أزمة كبيرة يعيشها المواطنون والصيادلة بعد اختفاء عشرات الأنواع من الأدوية خاصة المستورد منها في ظل عدم توافر الدولار. في الوقت الذي لا يكفي الانتاج المحلي احتياجات السوق. "أهل الشر" كان لهم دور أيضاً في اشتعال الأزمة عن طريق اخفاء الأدوية وكان آخرها ما أعلنته الشرطة عن ضبط مخزن أدوية بمحافظة القليوبية وبه نحو 220 ألف عبوة متنوعة. من بين الأسباب أيضاً اغلاق أحد أهم مصانع انتاج المحاليل والذي ينتج 60% من احتياجات السوق. لمدة عام وبعد إعادة تشغيله جاء الانتاج ضعيفاً. رأي المختصون ان الحل يكمن في توفير العملة الصعبة وإنشاء هيئة مستقلة لإدارة سوق الدواء بعيداً عن وزارة الصحة. أسوان عصمت توفيق: تقول د. زينب إبراهيم صيدلانية بأسوان: إن نقص المحاليل الطبية هي أكبر مشكلة تواجه المرضي حالياً بسبب عدم توافرها في المستشفيات أو الصيدليات لذلك يضطر أهالي المرضي إلي شراء هذه المحاليل من السوق السوداء مقابل 40 جنيهاً للعبوة الواحدة رغم أن سعرها الأصلي هو 8 جنيهات فقط. أوضحت إن سبب النقص الحاد في المحاليل يرجع إلي غلق أحد المصانع الكبري التي كانت توفر 60 أو 70% من احتياجات السوق وذلك منذ عام تقريباً. وعلي الرغم من إعادة افتتاح هذا المصنع مرة أخري إلا أن انتاجه أصبح ضعيفاً للغاية ولا يكفي احتياجات المرضي علاوة علي أن المصانع الأخري توفر كميات قليلة للغاية لذلك ظهرت السوق السوداء للمحاليل حيث تقوم بعض المكاتب بتوفير هذه المحاليل بأسعار مبالغ فيها للغاية. مؤكدة ان هذه المحاليل تنتج محلياً وليس لها علاقة بارتفاع أو انخفاض الدولار ولكن العجيب ان جشع البعض تسبب في حدوث هذه الأزمة في المحاليل التي يتم تصنيعها بطريقة سهلة وغير معقدة. أشارت إلي وجود نقص حاد في أدوية الأورام مما يمثل خطراً شديداً علي المرضي وهناك شكاوي عديدة علي مواقع التواصل الاجتماعي من نقص أدوية هذه الأمراض الخبيثة. د. ولاء سامح صيدلي : يوجد نقص حاد في الأدوية المستوردة بسبب الارتفاع الكبير في سعر الدولار خاصة دواء سريولازم "أمبولات" الذي يستخدم في حالات نزيف المخ ويساعد في الحفاظ علي حيوية باقي خلايا المخ من التلف مما يمثل خطورة شديدة علي حياة المصابين بهذا المرض خاصة ان هذا الدواء لا ينتج محلياً ويتم استيراده فقط من الخارج. أوضح إن الكثير من شركات الأدوية توقفت عن انتاج الأدوية بسبب ارتفاع أسعار الدولار التي يجب توافرها من أجل استيراد المادة الخام للدواء من الخارج. قال: إنه يجب إنشاء هيئة مستقلة للدواء بعيداً عن وزارة الصحة. لأنه ليس من المعقول أن تقوم إدارة التفتيش الصيدلي في وزارة الصحة بإدارة سوق الدواء الضخم في مصروالذي تقدر استثماراته بحوالي 50 مليار جنيه حيث تعاني إدارة التفتيش من نقص حاد في الكوادر المؤهلة لإدارة سوق الدواء. الشرقية عبدالعاطي محمد: أعرب صيادلة الشرقية عن استيائهم لعدم توافر الأدوية المهمة التي يحتاجها المرضي وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة وطالبوا بمواجهة مافيا الدواء الذين يتحكمون فيه والإتيان بقيادات فاعلة لحل المشكلة المزمنة. قال عبدالحليم القصبي صيدلي : كل الأدوية المهمة غير متوافرة أهمها المحاليل وأسعارها في السما وتضاعفت بشكل غير مسبوق وغير موجودة رغم تضاعف ثمنها ونضطر إلي شرائها من السوق السوداء لتوفيرها للمرضي الذين لا ذنب لهم والذين يضطرون إلي شرائها بأسعار مضاعفة فهناك أصناف ثمنها خمسة جنيهات وصلت إلي خمسين جنيهاً ولابد من وجود حلول لتوفير العجز في الأدوية ومواجهة مافيا الدواء الذين يحتكرون الأدوية والمحاليل. عبدالحليم العوضي: بعض الأدوية موجودة بالشركات ولكن هناك من يحتكرها مثل المحاليل لبيعها أعلي من أسعارها الحقيقية مثل الملح والجلوكوز كما أن هناك أدوية موجودة غير مسجلة بوزارة الصحة بمخازن الأدوية ومجهولة المصدر والمطلوب إحكام إدارة التفتيش الصيدلي قبضتها علي مخازن الأدوية والمستلزمات الطبية لافتاً إلي أن اغلاق بعض شركات