطة ولذلك نتمني ان يخرج اللقاء في الصورة التي يتمناها كل عربي وننال بها احترام العالم. أما علي الجانب الرياضي فيتصدر الترجي البطولة بتسع نقاط يليه الوداد بسبع نقاط ثم الأهلي ست نقاط والمولودية الذي خرج من السباق بنقطتين. ويحتاج الأهلي الفوز بفارق هدفين لكي يتأهل مباشرة دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر لأنه سيتساوي مع الترجي في عدد النقاط وسيصعد علي حساب نفس الفريق بالرجوع لنتيجة مباراتي الفريقين معا حيث سبق وفاز الترجي ذهابا بهدف واحد.. ويصعد الترجي مع الأهلي لو خسر بهدف واحد ولم يحقق الوداد الفوز.. ولم لم يفز الوداد فسيكون الأهلي بحاجة للفوز بهدف واحد..ولو تعادل الأهلي وخسر الوداد يتساوي الفريقان في النقاط ويخرج الأهلي ويصعد الوداد بالرجوع للمواجهة المباشرة مع الاهلي حيث تعادلا في القاهرة 3/3 ذهابا و 1/1 إيابا في المغرب. والحقيقة أن الأهلي والترجي ليسا في حاجة لمجد رياضي في هذه الفترة فالفريقان يملكان من المجد والتاريخ ما يكفي لأن يري كل منهما اللقاء في شكله الطبيعي..فهي مباراة ضمن الاف المباريات التي يلعبها الفريقان وضمن مواجهات عديدة جمعت الفريقين من قبل وفي بطولة التقيا فيها أكثر من مرة والبطولات تروح وتجئ ولكن التاريخ الحقيقي الذي يكتبه البلدان الآن هو الأهم. فالأهلي الذي تأسس عام 1907 يملك في خزينته 108 بطولات منهما 14 بطولة أفريقية والترجي تاسس عام 1919 وله 45 بطولة منها ثلاث افريقية..وعبر التاريخ الأفريقي التقي الفريقان سبع مرات ما بين دوري المجموعات ونصف النهائي وفاز الأهلي مرتين وفاز الترجي ثلاثاً وتعادلا مرتين. واليوم ستكون المواجهة الثامنة وفيها فرص الترجي أفضل بكثير لأنه يتصدر ليس بالنقاط فقط ولكن ايضا بالأهداف حيث يملك ثمانية أهداف وعليه ثلاث فيما يملك الأهلي ستة وعليه خمسة..فقد فاز الأهلي في مباراة واحدة علي المولودية وخسر من الترجي وتعادل مع الوداد مرتين والمولودية مرة.. بينما فاز الترجي علي الأهلي والمولودية وتعادل مع الوداد مرتين. وكان الأهلي قد بدأ الموسم هزيلا وساعد علي تراجعه أن لعب أول مباراة مع الوداد دون جماهير تنفيذا لعقوبة من الاتحاد الأفريقي وتعادل 3/3 وأهدر فوزا سهلا ثم خسر من الترجي في مباراة اسهل في تونس وفاز بصعوبة علي المولودية بهدفين قبل أن يتعادل معه في الجزائر سلبيا ويجدد أمله في المنافسة التي عادت له بقوة بعد تعادلة المثير والرائع مع الوداد في المغرب وعقب عرض هو الأفضل له منذ فترة. عاد الأهلي من المغرب يوم الثلاثاء بعد أن قضي يومين هناك عقب المباراة وخاض فيهما تدريبين علي مواجهة الترجي والتي ستشهد تعديلا في خطته وتشكيله فقد كان جوزيه موفقا في تشكيل لقاء الوداد حيث لعب بمهاجمين سريعين هما دومينيك وجدو وتحتهما ابوتريكة الذي كان أحد نجوم اللقاء وفي الوسط حسام عاشور ومحمد شوقي وأحمد فتحي وسيد معوض وفي الدفاع رامي ربيعة ووائل جمعة ومحمد نجيب والحارس أحمد عادل عبدالمنعم. وتشكيل اليوم لن يختلف كثيرا حيث من المتوقع أن يبدأ بعماد متعب بدلا من دومينيك وحسام غالي في وسط الملعب علي حساب شوقي ليزيد هجوميا مع أبوتريكة. وبرغم الأحلام السياسية التي تحدثنا عنها إلا أن ذلك لا يقف حائلا دون اطماع جماهير الأهلي التي تري أن خروج فريقها من المنافسة هو عار علي النادي الذي اعاد جوزيه بجهاز مكتمل ويدفع له الملايين ودعم الفريق بنخبة طيبة من النجوم ثم يعجز عن التأهل كما أن الأهلي الذي عود جماهيره علي الألقاب غاب عن منصة التتويج وبات المونديال يناديه من جديد. وبالفعل يملك الأهلي كتيبة من النجوم التي يحلم بها اي فريق في مصر والوطن العربي يملك أساسيين وبدلاء علي أعلي مستوي وجهازاً فنياً رفيع المستوي ولن يكون صعبا عليه أن يفوز بفارق هدفين علي الترجي الذي يحلم هو ايضا بالخروج بنتيجة تضمن له التأهل لأنه لو خسر بهدفين قد يغادر البطولة حال فوز الوداد بأي نتيجة.. برغم أن فوز الوداد غير مضمون حيث لم يفز في مباراتيه السابقتين خارج ملعبه ولم يخسر المولودية علي ملعبه. ومن المتوقع ان تمتلئ المدرجات اليوم بجماهير الألتراس والتي ننتظر منها ان تتعامل بحكمة مع الموقف وليكن تفكيرها منصبا علي تشجيع فريقها فقط ولا تحاول الاحتكاك برجال الشرطة ولتفتح معهم صفحة جديدة وتحسن التعامل مع الأشقاء العرب الذين ننتظر منهم تشجيعا لا يثير حفيظة الجماهير فنري تصعيدا لامبرر له ياخذنا لوضعية ليس هذا وقتها.