بين الفترة والأخري تطالعنا الصحف الرسمية عن قرار لوزير الداخلية يسمح فيه لعدد من المصريين بإسقاط الجنسية المصرية والتجنس بجنسيات أجنبية أخري فتارة نقرأ عن تنازل 32 شخصا و85 تارة أخري و90 تارة ثالثة وآخرهم ما نشر منذ ساعات عن تخلي 22 مصريا عن جنسيتهم لينضموا لأكثر من 750 شخصا تخلوا عنها.. وهذا يجعلنا نتساءل لماذا يتخلي المصريون عن وطنهم؟ بالطبع مهما كانت الأسباب لا يوجد مبرر في الدنيا يجعل الانسان يتخلي عن وطنه.. فمن لا ينتمي لأرضه لن ينتمي لأي مكان في العالم. يرجع الخبراء تخلي بعض المصريين عن جنسيتهم لزواجهم من أجنبيات تمنع دولهم ازدواج الجنسية أو هربا من الفقر والبطالة فيبدأون في البحث عن أحلامهم خارج أوطانهم معتقدين أنهم سيجدون راحة البال ولكن هيهات. قديما علم المصري العالم معني التضحية في سبيل الوطن بالغالي والنفيس والولاء والانتماء.. لكن للأسف هناك شريحة من شباب هذا العصر فاقد للهوية ولا يعرف معني الوطنية أو قيمة الأرض التي يعيش عليها.. لذلك نجده مع أول شعور بالاحباط أو اليأس يتخلي عن حياته وذكرياته وأهله وأرضه بل ومستقبله.. فالبلد الذي سوف يذهب إليه لن يعطي أولاده مثلما اعطته مصر خاصة في اختلاف الثقافات وتنامي العنصرية والاضطهاد للعرب الذي يجده المهاجرون واللاجئون في الغرب.. وإذا ما ارتكب مخالفة ولو صغيرة ستهدر كرامته ولن يجد مأوي. لابد أن تكثف الحكومة جهودها لاعادة غرس الانتماء في نفوس النشء فتزيد من مناهج التربية الوطنية التي تقوي الشعور بحب الوطن وتحثهم علي التضحية من أجله بالروح والدم والعمل علي تنميته ونهضته بدلا من التخلي عنه لانه لو جابوا العالم بأكمله فلن يجدوا مثل وطنهم.. فالمواطنة ليست كلمة تقال بل مسئولية جسيمة وقبل أن يبحث من تخلوا عنه عن حقوقهم عليهم أن يؤدوا واجباتهم أولا. لقد قالها أبو فراس الحمداني "بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا علي كرام" وقالها أحمد شوقي "وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي".. وإذا لم يشعر أمثال هؤلاء بأهمية مصر فلن يبقي عليهم الوطن وليذهبوا إلي الجحيم لأنهم لن يزيدونا إلا خبالا. إشارة حمراء الكرة الآن في ملعب مجلس النواب وذلك بعد حكم الإدارية العليا بتأييد حكم القضاء الإداري بمصرية جزيرتي تيران وصنافير.. كل ما نخشاه أن ينقسم اعضاء البرلمان علي أنفسهم مثلما يحدث في الشارع المصري.. ففريق يقول إن الجزيرتين مصريتان وآخر سعوديتان ولكن السؤال.. هل حكم الإدارية العليا حسم القضية أم أنها البداية وليست النهاية؟.. ربنا يستر.