أيام ونحتفل جميعاً بأحلي الأعياد.. عيد الأم. هذا الكائن العظيم الذي لا يشعر الإنسان بقيمته إلا عندما يغيب عنه. إن هذا اليوم من البديهي أنه يوم تكريم للأم ومخصص لها وحدها. إلا أن هناك أشخاصا متطفلين تغلغلوا رويداً رويداً في هذا العيد من باب "الرخامة". رافعين شعار "لفيها.. لأخفيها".. أولهم الزوجات.. فأنت يا سيد لا تجرؤ عندما تفكر في هدية لأمك. أن تنسي هدية المدام.. أليست هي أيضاً أم؟؟ أم أولادك.. و"أمك" في كثير من الأحيان؟؟ حماتك.. أليست أم.. أليست هي التي أهدتك تلك الدُرة المكنونة.. زوجتك حبيبتك؟؟. أمي.. إنها من حملتني في أحشائها تسعة أشهر. إنها من تحملت آلام الوضع التي لاتزال آثارها موجودة علي يد "أبي" في شكل كدمات وبقع زرقاء آثار "العض!!" مهما ذكرنا أفضال الأم علينا لن نوفيها حقها.. الشيء الوحيد اللي بصراحة كان بيزعلني منها. ويجعلني أراها كائناَ شريراً هو يوم الجمعة.. موعد الحمام الأسبوعي.. مازلت أذكر كم الأدعية التي كنت أتوجه بها إلي الله حتي لا تتذكر أمي هذا اليوم. لا أنسي "الليفة" الملعونة التي كان احتكاكها بجسدي يسبب لي آلاماً مبرحة غير "القرص" والصفع علي الأرداف حتي أتوقف عن البكاء مع استخدام بعض العبارات الشهيرة: "عشان تبطل جلخ". "علشان تبطل شقاوة مع بنت الجيران". "حتذاكر واللا لأ". لم يكن يغيظني في هذا الموقف العصيب سوي ضحكات أخي الأكبر و"الشماتة" البادية علي وجهه.. إنها ضحكات الهاديء المطمئن الذي تجاوز هذه التجربة المريرة منذ سنوات!!!