قالت د. نهلة إمام رئيس الوفد المصري المشارك في اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو باعتبارها ممثلة عن وزارة الثقافة المصرية أن ملف التحطيب. تقدمت به مصر في عام 2014 وتم سحبه لأنه لم يستوف المعايير المطلوبة. وأضافت انها بصفتها ممثلة عن وزارة الثقافة وخبيراً في التراث غير المادي تقدمت به هذا العام مرة أخري وكان يواجه عدداً من المصاعب التي استطاع الوفد المصري تفنيدها والرد عليها رداً علمياً أقنع اللجنة مما دفعها الي اعتماد ادراج "التحطيب" علي القائمة التمثيلية للتراث الثقافي المصري العالمي. وأكدت نهلة أن اليونسكو هو أعلي هيئة دولية عالمية للثقافة. وان نجاح مصر عبر جهود وزراتي الثقافة والخارجية في تسجيل التحطيب علي القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو. جاء بعد تصويت اللجنة التي تضم 24 دولة من بينها ثلاث دول عربية هي الجزائر ولبنان وفلسطين وقدموا الدعم الكامل للملف المصري. ولفتت الي ان عدد الوفود العربية 15 دولة عربية شكلت تحالفاً قوياً لدعم مصر ليؤكدوا جميعاً ان الثقافة طريق للتآلف العربي والعمل المشترك. يذكر ان اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صوت التراث الثقافي المادي. ينعقد في أديس أبابا خلال الفترة من 28 نوفمبر الماضي حتي اليوم. المعروف ان التحطيب من الفنون القتالية المصرية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة يستخدم فيه العصي الخشبية في المبارزة. صور الفراعنة هذه الرياضة علي جدران معابدهم وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود إذ كان التحطيب أساسا للتدريب علي الأسلحة. إلا انها أخذت في الانزواء والتحول لمجرد رقصة فقط دون الاهتمام بالجانب الرياضي منها. فأصبحت استعراضاً يقام في الأفراح في ريف مصر وصعيدها كنوع من التراث الشعبي. وقد سميت بالتحطيب لأنها تلعب بالحطب أو العصي الغليظة. التحطيب المصري جذوره قديمة ومتأصلة في التاريخ فقد بدأ في العصر الفرعوني كطقس من الطقوس المنتظمة التي تؤدي في الأعياد الدينية. وبدلاً من العصي الخشبية كانوا يستخدمون لفافات البردي الكبيرة حتي لا يصاب المتبارين بالأذي وكان اللاعب يستخدم لفافتين بدلاً من واحدة بالاضافة للخلفية الموسيقية. ثم جاء تطور التحطيب باختزال اللفافتين الي واحدة ثم تحويلها الي عصي بتطور استخداماتها في مجال الدفاع عن النفس. هذا بجانب اعتبارها طقساً لا ينتمي الي الطقوس الدينية بل الي العادات الاجتماعية التي تفرض التحطيب في المناسبات السعيدة. ورغم محلية التحطيب إلا انه كان نبعاً ارتشفت منها كثير من الحضارات مثل الكيندو الياباني والمبارزة القديمة التي انتشرت في معطم الحضارات الغربية. والتي تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني. والعصا المستخدمة في فن التحطيب ليست عصا عدوان ولكنها عصا محبة لحفظ الحقوق واقرار السلام والتمسك بالنبل والشهامة. فمنذ القدم وحتي الآن والعصا رفيق الفلاح في عمله ورفاعيته فهي رفيق لا يعرفه. ولا يحظي به ساكن المدينة.