تسبب الاهمال والفساد وإهدار المال العام بشركة مترو الأنفاق إلي خسائر وصلت إلي 300 مليون جنيه. ويزعم المسئولون بالشركة أن السبب يرجع إلي أن التذكرة تباع بسعر جنيه واحد فقط لذلك فإن أعضاء مجلس إدارة هذه الشركة الذين لا يعرفهم أحد يتقاضون ملايين الجنيهات كل عام إلي الضغط علي الحكومة لزيادة سعر التذكرة لتخفيض الخسائر بدلاً من العمل علي مواجهة الفساد الذي يؤدي إلي إهدار الملايين من الجنيهات. جاء إلي "المساء الأسبوعية" مجموعة من العاملين القدامي بالمترو يحملون العديد من المستندات التي تكشف وقائع الفساد والاهمال التي تهدر ملايين الجنيهات. يقول العاملون الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من التنكيل بهم إن خسائر المترو ليست بسبب انخفاض قيمة التذكرة وإنما بدأت منذ أن تحول الإشراف من جهاز مستقل يتبع وزارة النقل إلي شركة مساهمة عام ..2003 وأصبح يتحكم فيها مجلس إدارة لا أحد يعرف من هم أعضاؤه وكم يتقاضون من مرتبات ومكافآت وحوافز وأرباح رغم خسائر المترو والتي أصبحت تتزايد عاماً بعد عام حتي وصلت إلي حوالي 300 مليون جنيه بينما كان جهاز تشغيل المترو يحقق فائضاً يصل إلي 100 مليون جنيه ولم يكن يشهد حالة الفوضي والاهمال والتسيب التي نشاهدها حالياً! يكشف العاملون القدامي بالمترو أنه في عام 2008 تم توقيع عقد بتحويل جهاز المترو إلي شركة وكان العقد بين رئيس السكة الحديد م.أشرف سلامة في ذلك الوقت وبين رئيس الشركة م.مجدي العزب الذي كان رئيساً لجهاز المترو وبعد أن أحيل للمعاش تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة شركة المترو.. ونص العقد علي أن تقوم الشركة بالإدارة والصيانة والتشغيل طوال مدة العقد "10 سنوات" علي أن تقوم الشركة بدفع إيجار سنوي للسكة الحديد يبلغ 32 مليون جنيه. أضافوا: في عام 2010 صدر قرار من مجلس الوزراء لوزارة النقل يقضي بنقل أصول الخط الأول والثاني للمترو من هيئة السكة الحديد إلي الهيئة القومية للأنفاق.. وبمقتضي هذا القرار تم إبطال العقد الموقع بين السكة الحديد والمترو وبالتالي لم تعد شركة المترو تسدد أي إيجار للسكة الحديد.. ورغم أن إدارة الفتوي بمجلس الدولة قضت بعدم جواز قرار مجلس الوزراء إلا أنه لم يتم تنفيذ الفتوي حتي تاريخه ولم تعد هناك أي سلطة للسكة الحديد علي إدارة المترو. أكد العاملون أن مسلسل الخسائر بدأ منذ أن تحول المترو من جهاز إلي شركة مشيرين إلي أنه رغم الخسائر المتزايدة كل عام إلا أنه يتم التجديد للمهندس علي فضالي رئيس الشركة الحالي منذ 3 سنوات ولم يحاسبه أحد علي هذه الخسائر.. أشاروا إلي أن جهاز المترو قبل عام 2003 كان يحقق فائضاً يتراوح ما بين 80 إلي 100 مليون جنيه وكانت أوضاعه أفضل كثيراً مما يحدث الآن. أوضحوا أن قسم الفتوي بمجلس الدولة أكد أن وجود أفراد أمن شركة خاصة بمترو الأنفاق يعد إهداراً للمال العام بأنه يكلف شركة المترو مبالغ مالية كبيرة كما أن وجود أفراد من شركة الأمن سيؤدي إلي تكدس المحطات بعمالة زائدة تكلف المترو أموالاً طائلة وكشف العاملون أن العقد ينص علي مهمة أفراد أمن الشركة الخاصة ضبط عملية الدخول والخروج علي البوابات الإلكترونية في حين أن هذه البوابات الجديدة بالبطاقات الإلكترونية واعتماد بعض المحطات علي "براميل" لجمع التذاكر. أشاروا إلي أن عدد أفراد شركة الأمن الخاصة تتراوح ما بين 5 إلي 7 أفراد في كل محطة في جميع محطات المترو بخطوطه الثلاثة يعملون علي ورديتين طوال فترة التشغيل. 6 محطات بدون تذاكر ويكشف العاملون القدامي بالمترو أن هناك 6 محطات بمترو الأنفاق تعمل بدون ماكينة تذاكر مما يؤدي إلي حالة من الفوضي والارتباك وضياع أموال كثيرة علي شركة المترو وهي محطات وادي حوف وعين حلوان والمعصرة وكوتسيكا وحمامات القبة. أشاروا إلي أنه لا توجد ميزانية معلنة للشركة تنشر بالصحف كما تفعل كل الشركات وبالتالي لا يعرف أحد عن ميزانية شركة المترو وإيراداتها ومصروفاتها ومرتبات أعضاء مجلس إدارتها والحوافز والأرباح التي يحصلون عليها رغم الخسائر.. بل إن كل همهم وتفكيرهم في زيادة سعر تذكرة المترو.. بينما لا يفكرون في أفكار غير تقليدية خارج الصندوق مؤكدين أنه لا توجد صيانة جيدة بوحدات المترو والنتيجة أن 42% من ركاب المترو يدخلون بدون تذاكر.. رغم أن المهندس محمد الشيمي قام في عام 2011 بتعيين جميع العاملين بشركة "صان مصر" بشركة المترو.. ومن وقتها انهار قطاع الصيانة بالمترو حيث كان في السابق يقوم جهاز المترو بتكليف شركة "صان مصر" بأعمال الصيانة وفي حالة أي تقصير منها كان يتم وقف صرف مستحقاتها أو توقيع عقوبات عليها أما بعد تعيين عمال "صان مصر" في شركة المترو عمت الفوضي ولم يعد أحد يحاسب عمال الصيانة لأنهم أصبحوا موظفين بالمترو!! يؤكد العاملون أن رئيس مجلس إدارة الشركة يقوم بصرف اشتراكات مجانية لغالبية الجهات الرقابية في مصر كما أن هناك اشتراكات تصدر بمبلغ 22 جنيهاً فقط للمعارف والأصدقاء رغم أن هذه الاشتراكات قاصرة علي الطلبة فقط!! الريس مشغول! حاولنا الاتصال بالمهندس علي فضالي رئيس شركة مترو الأنفاق للرد علي ما أثاره العاملون بالمترو إلا أن السكرتارية الخاصة به ترد في كل مرة "الريس مشغول" اتصل بعد أسبوع!!