تحول مستشفي الوراق المركزي بشارع ترعة السواحل والذي يبعد عن الطريق الدائري بحوالي 500 متر إلي مكان مهجور تسكنه الأشباح وتعيش فيه الحشرات والفئران.. كما استغله البلطجية والخارجون علي القانون مأوي لهم.. المستشفي يتكون من 8 أدوار وبه حوالي 350 جهاز تكييف استولي اللصوص علي بعضها وما تبقي منها اكلته الفئران!! والمستشفي تم تشيده بتكلفة 14 مليون جنيه لخدمة 5 ملايين مواطن بالوراق وامبابة والبراجيل ولانقاذ مصابي حوادث الطريق الدائري.. هذا مثال قوي وصارخ علي اهدار المال العام. تمكنت "المساء" من دخول المبني وكشف المهزلة فالمستشفي خاو علي عروشه والأتربة اخفت معالم حجرات الكشف والظلام الدامس يعم المكان حيث وصلت يد الاهمال إلي جميع أرجائه مما أدي إلي سرقة الأجهزة الطبية وضياع فرصة استغلال هذا الصرح العملاق لصالح المرضي فكل شيء ضاع في الهواء!! السؤال الذي تطرحه هو علي من تقع مسئولية ما وصل إليه هذا المبني؟ يقول علاء الدين علي أحمد مدير عام بادارة الوراق التعليمية: إن مستشفي الوراق المركزي اصبح مبني مهجوراً مليئا بالاشباح بعد مرور أكثر من 10 سنوات علي انشائه فهو عبارة عن 8 أدوار به حوالي 350 جهاز تكييف ويحتوي علي كافة الأقسام الطبية المتميزة وتم تشييده بمبالغ وصلت إلي 14 مليون جنيه لخدمة نحو 5 ملايين مواطن بمدينة الوراق وامبابة والبراجيل ولكن تحول إلي مرتع للبلطجية والخارجين عن القانون الذين قاموا باقتحام المبني وسرقة بعض أجهزة التكييفات وأجهزة الأشعة والادوات الطبية وقد قدمنا اكثر من بلاغ لرئيس حي الوراق بسبب الاختلاسات والمسروقات التي تمت من داخل المستشفي والتي وصلت إلي 600 ألف جنيه لكن دون جدوي!! لأسباب غامضة يضيف عباس مصطفي مراقب أمن بالمستشفي: سبقني في العمل كحارس أمن علي المستشفي عاملان تم الاعتداءء عليهما من البلطجية واللصوص لسرقة الأجهزة الطبية والتكييفات وكابلات الكهرباء وفي عام 2002 قامت احدي شركات المقاولات بالاشراف علي بناء المستشفي وبعدها توقف البناء فجأة في عام 2006 دون معرفة الاسباب وفي نهاية عام 2010 أكد أحد المسئولين بوزارة الصحة انه سيتم تسليم المبني في أوائل 2011 لكن قامت الثورة وتعطل الافتتاح. مشيرا إلي أن المبني لا ينقصه سوي دخول الكهرباء وشراء بعض المعدات الطبية.. بديلا لما تمت سرقتها بالكامل وبعض أجهزة التكييف التي تعطلت لمرور زمن طويل عليها دون تشغيله. اضاف ان هناك الكثير من الاختلاسات والرشاوي حدثت طيلة العشر سنوات الماضية منذ بدء تشييد المبني حتي الآن و50% من الأجهزة الطبية تمت سرقتها وهناك محطة صرف رئيسية تبعد 100 متر عن المستشفي يقال انها سبب التوقف. يقول ابراهيم مرسي احد سكان المنطقة إن المستشفي اصبح عبارة عن أكوام من الأتربة متراكمة داخل جميع الأقسام ابتداء من عيادة الاطفال والعيادة الخارجية وغرف الطوارئ وحجرة العظام حتي شباك حجز التذاكر واقسام الأشعة والحل الوحيد هو الاسراع بافتتاح هذا المبني نظرا لعدم وجود مستشفي حكومي آخر يخدم اهالي الحي فأقرب مستشفي هو الساحل بشبرا. اضاف ان المستشفي يبعد عن الطريق الدائري بحوالي 500 متر فهو المنقذ لمصابي حوادث هذا الطريق. لذلك نناشد المسئولين بوزارة الصحة ومحافظة الجيزة انهاء الأعمال المتبقية لافتتاحه بدلا من تركه كمكان مهجور.. يقول سعد عبده صاحب مقلة امام المستشفي قمنا بمظاهرة بعد قيام الثورة ب 5 أيام أمام مبني المستشفي حتي يتم الافتتاح بأقصي سرعة لكن مازال العمل متوقفاً ولا نعلم متي يري مستشفي الوراق المركزي النور لخدمة أكثر من 5 ملايين مواطن في امس الحاجة إلي رعاية صحية متميزة وفي الوقت نفسه مجانية لخدمة أهالي المنطقة والبلاد المجاورة المحرومة تماماً من الخدمات الصحية حيث لا يوجد سوي مستشفي استثماري خاص لا يستطيع احد من الأهالي تحمل مصاريف العلاج به. وعود.. ووعود!! يتذكر أشرف محيي الدين موظف ان وزير الصحة الأسبق قام بزيارة المبني قبل الثورة بشهر تقريبا ومعه محافظ الجيزة الأسبق ورئيس المجلس الشعبي المحلي واكدوا للجميع ان افتتاح المستشفي سيتم بأسرع وقت بعد توصيل الكهرباء ولكن مرت شهور دون جدوي فمن يصدق ان هذا الصرح العملاق انشئ منذ 10 سنوات وعلي احدث طراز لخدمة أهالي الوراق وامبابة والبراجيل وغيرها من المناطق ولم يفتتح حتي الآن؟!! يقول سعيد الطيب صاحب ورشة أمام المستشفي منذ فترة طويلة تم تحويل مشكلة عدم افتتاح المبني إلي الرقابة الادارية والنيابة العامة وكانت التهم موجهة إلي المقاول بسبب ان المبالغ التي يتم صرفها له أكثر من حجم الأعمال التي تم انشاوها.. ففي النهاية وبعد تحقيقات مطولة اتضح ان هذه المبالغ الاضافية كانت مقابل المعدات الطبية وأجهزة التكييفات وتم غلق التحقيقات عندما توفي المقاول ويقال انه المسئول عن السرقات التي حدثت والتأخير في الانتهاء من التشطيبات.. والسؤال الآن: من المسئول الحقيقي في عدم استكمال هذا الصرح الكبير؟! ثلاث مراحل يقول د. محمد مجدي مدير عام بمديرية الصحة بالجيزة: إن تعطيل افتتاح مستشفي الوراق المركزي حتي الآن سببه عدم توصيل الكهرباء للمبني لذلك قامت وزارة الصحة منذ شهرين بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لدخول الكهرباء حتي تقوم الشركة بانهاء عملها بأسرع وقت. اضاف ان افتتاح المبني سيتم علي ثلاث مراحل اولها افتتاح العيادات الخارجية.