هو من الذين يرفضون الحديث عن أنفسهم ويتوارون من كلمات المدح والثناء علي حسن صنيعهم في تفريج كرب المكروبين وهم المهمومين وهي السمات التي تجمع بين كثير من أهل الجود والعطاء. انه من الذين يحرصون علي "صدقات الخفاء" فلا تعرف اليد اليسري ماذا قدمت اليد اليمني!!.. و.. يستبد به الحزن إن مضي عليه يوم دون أن يعاود مريضا أو يطعم مسكينا أو يغيث مأزوما فهو ممن يسعون في قضاء حوائج الناس وتغمره سعادة حقيقية إن دله أحد علي طريق أسرة تستحق المساعدة. ورغم أنه بات علي مشارف السبعين من العمر لكنه يعمل بقلب شاب في العشرين فيسارع في التحرك لأداء الصدقات والزكوات لأهلها ويذلل أي صعاب قد تؤخر وصولها. وما يبهرك تنحني له احتراما وتقديرا انه يقدم نفسه علي أنه "وسيط خير" لأناس قصدوه في هذا الأمر مع انه هو صاحب "اليد البيضاء" علي كثير من الفقراء والمرضي والغارمين. ومن فلسفته في الحياة ان الله هو الذي يمنحنا الصحة والقدرة علي السعي والعمل وما نحققه من مكاسب ونجاحات هو من فيض كرمه علينا أو كما عبر بلغة أهل البلد : "كله منه وإليه" مستلهما "السماحة في مختلف التعاملات" ليس فقط من وحي مهنته في دنيا التجارة وإنما بما أخبرنا به نبينا الكريم بقوله صلوات الله عليه وسلامه : "رحم الله امرأ سمحا إذا باع.. سمحا إذا اشتري" فما بالنا بمن ييسرون علي أصحاب المسألة والحاجات وفي المقدمة منهم المثقفون الذين لا يسألون الناس إلحافا والغارمون ممن اثقلت الديون كاهلهم سواء تحت وطأة المرض أو كثرة الأعباء أو لضيق ذات اليد! فسلام علي كل صاحب يد بيضاء يغدق بما أعطاه الله في السر والعلن.. وسلام ل "وسيط الخير" الذي كان سببا في كتابة هذه السطور. * طيب الأثر: قالوا: زرعان يحبهما الله. زرع الشجر وزرع الأثر فإن زرعت الشجر ربحت ظلا وثمرا وإن زرعت طيب الأثر حصدت محبة الله ثم البشر.