أمضت 30 عائلة مسيحية هاربة من الأعمال الإرهابية في شمال سيناء ليلتها الأولي أمس في بيت الشباب ومدينة المستقبل بالإسماعيلية. فيما استنفرت جهات عدة جهودها لتقديم الخدمات والدعم لهم علي رأسها الكنيسة الأرثوذكسية ووزارة الشباب والرياضة ومحافظة الإسماعيلية وبعض أعضاء البرلمان والنقابات ومنها نقابة الصيادلة. شهدت الإسماعيلية حالة من التكاتف والترابط والتلاحم بين المسلمين والأقباط. خلال استقبال الأسر المسيحية التي نزحت من العريش عقب الأحداث المؤسفة في الأيام الماضية والتي أسفرت عن مقتل 7 أقباط.. حيث توافد عدد كبير من أبناء الإسماعيلية وأعضاء مجلس النواب إلي مقر الكنيسة بالاسماعيلية لتقديم الدعم للأسر المسيحية. وتم تسكين الأسر بنزل الاسماعيلية للشباب بأوامر من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة ومدينة المستقبل الرياضية بالاضافة إلي قيام عدد من رجال الأعمال بتقديم المساعدات الأولية لهم. وأرسلت الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة في القاهرة سيارة محملة بالأثاث المنزلي و"البطاطين" وأجهزة إعاشة دعما للعائلات القبطية التي جاءت من العريش هربا من ممارسات الإرهابيين في شمال سيناء. زار أعضاء من مجلس النواب النازحين وعلي رأسهم نادية هنري والمهندس محمود عثمان والدكتور سامي هاشم واللواء أشرف عمارة وامال رزق الله. قررت محافظة شمال سيناء اعتبار الموظفين الفارين من جحيم الأعمال الإرهابية في إجازة مفتوحة لحين اشعار آخر. أكد د.سامح نصيف وكيل نقابة الصيادلة بالإسماعيلية ان النقابة العامة للصيادلة برئاسة د.محيي عبيد نقيب الصيادلة سوف ترسل اليوم قافلة إغاثة لتقديم مساعدات عبارة عن أثاث منزلي ووسائل إعاشة وأغذية وملابس وأدوية. وأدانت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية في بيان أصدرته الأحداث الإرهابية المتتالية في شمال سيناء والتي تستهدف أبناء الوطن من المسيحيين المصريين. أكد قداسة البابا تواضروس الثاني. بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في تصريحات صحفية أن هذه الأحداث الإرهابية تعمد إلي ضرب وحدتنا الوطنية. وتحاول تمزيق اصطفافنا كجبهة واحدة في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يتم تصديره لنا من خارج مصر استغلالا لحالة التوتر المتصاعد والصراع المستعر في جميع أرجاء المنطقة العربية. أضاف قداسة البابا تواضروس أن الكنيسة الأرثوذكسية تنعي أبناءها "أبناء الوطن" وتثق أن دماءهم الغالية علي الله تصرخ أمامه طالبة العدل. فهو الذي سوف ينظر ويحكم. قال إن الكنيسة في تواصل مستمر مع المسئولين حسب مواقعهم ومع نيافة الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء. ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات.. حفظ الله مصرنا الغالية التي ستظل دوما وطنا نعيش فيه ويعيش فينا. قال اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية إنه استقبل أفراد 30 أسرة من المسيحيين علي سبيل الاستضافة. وأوضح المحافظ ان ما يتردد ان هناك عملية نزوح أو تهجير قصري بعيد تماما عن الحقيقة. ولكن الأمر ما هو إلا استضافة. وهناك تنسيق بين الكنيسة بالإسماعيلية وشمال سيناء وسيعودون مرة أخري إلي منازلهم فور استقرار الأوضاع بشمال سيناء. أشار المحافظ إلي أنه تم تسكين جميع الأسر في بيوت الشباب ومدينة المستقبل الرياضية وأنه تم تشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام لتذليل جميع العقبات والمشاكل التي تواجه الأسر المسيحية. وهناك استجابة فورية لتحقيق جميع مطالبهم الحياتية وهم ضيوف أعزاء علي رءوسنا جميعاً. وقال المحافظ أن هناك تنسيقا كاملا بينه وبين محافظ شمال سيناء وجميع الأجهزة بالدولة بشأنهم.