قال ساسة سُنة ومسؤولون أمنيون ان جناح القاعدة في العراق نفذ هجوما انتحاريا علي مسجد في بغداد قتل فيه ما يزيد علي 24 شخصا في حملة علي السُنة المعتدلين المتحالفين مع الحكومة. أعاد الهجوم علي مسجد ام القري يوم الاحد ذكري أحلك أيام العنف الطائفي عامي 2006 و2007 عندما دفع الاقتتال بين السنة والشيعة العراق الي حافة حرب اهلية. قال قادة الحزب الاسلامي العراقي وهو تكتل سياسي سني كبير ان تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة نفذ التفجير لقتل أحد ابرز زعماء الحزب وهو النائب السني خالد الفهداوي. أضافوا ان الهجوم جاء في إطار حملة علي السنة المعتدلين بدأت قبل اربعة اسابيع وقتل فيها سبعة من زعماء الحزب الاسلامي العراقي. وقال رشيد العزاوي القيادي بالحزب الاسلامي العراقي لرويترز ان القاعدة توزع كثيرا من المنشورات التي تقول انه لا توبة لأعضاء الحزب بعد اليوم وان قتلهم مباح في اي مكان. أضاف انهم يريدون اسكات الاصوات المعتدلة لاتاحة مجال أوسع للمتطرفين في المناطق السنية. وكان بعض الساسة السنة قد ساندوا القاعدة في السنوات القليلة الماضية لكنهم تحولوا في الآونة الأخيرة ضدها مع اتساع رقعة تعارض المصالح بين الجانبين. وهيمنت الاقلية السنية علي العراق في عهد صدام حسين لكن الاغلبية الشيعية تولت السلطة في اعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 الامر الذي أدي الي شعور بعض السنة بالتهميش السياسي. ويقول مسؤولون امنيون ان تنظيم دولة العراق الاسلامية والقاعدة يعتزمان تأجيج التوتر الطائفي. وتراجع العنف بشدة في العراق منذ ذروة العنف الطائفي لكن اسلاميين سنة مرتبطين بالقاعدة وميليشات شيعية ينفذون هجمات شبه يومية مع استعداد القوات الامريكية للانسحاب في نهاية العام. ويتزايد استهداف المسلحين للمباني العامة وقوات الامن في محاولة لزعزعة استقرار الحكومة. وفجر الانتحاري الذي كان يضع ذراعه في جبيرة نفسه في الصحن الرئيسي لمسجد ام القري الذي يتردد عليه قادة سُنة عراقيون بحي الغزالية في غرب العاصمة. وقال احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني الذي يدير المواقع الدينية في مؤتمر صحفي ان المفجر كان يستهدفه. لكن مسؤولين امنين قالوا ان التحقيقات الاولية اشارت الي ان المفجر كان يمكنه قتل السامرائي واربعة من الشيوخ السنة البارزين الاخرين لكنه بدلا من ذلك فجر نفسه قرب الفهداوي ومجموعة من حراسه واتباعه. وقال مصدر امني كبير رفض نشر اسمه ¢نعتقد ان السترة الناسفة كانت في المسجد قبل يومين من الانفجار وان المفجر الانتحاري تلقي مساعدة من الداخل. ¢الفهداوي يعيش في مجمع المسجد وكان من المفترض ان يلقي محاضرة للمصلين في ذلك الوقت بدلا من السامرائي.¢ والحزب الاسلامي العراقي من ابرز الاحزاب السنية. وانسحب من الحكومة الانتقالية التي ساندتها الولاياتالمتحدة عام 2004 احتجاجا علي الهجوم العسكري الامريكي علي الفلوجة التي كان يسيطر عليها المسلحون في محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية. ويعرف الفهداوي وهو صوت هادئ نسبيا في البرلمان بدفاعه القوي عن الوقف السني.