مازلنا مع نفحات سيرته العطرة لنستكمل ما بدأناه السبت الماضي عن نبينا المصطفي في ذكري ميلاده من شهر ربيع الاول وأتوقف اليوم عند سطور من مؤلف للدكتورة "سميحة ابراهيم مسعود" وهو الرسالات السماوية بين الزمان والمكان؛ الدكتورة سميحة التي ما كنت لأتعرف علي اسطورتها في الصبر والاحتساب لولا صديق المساء الكابتن "محمد عبد الكريم امام" والذي بحكم صداقته لابنائها واسرتها وجد فيها نموذجاً يحتذي للأم المثالية. انها خنساء "مصر الجديدة" التي فقدت اربعة من ابنائها في خلال عامين وتم تكريمها في مارس قبل الماضي من وزارة التضامن الاجتماعي بحصولها علي لقب الام المثالية عقب نشري لقصتها . الخنساء التي حرصت علي ان ترسل لي واحدا من مؤلفاتها وهو "الرسالات السماوية ...." ويقع في 905 صفحات وفي الباب التاسع والاخيرمنه كانت وقفتها مع السيرة النبوية التي بدأتها باهداء لرسول الله ومناجاته قائلة: نعم احببتك يا رسول الله وصوت المؤذن يناجيك مادحاً في ترانيم هامسة . احببتك كلما ترنمت بالصلاة عليك حيث تتجرد الروح من ادران الدنيا ومفاسدها فتسمو بالنفس . فتتألق طهرا ونقاء» احببتك يوم اراني الله تعالي الكرامة الكبري وانا اسجد في ساحة مسجدك بالمدينة المنورة بين صفوف السيدات في صلاة العصر اتألم من شرخ اصابني في عظام ظهري لم يلتئم بعد ان اثقل حركتي وقاسيت معه كثيرا وفجأة احسست في سجودي بيد ملموسة محسوسة تضغط علي صفحة ظهري مكان الالم وحرارتها تسري في جميع اوصالي .. فانتفضت رهبة ونظرت خلفي بكل قوتي فلم اجد احداً الكل ساجد في هدوء وصوت يهمس في قلبي ووجداني: انها اليد الشريفة المطهرة لسيدنا رسول الله. وتمضي مشيرة للاحداث المؤلمة التي مرت بها حينما ألمت بها النوازل العظام معبرة : تكاثفت حولي سحب الشدائد الداكنة وفجعت بمحن شديدة متتابعة تنوء منها الجبال خاصة انها كانت في صميم حياة بعض من فلذات قلبي فاستنجدت بالايمان واستغثت بك يا رسول الله لتشفع لي عند ربي . ففاض الحق بآلائه وأنزل غيثه وربط علي قلبي وأنجدني بالصبر والاحتمال وألزمني بالثبات والرضا بالقضاء.. وتنهي اهداءها بهذه الكلمات: والان وبعد ان جاوزت قدري يا ابا الزهراء ما يكون لي الا ان اقول قول امير الشعراء: ما جئت بابك مادحاً بل داعياً .. ومن المديح تضرع ودعاء.. صلاة وسلاماً عليك يا رسول الله.