أسفرت نتائج الانتخابات التي أجريت في نقابة الصحفيين يوم الجمعة الماضي عن سقوط المرشحات الصحفيات حتي أصبح المجلس الجديد لنقابة الصحفيين خالياً تماماً من العنصر النسائي وهو مازال ينبئ بالعديد من علامات الاستفهام خاصة في عام المرأة وبعد وصول المصريات إلي أرفع المناصب حتي وصلت إلي منصب المحافظ وهو ما لم يحدث من قبل طوال تاريخ مصر الحديث. السؤال: لماذا سقطت المرأة في انتخابات الصحفيين رغم وجود أعداد كبيرة من الفتيات والسيدات يعملن في المجال الصحفي ورغم ترشح 12 سيدة من بين "70" مرشحاً بالإضافة إلي حرص الصحفيات علي التواجد بقوة في الانتخابات سواء من ناحية الترشح أو المشاركة في عملية الإدلاء بالأصوات. طرحنا هذا السؤال علي الصحفيات أنفسهن.. فماذا قلن؟! الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة "الأهالي" الناطقة بلسان حزب التجمع تري ان المناخ العام ملئ بالتناقضات ففي الوقت الذي يحرص فيه رئيس الجمهورية علي اتاحة الفرص للمرأة لتولي العديد من المناصب القيادية حتي وصلت المرأة إلي منصب المحافظ وهو أمر لم يحدث من قبل.. تجد أن مجلس نقابة الصحفيين أصبح خالياً تماماً من العنصر النسائي رغم ان الإحصائيات تؤكد ان حوالي ثلث أعضاء الجمعية العمومية للنقابة من السيدات كما ان المجلس السابق كان يوجد به اثنتان من الصحفيات هما: حنان فكري وعبير سعدي التي قدمت استقالتها لسفرها إلي أمريكا لنيل درجة الدكتوراه!. أضافت: ان عدم نجاح المرأة في دخول مجلس النقابة يرجع إلي العقلية الذكورية التي مازالت سائدة في مجتمعنا وللأسف في العديد من دول العالم ولكن بنسب مختلفة. أكدت اننا نفاجأ أيضاً بنخبة المستنيرين الذين يتحدثون عن دور المرأة ومكانتها علي النقيض تماماً بظهور العقلية الذكورية تجاه المرأة أيضاً!! أما الكاتبة الصحفية كريمة كمال عضو المجلس الأعلي للصحافة فتري ان مشكلة انتخابات نقابة الصحفيين انها تحكمها تكتلات وتيارات سياسية معينة وأغلب هذه التكتلات تفضل ترشيح الذكور حيث انهم أكثر تفرغاً من المرأة في العمل النقابي وخدمة جموع الصحفيين. أشارت إلي أنه رغم وجود أعداد كبيرة من السيدات والفتيات الصحفيات إلا أنه لا توجد رابطة أو كيان يتجمعن حوله ويستطعن من خلاله توحيد جهودهن لانتخاب ثلاثة أو أربعة في مجلس النقابة موضحة ان الكاتبة الصحفية أمينة شفيق استطاعت خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات أن تحافظ علي مقعدها داخل مجلس النقابة حيث كان لها رصيد كبير من العمل النقابي والوقوف مع قضايا الصحفيين والدفاع عنهم وكانت تخوض أصعب المعارك الصحفية دفاعاً عن المهنة. تحلم كريمة كمال بأن يتغير هذا الوضع خلال السنوات القليلة القادمة وأن تتوحد جهود الصحفيات لترشيح إحدي السيدات لمنصب النقيب وانتزاع هذا المنصب من الرجال. تؤكد الكاتبة الصحفية أمل فوزي رئيس تحرير "نصف الدنيا" ان عدم الاستعداد الكافي لأغلب المرشحات وراء هذا السقوط حيث بدأ الاستعداد مع بداية موعد الانتخابات وكان من المفروض الاستعداد قبل ذلك بفترة كافية حتي يتعرف غالبية الناخبين علي المرشحات بالإضافة إلي ان عدم وجود البرامج الانتخابية التي تجذب الناخبين وكثرة عدد المرشحين من الرجال بالمقارنة بالمرشحات من السيدات. أكدت علي ضرورة استفادة العنصر النسائي من التجربة السابقة والتجهيز من الآن للانتخابات التي ستجري بعد عامين من الآن. وتقول الدكتورة عزة هيكل عميد أكاديمية الإعلام بجامعة أكتوبر: ان فشل المرأة في انتخابات الصحفيين جاء في إطار تراجع المرأة بصفة عامة في معظم النقابات المهنية وليس الصحفيين فقط وهذا أمر غير مقبول في هذا العام الذي تم اختياره ليكون عام المرأة. أكدت علي أهمية عودة دور المنظمات النسائية وعلي رأسها المجلس القومي للمرأة في دعم المرأة في النقابات المهنية حتي تشارك في صنع القرار داخل هذه النقابات. وتعرب الكاتبة الصحفية نهاد عرفة نائب رئيس تحرير الأخبار عن حزنها الشديد لعدم فوز سيدة واحدة في انتخابات الصحفيين مشيرة إلي أن عدداً ليس بقليل من الصحفيات لم يشاركن في الإدلاء بأصواتهن حيث ان الانتخابات أجريت يوم الجمعة وقد فضلت الصحفيات البقاء في منازلهن يوم الاجازة وعدم الذهاب للانتخابات مما أدي إلي هذه النتيجة. أضافت: انه بالإضافة إلي ذلك فإن المجتمع الذكوري مازال يعشش في كل مكان بالمجتمع مشيرة إلي أن التكتلات كانت أيضاً وراء عدم نجاح المرأة ولم يكن هناك تنسيق نسائي لتحقيق النجاح في هذه الانتخابات. أوضحت ان الشيء الجيد في هذه الانتخابات إنها وجدت العديد من الفتيات الصغيرات اللاتي مازلن تحت التمرين وعندما سألتهن عن سبب وجودهن رغم عدم أحقيتهن في التصويت أجبن بأنهن حضرن لدراسة أجواء الانتخابات والتعرف علي طبيعة المعركة الانتخابية حتي يكتسبن الخبرة ويتمكن من خوض الانتخابات مستقبلاًَ وهذا شيء جيد. أما الصحفية حنان فكري التي كانت عضو مجلس نقابة الصحفيين في الدورة السابقة ولم يحالفها التوفيق في الانتخابات الأخيرة فتري ان السبب يرجع إلي ترشح 12 سيدة دفعة واحدة مما أدي إلي تفتيت الأصوات وعدم نجاح أي سيدة. أضافت: انها حصلت علي 667 صوتاً وكانت قريبة من النجاح وخسرت بفارق أصوات قليلة عن الفائز السادس. أكدت حنان ان المرأة تتحمل جزءاً من هذا الفشل حيث ان أعداداً ليست قليلة من الصحفيات لم يحضرن الانتخابات بعكس مشاركة أعداد كبيرة من الرجال.