موسكو رويترز:قال الكرملين إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي إنه مستعد للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وقال الكرملين في بيان إن الرئيسين اتفقا علي أن بدء محادثات السلام السورية في قازاخستان ستكون "خطوة مهمة للحل النهائي للأزمة". أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا لوقف إطلاق النار بين جماعات المعارضة السورية والحكومة السورية وقال بوتين إن الأطراف علي استعداد أيضا لبدء محادثات سلام بعد أن قالت موسكووإيرانوتركيا إنهم علي استعداد للتوسط في اتفاق سلام في الحرب السورية المستمرة منذ قرابة ستة أعوام. وأعلن الجيش السوري وقفا للقتال علي مستوي البلاد لكنه قال إن الاتفاق يستثني تنظيم داعش وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة وكل الجماعات المرتبطة بهما. ولم يحدد الجيش هذه الجماعات. وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر وهو تحالف فضفاض من الجماعات المعارضة إنه سيلتزم بوقف إطلاق النار كما سيشارك في محادثات في المستقبل. وهذا هو ثالث اتفاق لوقف إطلاق النار علي مستوي البلاد هذا العام. وانهار الاتفاقان السابقان اللذان توسطت فيهما روسياوالولاياتالمتحدة خلال أسابيع فيما تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة. ولا يتضمن الاتفاق الحالي الولاياتالمتحدة أو الأممالمتحدة. وعبر أحد قادة المعارضة عن تفاؤله بصمود هذا الاتفاق. وقال دون الخوض في تفاصيل "هذه المرة لدي ثقة في جديته. هناك معطيات دولية جديدة. واكتسبت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار زخما بعد أن قالت روسياوإيرانوتركيا إنها علي استعداد لدعمه وتبنت إعلانا يحدد مبادئ سيتعين علي أي اتفاق أن يلتزم بها. وقال بوتين إن جماعات المعارضة والحكومة السورية وقعتا عددا من الوثائق بينها اتفاق وقف إطلاق النار وإجراءات مراقبة الاتفاق وبيان بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام. وقال بوتين الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالطبع هشة وتحتاج لعناية خاصة ومشاركة... لكن بعد كل ذلك هذه نتيجة ملحوظة لعملنا المشترك ومساعي وزارتي الدفاع والخارجية وشركائنا في المنطقة. وأضاف أن روسيا وافقت علي الحد من انتشارها العسكري في سوريا حيث حول دعم موسكو للرئيس بشار الأسد كفة المعركة لصالحه في حرب تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص وأجبرت أكثر من 11 مليون شخص علي النزوح عن ديارهم. وقالت تركيا إنها وروسيا ستضمنان الاتفاق. وقال ثلاثة مسئولين من المعارضة لرويترز إن الاتفاق يستبعد تنظيم داعش لكنه يشمل جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة في تصريحات تتناقض فيما يبدو مع بيان الجيش السوري. وقال الجيش السوري الحر إن وقف إطلاق النار لا يشمل وحدات حماية الشعب الكردية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجماعات المسلحة التي وقعت الاتفاق شملت جماعة أحرار الشام وجيش الإسلام التي تنشط بشكل أساسي قرب دمشق والجبهة الشامية وهي واحدة من الجماعات الرئيسية التي كانت تنشط في حلب. وتم تهميش واشنطن في المفاوضات الأخيرة ومن غير المقرر أن تحضر الجولة المقبلة من محادثات السلام في أستانة عاصمة قازاخستان وهي حليف وثيق لروسيا. وقال مسئولون إن استبعاد واشنطن يبرز تنامي إحباط تركياوروسيا بشأن سياسة واشنطن تجاه سوريا. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن الولاياتالمتحدة قد تنضم لعملية السلام بمجرد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه. كما يريد أيضا انضمام مصر والسعودية وقطر والعراق والأردن والأممالمتحدة. ورحب مبعوث الأمم الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بإعلان وقف إطلاق النار وعبر عن أمله في أن ينقذ أرواح المدنيين ويتيح المجال لتسليم المساعدات ويقود إلي محادثات سلام بناءة في أستانة. وقالت المتحدثة باسم دي ميستورا إن الاتفاق ينبغي أن يساعد في عقد مفاوضات الأممالمتحدة في فبراير. وتسلط المحادثات بشأن وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع الضوء علي مدي تعقيد الحرب الأهلية السورية في ظل ضلوع مجموعة مختلفة من الجماعات والقوي الخارجية مع كل الأطراف. يأتي اتفاق تركياوروسيا للعب دور الضامن في الحرب رغم دعمهما لأطراف مختلفة في الحرب الأهلية. وكانت أنقرة تصر علي رحيل الأسد الذي تدعمه روسيا. كما أن المطالب بأن يغادر جنود جماعة حزب الله الشيعية اللبنانيةسوريا قد لا تلقي ترحيبا من إيران وهي داعم كبير آخر للأسد. ويقاتل جنود حزب الله في صف الحكومة السورية ضد الجماعات المعارضة للأسد. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو "كل المقاتلين الأجانب يتعين أن يغادروا سوريا. ويتعين علي حزب الله العودة إلي لبنان. وتدعم تركيا الجيش السوري الحر وهو تحالف فضفاض من الجماعات المعارضة التي تدعم أنقرة بعضها في شمال سوريا.