لم يكن قرار شريف فتحي وزير الطيران المدني تأجيل موعد المهرجان الدولي للبالون الطائر الذي كان مقررا اقامته في الفترة من 9 إلي 12 ديسمبر الجاري بمدينة الأقصر قرارا عشوائيا كما ادعي البعض. وإنما جاء حرصا علي سمعة البلاد وتماشيا مع المصلحة العامة التي تتفق والمتطلبات الفنية والأمنية الخاصة بالسلامة الجوية. قرار الوزير كان بمثابة صفعة قوية لكل من ادعي انه أفقد مصر المصداقية في مجال تنظيم الأحداث الدولية التي من شأنها المساهمة في جذب الحركة السياحية التي افتقدناها بصورة واضحة بعد ثورة يناير وما صاحبها من فوضي في الشارع المصري وأخيرا حادث تحطم الطائرة الروسية في اكتوبر الماضي في شرم الشيخ.. شعارات رددها المستفيدون من إقامة المهرجان ومن بينهم أعضاء نادي الطيران المصري الذين ادعوا حضور ممثلي 43 دولة من مختلف العالم للمشاركة في مهرجان البالون وتناثرت الأخبار علي لسانهم من هنا وهناك تحمل في طياتها عناوين جذابة تعيد الأمل للجميع بعودة السياحة إلي سابق عهدها واظهار المهرجان بأنه حدث دولي يقام لأول مرة في مصر ولكن اقامة المهرجانات لها قواعد وضوابط وأصول لأنها تعكس صورة مصر في الخارج ولابد أن تتماشي مع المصلحة العامة والحقائق التي لا تقبل التشكيك وبعيدة كل البعد عن الأكاذيب. حقيقة لقد كانت هناك موافقات من الجهات المختصة لوزارة الطيران علي اقامة المهرجان في ابريل الماضي ولم يكن نادي الطيران طرفا في الموافقة كما وافق صندوق دعم وتطوير الطيران المدني علي شراء بالون ولكن تم تأجيل المهرجان حتي ديسمبر بناء علي طلب المنظمين ورغم ذلك لم يتوقف دعم وزارة الطيران للمهرجان بشراء بالون لنادي الطيران بل وصل الدعم إلي شحن جميع البالونات المشاركة في المهرجان علي رحلات مصر للطيران وبالمجان ايضا تذاكر الطيران لصالح المهرجان وتوفير الدعاية والمطبوعات الورقية واستقبال وتوديع الضيوف بمطاري القاهرةوالأقصر. المسئولون عن اقامة المهرجان اعلنوا منذ البداية أن عدد المشاركين 90 بالونا ثم تراجعوا واعلنوا أنها 16 بالونا والمفاجأة ان بالونين فقط وصلا لقرية البضائع عكس ما تم الترويج له بأن هناك 43 دولة مشاركة وأن البالونات قد وصلت بالفعل مما يؤكد عدم المصداقية ورغم ذلك وقف شريف فتحي وزير الطيران يدعم المهرجان رغم اعلان مجلس إدارة نادي الطيران بفسخ التعاقد مع المسئول عن تنظيم المهرجان ومخاطبة الجهات المختصة باسناد تنظيم المهرجان لنادي الطيران.. إلا أنه لاحظ تصريحات لا تمت للحقيقة بأية صلة فقام بتشكيل لجنة فنية وقانونية ومالية برئاسة المهندس هاني العدوي رئيس سلطة الطيران والتي أفادت أن نادي الطيران لم يلتزم بالمتطلبات الخاصة بالسلامة الجوية التي حددتها سلطة الطيران وأن الوقت لم يكن كافيا لاستيفاء المتطلبات فكان قرار شريف فتحي بتأجيل المهرجان.. علي العموم لا يمكن لاحد أن يزايد علي حرص الوزير الشاب علي سمعة مصر ودوره في تنشيط الحركة السياحية ولكن بالشكل الذي يحفظ لمصر مكانتها وسمعتها في تنظيم المهرجانات.