عشنا طوال الأيام الماضية نتابع أحداث ثلاثة مهمة لها تأثير علي حياتنا بشكل أو بآخر وهي الانتخابات الأمريكية.. واستشكال الحكومة ضد حكم مصرية تيران وصنافير والدعوة لتظاهرات 11/.11 نبدأ من الانتخابات الأمريكية التي تسابق الكثيرون لكي يؤكدوا ان هيلاري كلينتون هي الرئيس القادم لامريكا لا محالة وصدعونا طوال الشهور الماضية في الصحف والفضائيات بالتأكيد علي هذا الرأي وانه حقيقة مسلم بها.. والحمد لله لقد كتبت في هذا المكان منذ فترة طويلة ان ترامب هو الرئيس القادم للولايات المتحدةالأمريكية ولم يصدقني أحد ولم يكن رأيي هذا أمنية لأنني اعلم جيداً انه لا فرق بين رئيس امريكي وآخر في ضمان أمن اسرائيل.. ولم يكن رأيي توقعاً مبنياً علي خيال بل كان نتيجة قراءة متعمقة وجيدة ومحصلة سنوات قضيتها في الخارج ومعرفة كيف يفكر الآخر إلي جانب قراءة المشهد جيداً فالمتابع يدرك ان ترامب كان يعبر عن المزاج الامريكي الجديد دون مراوغة هو يعبر عن كراهية المسلمين والعرب المتطرفين ويعلن عن كراهيته للهجرة غير الشرعية ولا يغلف كلامه وهذه هي مواصفات الرئيس الامريكي القادم وقد قلتها يوم ان وافق الكونجرس والنواب علي قانون "جاستا" للحصول علي التعويضات من المملكة العربية السعودية لصالح أهالي ضحايا أحداث 11 سبتمبر وقتها اعلن أوباما رفضه للقانون وعاشت السعودية وغيرها في هذا الوهم.. يومها قلت سيأتي من ينفذ هذا القانون وقد جاء ترامب.. يا حضرات يا ايها السادة افيقوا يرحمكم الله.. أقول آه.. تيران مصرية وقبل ان انتهي من الرئاسة الأمريكية اقول لمن يصدعنا بأن امريكا دولة مؤسسات وان ترامب لن يستطيع التصرف بمفرده اقول اعلموا أن الدستور الأمريكي اعطي للرئيس صلاحيات وسلطات واسعة من بينها اعلان الحرب وارسال قوات خارج البلاد قبل موافقة الكونجرس وارجعوا للتاريخ عندما أعلن ترومان الحرب علي كوريا وايزنهاور الحرب علي فيتنام.. وجورج بوش علي افغانستان.. الرئيس القوي يستطيع.. أقول آه.. تيران مصرية. انتقل إلي القضية الثانية وهي رفض القضاء الاداري لاستشكال الحكومة ضد حكم مصرية تيران وصنافير وبصراحة انا حزين لموقف الحكومة فأي دارس مبتدئ للقانون وقارئ جيد لحيثيات حكم القضاء الاداري سيجد انه من المستحيل علي أي جهة أن تطعن في حرف واحد من هذا الحكم الذي تمت صياغته بحرفية ودقة عالية.. علاوة علي أن القضية لا تستحق الاستشكال أو اللجوء للادارية العليا وخلافه وكم كان منظر محامي الحكومة سيئا في المحكمة وكم كان منظر المستشار مجدي العجاتي سيئا وهو يعلن بعد رفض الحكم ان هناك حكم آخر من القضاء المستعجل بوقف تنفيذ حكم مصرية تيران وصنافير.. والعجاتي يعلم وغيره ايضا ان القضاء المستعجل غير مختص بنظر هذه القضايا التي تفكرنا بالاعيب الحزب الوطني لوقف احكام القضاء الاداري باستبعاد هذا المرشح او ذاك وجاء الدستور الجديد لكي يحسم هذه الأمور.. ولكن أقول آه.. تيران مصرية. النقطة الثالثة والأخيرة هي الدعوة للتظاهر أمس 11/11 وسبق ان كتبت رأيي وقلت ان هذه دعوة وهمية وأصبحت مكررة وسخيفة وانه لن يحدث شئ والغريب ان كلاً من الأخوان وقنواتها "الجزيرة ومكملين والشرق" والحكومة صدقوا الوهم بل وعاشوا فيه.. الاخوان وقنواتها هللوا للمسألة واكدوا ان محافظات وشوارع مصر انتفضت ضد الحكم والمظاهرات تملأ الشوارع.. في حين أن الناس كانت تقول "واحد.. اثنين.. الاخوان فين" وانتشرت علي الفيس تعليقات مثل اصابة 4 جنود أمن مركزي بالملل نتيجة عدم وجود أحد في الشوارع.. ولكي يكتمل مسلسل الوهم خرج علينا المهندس شريف اسماعيل رئيس الحكومة لكي يؤكد من غرفة العمليات في نهاية اليوم أن المصريين اختاروا الاستقرار.. أقول آه.. تيران مصرية. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.