** تعقد غداً القمة العربية الثامنة والعشرين التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية بالبحر الميت.. ورغم ما تواجهه من تحديات ومتغيرات إقليمية ودولية عديدة.. لكن بالإمكان أن يجعلها القادة والرؤساء والزعماء العرب قمة ساخنة للانتقال من حالة الانقسام والاختلاف إلي مرحلة جديدة من التنسيق والوحدة وحل الأزمات وعودة الروح وإصلاح العلاقات "العربية العربية" وإزالة كل الترسبات التي قد تعيق تفعيل العمل العربي المشترك لمجابهة التحديات والمتغيرات. القمة العربية ال 28 تناقش ملفات عديدة منها تطورات التعامل مع موضوعات الأولوية في العمل العربي المشترك خلال المرحلة الحالية.. ومنها القضية الفلسطينية والتعامل مع الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق وتدخلات الأطراف الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية وصيانة الأمن الإقليمي العربي ومكافحة الإرهاب الذي أصبح بالفعل يشكل تهديداً للأمن القومي العربي والعالم بأسره ويقترف أكبر الجرائم الإنسانية باسم الدين.. وكذلك أطر التعاون العربي مع الأطراف الدولية الفاعلة.. والتعاون الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك والجهود الرامية لإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبري وإنشاء الاتحاد الجمركي العربي وتحقيق الأمن الغذائي العربي والتعاون في مجالات الأمن المائي والبيئة والطرق والمواصلات والتكنولوجيا واخلاء المنطقة العربية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. ملفات ساخنة متخمة وأجندات وموضوعات مهمة تفرضها التحديات والمتغيرات العربية والإقليمية والدولية التي حدثت خلال الفترة الأخيرة بالإضافة إلي التحالفات المتشابكة لأنظمة عربية مع دول مثل تركيا وإيران وإسرائيل. تعقد قمة "البحر الميت" في ظل أوضاع عربية معقدة إقليمياً ودولياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً سواءً علي مستوي الخلافات "العربية العربية" أو الصراعات المسلحة الداخلية التي تعيشها دول عربية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا. وتتصدر الحرب ومكافحة الإرهاب وداعش اجتماعات القادة والزعماء والرؤساء العرب المشاركين في القمة ال 28 بعد تفشي وانتشار ظاهرة الإرهاب وامتداد خطرها المحدق ليس فقط لشعوب المنطقة ولكن لجميع دول العالم أيضاً. لقد ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي مراراً وتكراراً المجتمع الدولي بالتوحد والتضافر لمحاربة الإرهاب الذي أصبح الجميع يعاني منه ولكن الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة والشرطة قادرون علي اقتلاع جذوره لا سيما في شمال سيناء والتصدي بكل قوة وحسم وحزم لكافة التهديدات والتحديات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره.. فالجهود المصرية الجارية لمكافحة الإرهاب متواصلة علي الوجه الأكمل وصولاً إلي اجتثاث الإرهاب نهائياً.. ومنذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية والقيادة وهو لا يدخر جهداً علي المستوي الدولي والإقليمي إلي تسوية القضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل العادل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية في اطار حل الدولتين الأمر الذي من شأنه تحقيق واقع أكثر أمناً واستقراراً في المنطقة ومستقبل أفضل لأجيالها القادمة.. استناداً في مواقفها ومبادئها الثابتة والراسخة باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شئونها الداخلية ودعم وتقوية المؤسسات الوطنية بهدف الحفاظ علي مقدرات الشعوب ومصالحها العليا. القمة العربية ال 28 تنعقد قبل أيام قليلة من أول زيارة رسمية للرئيس عبدالفتاح السيسي لواشنطن منذ توليه الرئاسة تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع الأول من الشهر المقبل والتي ستتناول موضوعات مهمة منها سبل تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلي مستوي أرحب من التعاون والتشاور فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية.. وكذلك ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأوضاع في فلسطينوسوريا والعراق واليمن وليبيا كما يتضمن برنامج الزيارة التي تستمر "5" أيام مباحثات مع وفود من أطياف المجتمع الأمريكي بهدف تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها للتأكيد علي أن العلاقات "المصرية الأمريكية" ممتدة وذات طبيعة استراتيجية خاصة وأن المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات. الشارع العربي يريد إعادة الثقة في قمته العربية بالبحر الميت وأن تستجيب قراراتها لأحلامه وآماله وتطلعاته رغم ما تواجهه من تحديات تعيق وتكبل العمل العربي المشترك وتضفي صفة التباعد والتفكك والتفرق فيه.. من خلال تنقية أجواء العلاقات "العربية العربية" مما فيها من خلافات ونزاعات وانهاء أزمات سوريا وليبيا واليمن والعراق والقضاء علي الإرهاب والعمل علي إعادة الاستقرار والأمن والأمان للمنطقة العربية وبناء جسور الثقة والتعاون مجدداً.. فلا بديل عن الأخذ بنموذج التكامل والتضامن والاندماج "العربي العربي" لمجابهة أية مخاطر وتحديات تواجه المنطقة وتهدد الأمن والاستقرار في العالم العربي. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.