محمود الخطيب علامة مضيئة من علامات الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم خاصة وهو نجم النجوم في كل العصور صاحب مدرسة مكارم الأخلاق طوال تاريخه وسلوك قويم في الملاعب وهو قدوة في كل شيء يتمتع بآراء ثاقبة.. والكرة المصرية لم تستفد بهذا النجم الكبير الذي أمتع الجماهير بالفن الكروي الراقي وكان من المفروض أن يكون لهذا العملاق مقعداً دائماً داخل مبني الجبلاية.. ولكن النجم المتألق دائماً سخر كل ما يملكه من خبرة لناديه العريق العتيد النادي الأهلي.. تألق فيه إدارياً ووصل إلي أعلي المناصب كنائب لرئيس النادي الأهلي وكان المفروض أن يكون الخطيب واحداً من أبرز الشخصيات الكروية التي تدير الكرة المصرية.. ولكن الانتخابات العقيمة لا تفرز الأفضل والأحسن. جعلت مجموعة كبيرة من نجوم الكرة أصحاب التاريخ الكبير يبتعدون عن الساحة.. والاتحادات المتعاقبة دائماً لا تستفيد من النجوم ولا أعرف سبباً لذلك. في الفترة الأخيرة شاهدت بيبو في أحد البرامج التليفزيونية أسبوعياً يقدم صورة حية ورائعة لحديث الذكريات مصحوباً بأحلي أهدافه وآرائه الصائبة في المباريات المحلية يتناولها بفكر ثاقب وإبداع تخرج منه الكلمات وكأنها سيمفونية رائعة يعزفها بلا نشاز ويقدم الدروس المستفادة فعلاً ولذلك جمع الخطيب بين تقديم خلاصة فكره وحديث ذكرياته والإبداع في تقديم وجبة دسمة للمشاهدين.. والخطيب دائماً يشيد بأبناء جيله من اللاعبين في كل أحاديثه وهذا يدل علي ارتباطه الوثيق بزملاء الملعب في العصر الذهبي للنادي الأهلي ومنتخب مصر. أقول كل ذلك عن بيبو الذي يستحق أكثر من ذلك بعد متابعتي الأسبوعية لما يقدمه هذا النجم الرائع مع الإعلامي الإماراتي المتميز يعقوب السعدي. سوف يواصل الخطيب بإذن الله حديث الذكريات وتحليل المباريات من أجل ان تستفيد منه كل الأجيال. هنا أتذكر واقعة حدثت أمامي في أوائل السبعينيات.. كنت متواجداً في نادي الترسانة وجالساً مع شيخ المدربين عم الشيوي صانع نجوم نادي الترسانة وفجأة وجدته يرحب بشخصية محترمة هو الراحل والد الكابتن محمود الخطيب وهو قريب من عائلة الشيوي وجلست معهما في حديقة نادي الترسانة وكان نجم الخطيب بدأ يلمع وهو دون ال 16 عاماً وأندية كثيرة كانت تريد هذا النجم خاصة الإسماعيلي الذي كان يتدرب في مركز شباب الجزيرة في ذلك الوقت. سأل والد الخطيب ما هو أفضل مكان لمحمود يمكن أن يلمع فيه فقال له الشيوي بلا تردد توكل علي الله والنادي الأهلي. هو الأفضل وهذا أحسن اتجاه لأنه في الأهلي سوف "يأكل بقلاوة" هذا الحديث بالضبط أنقله لأنني كنت شاهداً عليه ولذلك دخل الخطيب الأهلي ومنذ ان وطأت قدامه وهو ونجم النجوم حتي اعتزل الكرة ونجح بدرجة امتياز في العمل الإداري بكفاءة نادرة. * بالمناسبة أيضاً استمتعت بالحوار الرائع الذي قدمه الإعلامي المتميز أحمد شوبير مع الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق.. تحدث حمدي عن قصة نجاحه ومشواره منذ اعتزاله الكرة حتي وصل إلي رئاسة أعرق نادي في الشرق الأوسط كشف حسن حمدي عن كيفية اتخاذ القرار في ناديه.. وقال إن القرار دائماً داخل النادي الأهلي يتم دراسته بعناية والإدارة تستمتع لكل الآراء حتي يخرج القرار صائباً وان الإدارة لا تدخل إطلاقاً في أعمال الأجهزة الفنية ولكن تتابعها وتقدم لها كل ما تطلبه من أجل النجاح. وحسن حمدي أيضاً من العلامات المضيئة جداً جداً في الساحة الرياضية ويستفيد من كل خبراء الرياضة وكشف خلال الحوار عن مدي التعاون بينه وبين نادي الزمالك حيث قال كنت أذهب لمقابلة الراحل العظيم محمد حسن حلمي رئيس نادي الزمالك للاستفادة منه بلوائح إدارة الكرة. وتبادل الأفكار.. كذلك مع الكابتن الراحل حمادة إمام.. وقال ذهبت لنادي الزمالك أكثر من 25 مرة.. وهكذا كانت الروح الأصيلة بين الأندية.. ولذلك جاء تكريم حسن حمدي من الكاف هو اعتراف بما قدمه النجم المتألق دائماً حسن حمدي.