تتراقص الفرحة في عين كل أم حينما تعرف أن في أحشائها جنينًا، وتكبر الفرحة مع أول ابتسامة وأول صرخة لفلذة كبدها، تتفاني الأم وتبذل عمرها وراحتها لأجل أبنائها، وتمر السنون ليحين وقت حصاد الغرس، لكن تري ماذا تحصد أمهاتنا، وماذا تجنين من سعي العمر الطويل الذي أمضته كي تعطي وتضحي دون انتظار مقابل، بعد أن اشتعل رأسها شيبا، وبلغت من الكبر عتياً، وكسرت آهاتها القلب، وسكن الحزن عينيها من أجل أبنائها، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!. لكن من تعود علي السقوط فلم يعد يهمه الارتفاع، ومن تعود علي الطعن في الظهر فلا يعد يهمه من طعنه أو من سيطعنه، ومن طمع وأنكر فضل أبويه عليه ولا يعتصر ذلك القابع في يساره وجعاً وندماً ولم تنبض دقاته حبا ووفاءً لأمه التي أوصانا الله بها خيرا وبرا،ووضع الجنه تحت اقدامها مات الأب وأبنائه صغارا فربطت الأم علي نفسها وأولادها، وكافحت من أجل أن يكونوا رجالا صالحين أفنت حياتها من أجلهم، اهتمت بابنها الأكبر باعتباره سندها وعمودها الفقري الذي لا يشتد عودها ويقوي إلا به، أملت أن يحمل ابنها العبء الكبير عن كاهلها، بعد أن ربطت الحزام علي وسطها طويلا وتقول اللهم أعينني علي تربية أبنائي، وعندما اشتد عود ابنها الأكبر وبلغ من العمر 30 عاما وأصبح عاملا، طلب من أمه أن يتزوج من الفتاة التي أحبها فأعانته علي مطالب الزواج حتي تزوج. فلم تعلم الأم حينها أنها أهدت ابنها لزوجته اللعينة التي حجرت مشاعره تجاهها وكان لايطرق علها الباب لرويتها او السؤال عنها في مرضها او تقديم كسره خبز لها الا ان الام لم يطاوعها قلبها الحنون علي رد جحود ابنها بجحود متبادل، بل اكتفت بمراعاته وزوجته كي يهدأ قلبها من ناحية فلذة كبدها، وكي لا تشعر يوما ما بأنها مكتوفة الأيدي أو عاجزة تجاه ابنها.وكلما ازدادت قسوته عليها غمرته بأموالها واهتمامها لتشتري وده وحنانه ولم يكتف الابن الجاحد بجحوده تجاه أمه التي حملته في أحشائها 9 أشهر وتألمت لألمه طويلا، بل زاغ بصره وكثر طمعه علي ميراث والدته الذي تركه لها أبيه بعد وفاته، بل وأصر بمنتهي الطمع والأنانية علي الاستيلاء عليه، وأمه علي قيد الحياة لم تمت، بهدف حرمان باقي أشقائه من الميراث، والح عليها لتعطيه كل ماتملك وحرمان باقي اشقائه بزعم انه الاكبر ورفضت في الحال وأصرت علي تقسيم ميراثها علي أبنائها بشرع الله، كي لا تعاقب في الدنيا والآخرة جراء حرمان أو ظلم أحد أبنائها من الميراث، مما جعل الابن الجاحد اشتاط غضبًا من رد فعل أمه، وتجرد من المشاعر الإنسانية، واتفق مع زوجته علي الانتقام من أمه. لم يتجرد الابن من المشاعر الإنسانية فحسب، بل وأعمي الطمع والجشع قلبه وهانت عليه من حملته بين أحشائها واستباح دماءها، وأراد الانتقام منها لحرصها علي إقامة العدل بين ابنائها، بأن توجه إلي المطبخ واستل سكينا وغرس نصله في صدر أمه بعد أن ضمه هذا الصدر عندما كان في المهد، بعد أن استدرج أمه إلي شقته وانهال عليها طعنًا بمساعدة زوجته حتي فارقت أمه الحياة، ثم وضع جثة أمه في جوال وألقي بها علي سطح المنزل، وفي فجر اليوم التالي ألقي بمساعدة زوجته بجثة أمه في الشارع، بل وراح ينظر إلي أمه وهي تصارع آلام الموت دون رحمة أو شفقة أو ندم علي جريمته النكراء، التي تهتز لها السماوات وتنفطر لها الأرض، بل وأخذ يتبادل الضحكات بكل جبروت مع زوجته الملعونة التي شاركته تلك الجريمة الشنعاء، وعندما اكتشف أشقاؤه مقتل والدتهم، قاموا بتحرير بلاغ ضده واتهموه بقتل والدته، وتمكنت المباحث من ضبط الابن المجرم، الذي اعترف بارتكاب جريمته بالاشتراك مع زوجته، وامر مدحت مكي رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة بحبس المتهم وزوجته أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.