الأدوية والتي كانت تنتج المحاليل الطبية إلي جانب وجود أدوية يعلن عنها في القنوات التليفزيونية مجهولة المصدر فليس هناك رقابة علي ذلك كما أن جشع بعض الصيادلة الذين يبيعون الدواء بأكثر من سعره الحقيقي وشكاوي المرضي وأسرهم كثيرة ولكن لا مجيب. د. نيرمين محمد فؤاد أمين عام مساعد نقابة الصيادلة بالمحافظة: قطاع كبير من الأدوية غير متوافر بالصيدليات والغريب اننا كنا نتوقع بعد قرار وزير الصحة برفع أسعار الدواء من جنيه إلي 29 جنيهاً و95 قرشاً لتوفيره بسبب نقص المادة الفعالة ولكن شح الدواء وأصبح غير متوافر ومازلنا محلك سر ونعاني نقص في المحاليل. أضافت: وما يثير علامة استفهام توزيع المحاليل بدون ضوابط حيث تذهب الكميات الكبيرة لمكاتب المستلزمات بينما المستشفيات والصيدليات تعاني أزمة ويجب أن يكون هناك كنترول لإدارة الأزمة وتنظيم عملية صرف الأدوية وأين الرقابة علي المستلزمات والتفتيش "الأنبول" ثمنه جنيه يباع بعشرة جنيهات والطبيب يلجأ إلي مكاتب المستلزمات لتوفير الدواء. كفر الشيخ صلاح طواله: سادت حالة من الغضب الشديد بين صيادلة كفر الشيخ لاختفاء العديد من الأدوية. وتسبب ذلك في خلق سوق سوداء للعديد منها ومضاعفة سعرها. وفشل المسئولين في مواجهة المشكلة وإيجاد حل لها. في مركز ومدينة دسوق. يقول الصيدلي حسن عطية الطواب: إن أحد الأفرع التابعة لإحدي شركات الأدوية يقوم بمحاباة بعض الصيادلة علي حساب الآخرين عند توزيع حصص المحاليل الطبية عليهم مما تسبب في خلق سوق سوداء للمحاليل ووصول سعر القنينة الواحدة لحوالي 20 جنيهاً بدلاً من خمسة جنيهات. رغم حاجة الكثيرين من المرضي لتلك المحاليل وأحياناً يتسبب عدم حصول المريض عليها لوفاته. أضاف: إن هناك عجزاً شديداً حوالي 30% من الأدوية المهمة. إضافة لعدم تنفيذ قرار وزير الصحة بالاتفاق مع نقابة الصيادلة بزيادة نسبة الخصم للصيدلي بواقع 5% لمواجهة زيادة أعباء المعيشة وقيام بعض الشركات بالاحتفاظ بها لنفسها. د. فريدة عبده: إن العديد من الأدوية اختفت تماماً رغم أهميتها للمرضي وشكونا كثيراً دون جدوي. إضافة لخلق سوق سوداء لبعض الأدوية والضحية طبعاً هو المريض. أما د. السيد الشاذلي. فقال: إن العديد من المحاليل اختفت تماماً من السوق مثل الجلوكوز والملح والرنجز. وسعرها 75.6 جنيه للقنينة الواحدة إلا أن بعض الشركات التي تقوم بإنتاجها تقوم ببيعها للبعض بالسوق السوداء ووصل سعرها 20 جنيهاً رغم أهميتها للمرضي والغريب انها غير موجودة أيضاً في غالبية المستشفيات وتلك كارثة واختفت العديد من الأدوية رغم أهميتها مثل أدوية "منع الحمل وحقنة تأخذها السيدات بعد الولادة تسمي anti rh ورغم أهميتها إلا أنها اختفت تماماً من السوق. الإسكندرية عادل عبدالكريم: عادت أزمة الدواء بصيدليات الثغر من جديد وتقدمت الشعبة العامة للصيادلة بالمدينة بمذكرة عاجلة تستغيث بوزير الصحة تطالب فيها بضرورة توفير الأدوية المستوردة بصفة عاجلة.. خاصة انه لا يوجد البديل لهذه الأصناف. * أكد د. أحمد أباظة نائب رئيس الشعبة إن هذه الأزمة بدأت منذ فترة وخاطبنا الشركات المستوردة وفوجئنا بتوقف هذه الشركات عن الاستيراد. * أضاف: إن الأزمة التي تواجه الصيدليات هي عدم توافر البدائل لهذه الأصناف المهمة حتي الأدوية الموجودة بالصيدليات المحلية قاربت علي الانتهاء وأصبحت صيدليات الثغر تعرض وتبيع أدوية التجميل والمكياج والشامبوهات وتمت مخاطبة الوزارة أكثر من مرة دون جدوي رغم ان الإسكندرية تخدم 5 محافظات أخري مجاورة. * وقال: ان شركات الأدوية المستوردة والمحلية لا سلطان لنا عليها لاننا بالنسبة لها موزعين فقط علي عكس الوزارة فإنها تملك الضغط عليهم. * وتوقع أباظة استمرار الأزمة خلال الفترة القادمة حتي يتم تسعير كل دواء بما يتناسب مع ارتفاع سعر الدولار أو العمل علي انتاجه محلياً. * ويطالب بتوفير العملة الصعبة للشركات لإبطال حجتها لتستمر في عمليات الاستيراد والا ستكون العواقب وخيمة للغاية علي المرضي.