رسالة علي "توتير" من كلمتين. أصابت شركة "بوينج" الأمريكية لصناعة الطائرات بصدمة. وأثارت قلق بقية الشركات الأمريكية. الرسالة تقول: "الغو الطلب".. أو : cancel order كاتب الرسالة. هو الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب". أما الطلب المقصود. فهو مقدم من البيت الأبيض للشركة للبدء في تصنيع وانتاج طائرتين رئاسيتين جديدتين. تحلان محل اسطول الطائرات الرئاسية الحالي. الذي استهلكت طائراته من كثرة ما استخدمها الرؤساء الأمريكيون السابقون - حتي أوباما - في تنقلاتهم. وحين سئل "ترامب" عن السبب الذي دفعه لاصدار أمر للشركة بإلغاء الطلب. قال إن الشركة تطلب 4 مليارات دولار ثمنا للطائرتين. وهذا مبلغ خارج حدود المعقول. وأضاف "ترامب": نريد ل "بوينج" أن تكسب.. لكن ليس لهذه الدرجة. والطائرة الرئاسية الأمريكية تتبع سلاح الجو في الجيش الأمريكي وتحمل الرقم "1" وهي من طراز "بوينج 747". وبدأ تشغيل خط انتاجها في الشركة عام 1970. وكان طلب البيت الأبيض الذي أمر "ترامب" بإلغائه يتيح للشركة الاستمرار في تشغيله. وبالطبع. فإن الطائرة الرئاسية الأمريكية. لها تجهيزات تكنولوجية خاصة جدا. تتعلق بالأمان وبنظم الاتصالات وغيرها. وبالتالي. فإن تكلفتها تزيد كثيرا علي تكلفة انتاج طائرة عادية من نفس الطراز. لكن "ترامب" الذي يستعمل حتي الآن طائرته الخاصة في تنقلاته. غير مقتنع برقم التكلفة الذي تطلبه الشركة. وقد أثارت مفاجأة "ترامب" ردود فعل متعددة. "بوينج" من جانبها اصدرت بيانا تقول فيه إنها تتطلع لاستمرار العمل مع سلاح الجو علي أسس تسمح للشركة بتقديم افضل طائرة للرئيس بأفضل تكلفة بالنسبة لدافع الضرائب. وأشارت الشركة علي هامش البيان إلي أن بعض التجهيزات الخاصة للطائرة الرئاسية الواحدة تتكلف 170 مليون دولار. أما المتابعون للقضية. فقد أثارت لديهم العديد من التساؤلات: كيف توصل "ترامب" إلي رقم التكلفة الذي طلبته الشركة. وهو لم يدخل البيت الأبيض بعد ولا علاقة مباشرة له بالموضوع الذي تم بين إدارة الرئيس أوباما والشركة؟ ثم كيف عرف أن هذا الرقم مغالي فيه وهو ملياردير عقارات وليس طائرات؟ وهل الأمر الذي أصدره للشركة بوقف الطلب نهائي. أم هو مجرد وسيلة للضغط عليها لخفض المبلغ؟ وإذا تمسكت الشركة بالمبلغ.. فهل سيرضخ ترامب.. أم يتحول إلي شركة أخري في موضوع شديد الحساسية ويحتاج إلي ترتيبات خاصة جدا. ولا يتعلق بالرئيس ترامب وحده. بل بالبيت الأبيض كمؤسسة رئاسية. وبالرؤساء الأمريكيين القادمين الذين سيستخدمون الطائرات الرئاسية؟ ثم.. هل يمكن أن يكون ترامب قد توصل إلي شبهة "فساد" في الأمر تتعلق بعمولات أو غيرها تسببت في رفع التكلفة؟ لا أحد لديه إجابة الآن علي هذه التساؤلات.. و"ترامب" نفسه لم يفصح عن جديد يزيد علي ما أعلنه. لكن الشركات الأمريكية تشعر بالقلق. من أن تكون هذه البداية تعبيرا عن سياسة جديدة لترامب في التعامل معها عن طريق استخدام وسائل الضغط لتخفيض التكلفة. ولا يعرف ترامب. ولا الشركات الأمريكية. أن لدينا رئيسا لمصر "يفاصل" الشركات التي تتقدم لتنفيذ المشروعات القومية. ويناقشها في كل جنيه تطلبه. ويشعر بسعادة بالغة وهو يعلن للمصريين في خطاباته أنه نجح في التوصل إلي تكلفة أقل دون مساس بمستوي الجودة أو معدلات التنفيذ. ووفر أموال دافعي الضرائب المصريين.