في الأيام القليلة الماضية تعرض أغلي مدربين في العالم وفي الدوري الإنجليزي لكرة القدم مورينيو المدير الفني لمانشيستر يونايتيد وجوارديولا المدير الفني لمانشيستر سيتي لهزيمتين ثقيلتين أقرب للفضيحة فالأول خسر برباعية من تشيلسي الإنجليزي بقيادة دي كوستا في الدوري المحلي بينما سحق برشلونة بقيادة نجومه الأفذاذ ليونيل ميسي ونيمارو سواريز.. جوارديولا ولاعبيه برباعية مزيكا في بطولة كأس أوروبا لدوري الأبطال.. وهنا يبرز سؤال هام لماذا غرق كل من مورينيو وجوارديولا في شبر ميه ولاعبو المان يونايتيد والمان سيتي تائهون في الملعب وأين كانت ابداعات وابتكارات كل منهما لإنقاذ فريقيهما من الفضيحة.. علماً بأن مجلسي إدارة الناديين فتحا خزائنهما علي البحري ووفرت لهما لبن العصفور عندما قاما بالتعاقد مع كل اللاعبين الذين احتاج إليهم كل من مورينيو وجوارديولا وأعتقد أن الإجابة علي الفضيحة للمدربين يمكن تلخيصها في درس بسيط وهو أن المدرب مهما كانت كفاءته وخبراته فإن القدرة علي تنفيذ خططه تتوقف في النهاية علي قدرة اللاعب علي التنفيذ.. وهذا يعني أن الفروق الفردية المهارية للاعبين والحالة المزاجية تعد دائماً الفيصل في حسم النتائج وأن المبالغة في أسعار المدربين بالملايين وكفاءتهم ونجوميتهم كلام مرفوض شكلاً وموضوعاً وبات غير مقبول علي الاطلاق رغم اعتراضي بأنه بات واقعاً نتيجة للمكاسب المالية الهائلة التي تحققها الساحرة المستديرة والمثل الشعبي بيقول "طباخ السم بيدوقه" وعلي سبيل المثال شاهدنا مارتن يول الهولندي وهو يلهف من الأهلي 2 مليون جنيه راتباً شهرياً وفي النهاية باع لهم الترام وسقط الفريق في كأس أفريقيا للأندية الأبطال.. وكان الأداء المتواضع للاعبين خاصة خط الدفاع وحارس المرمي سبباً مباشراً في فشل الأهلي الأفريقي.. وعودة إلي جوارديولا سنجد أن ميسي أفضل لاعب في العالم تلاعب بفريقه وأن ميسي ونجوم برشلونة هم من صنعوا اسم جوارديولا في عالم التدريب وعندما انتقل لتدريب العملاق الألماني بايرن ميونخ لم يضف أي جديد بعد أن أخفق في الفوز بالأميرة الأوروبية كأس أوروبا لدوري الأبطال علي مدار ثلاث سنوات وهو الهدف الذي من أجله تعاقد معه البايرن بعد أن ظن مسئولوه أن فوزه ببطولة أوروبا مع برشلونة يعني أنه يمتلك مفاتيح وأسرار الأميرة الأوروبية ونسوا أن من حق هذا الإنجاز هم نجوم برشلونة بمهاراتهم الفردية والفنية بقيادة المعجزة ميسي.. لأن حصول البايرن علي بطولتي دوري وكأس ألمانيا ليس بجديد عليه فالحصول علي البطولتين أشبه باحتكار لنجوم البايرن بقيادة الثلاثي الموهوب الهولندي أرين روبين والفرنسي ريبريري والبولندي لوفاندسكي.. وشاهدنا الموسم الماضي كيف قام نادي تشيلسي بإقالة مورينيو بعد أن خسر الفريق تحت رعايته وبخبراته الجهنمية عشر مباريات متصلة بين الدوري الإنجليزي والبطولة الأوروبية.. ولعل هذا الواقع يؤكد لنا أن تحقيق البطولات يحسمها دائماً قدرات وموهبة اللاعبين والفروق الفردية فيما بينهم من مهارات فردية وفنية ورشاقة وقوة ومرونة وسرعة.. وأري أن تلك الحقيقة تمثل 90% مما يحققه أي فريق من انجازات بينما يقتصر دور المدير الفني ومعاونيه من طبيب ومدرب أحمال ولياقة بدنية علي 10% الباقية من إعداد خططي وتأهيل نفسي وبدني وهذا يعني أنه لا يجب البكاء علي أي مدرب تقوم إدارة ناديه أو اتحاد دولة ما بإقالته فاللاعبون هم من يصنعون نجومية المدرب وأمامنا البرتغالي مانويل جوزيه عرف طريقه للبطولات كمدرب بفضل نجوم الأهلي آنذاك أبو تركية وبركات وجمعة.. إلخ. هذا الجيل الذهبي فبعد اعتزال هؤلاء النجوم تاه جوزيه وتم طرده من أنجولا ثم السعودية وأخيراً إيران بسبب فشله ليس فقط في تحقيق بطولات ولكن حتي في تحقيق انتصارات تليق بهذه النتائج.