أعترفُ أنّي: لستُ بحاجةي إلي طعنةي خلفيةي جديدةي. لأثبتَ جُبنَ أحدهم. كما لا أقوي علي الهرولةِ. لإيجادِ مخرجي جانبي توّهته الدّمعاتُ. خبّأه الخوفُ طمعًا في مزيدي مِنَ اللهو بي. ليس لي سوي الرايةِ البيضاءْ.. أرفعها في وجهِ جميع الأشياءِ لترضي. فلا تصفعُ مؤخرةَ رأسي ويسخرُ اللّهاةُ!! "الجميعُ يتآمرُ" هو حديثُ الصباحِ والمساءِ.. الأقمارُ.. تتواري عنوةَ ليُظلمَ الشارعُ الجانبي. الطريقُ.. سَدّته بنايةُ تُدعي "حظيرة الماشية" وهي التي أنهكت أبي إذْ أقامها وحده! هناك ماردى ضخمى مِنْ خلفها. بدا كسدّي مهيبي كوّنته أكوامُ قشِّ الأرزِ الذّهبي. شَعري.. أفلتُ تَوْكَتَة. ليُحلّقَ حولَ وجهي كهالةي سوداءَ. تُبديه ناصعَ البراءةِ مُزهراً! لم يكن غريبًا أن يتفلّت رباطُ صدّارتي. فيتهدّل مابها من جمالي _تحت بلوزةي ناعمةي يتأرجحُ فوقها عقدى كرزي لامع_ في غير فجاجةْ.. ينتهي الأمرُ بشوكةي مشاكسةي تسبحُ علي الطريقِ آلت إلي قدمي. بعدما شقتْ طريقَها عبرَ نعلي_رغم رقّتها البالغة_ واستقرّت في غير هدوء.. كان هذا لأتوقف عن القفزِ وأنتبه أنّي قضيت عمراً كاملًا أهرولُ هربًا من ظّلي وحده. هو المتآمر الأول هناك. وربّما هو المتآمر الأوحد.. ل أتأنَّ إذنْ.. ولا داعي للمتابعةِ. رحل الكل منذ زمنْ. و لم يبق سواي!! كنت أنا جميع مَنْ سبقوا.. سأرفع الراية البيضاء في وجه مرآتي كل صبح وكل مساء. فلا طاقة لي بحربي ضارية في هذا "الجهادِ الأعظم"...!