"زحام، سرقة، حوادث" كلمات تختصر كل ما يتعلق بمترو الأنفاق، الذي لم يسلم من دوامة الإهمال التي تعاني منها وزارة النقل، فعلى الرغم من أن مترو الأنفاق يرتادوه يوميًّا نحو 4 ملايين من مواطن تنقلاتهم اليومية داخل القاهرة عليه، باعتبارة أسرع وأسهل وسيلة مواصلات بالعاصمة، إلَّا أن هذا العدد الضخم من الركاب على مدى اليوم يدخل بشكل بديهي 4 ملايين جنيهات لشركة تشغيل المترو على اعتبار أن الركاب يدفع جنيهًا واحدًا في التذكرة. ووفق إحصائيات شركة تشغيل المترو الأخيرة، فإن المترو يحصل فقط على 10 ملايين جنيه يوميًّا، مما يعني أن هناك أكثر من 3 ملايين راكب يمرون في المترو دون دفع التذكرة، وأرجع الخبراء السبب في إلى ضعف أداء الموظفين المشرفين داخل المترو، الذين يسمحون بمرور أفراد غير حاملين لتذاكر داخل عربات المترو. ويبدو أن كثرة العاملين بمترو الأنفاق ربما تكون هي السبب الحقيقي في إعاقته، فبلغ العاملين في هذا القطاع الحيوي نحو 7 آلاف موظف، عبارة عن فنيين وسائقين وعمال صيانة وإداريين، هؤلاء العمال يشاركون في تسيير مئات الرحلات اليومية التي تقل هذا العدد الضخم من الركاب على مدى اليوم. وعن السبب الحقيقي في تراجع أداء مترو الأنفاق على الرغم من تردد عدد كبير من المواطنين عليه هو إن 60% من الركاب الذين يستقلون المترو يوميًّا العائد منهم يمثل 92% من إيراد المترو في رحلة وحيدة وأن 40% اشتراكات مخفضة تمثل 8% بواقع مليون و250 ألف راكب يوميًّا مثل اشتراك الطالب الذي يبلغ 22 جنيهًا خلال 3 أشهر بواقع 180 رحلة على الأقل كما أن هناك العديد من الفئات المستثناة من قيمة تذاكر المترو؛ مثل مصابي الثورة وغيرهم وهم بالآلاف علاوة على الكثير من الركاب الذي يرفض بإصرار سداد قيمة التذكرة. وفي تخصيص لما يحدث داخل المترو، فيبلغ طول الخط الأول نحو 43 كيلو مترًا بواقع 33 محطة يعمل به 48 قطارًا و350 قائد قطار، وهو الأكبر كثافة من حيث نقل عدد الركاب يوميًّا، أما الخط الثاني فيبلغ طوله 20 كيلو مترًا بواقع 20 محطة و200 قائد قطار، ويعمل بهذا الخط 32 قطارًا، بينما تبلغ عدد قطارات الخط الثالث 5 قطارات. وعن الإهمال الذي يلحق بالمترو يومًا بعد الآخر، يقول في البداية دكتور سلوى المهدي، الخبير في مجال النقل: مترو الأنفاق لا يحقق خسائر بشكل يومي مثلما يتحدثون في وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن الموظفين داخل المترو إذا أدوا عملهم على أكمل وجهه فسيكون المترو من أكبر الشركات التي تكسب بشكل يومي. وتابعت أن سوء الإدارة داخل المترو إضافة إلى ماكينات التذاكر غير الصالحة للاستخدام هي من جعلت من المترو أسوأ وسيلة مواصلات في الوقت الحالي، لافتة إلى أن الشركة الخاصة بتشغيل المترو لم تفكر يومًا في إصلاح ماكينات التذاكر، بدلًا من إهمالها كما هو في الوقت الحالي، مما تؤدي إلى إهدار ملايين الجنيهات في الأرض، مؤكدة أن المترو حينما كانت تديرة شركات أجنبية كان يعمل على أعلى مستوى، لكن منذ أن أصبحت إدارتة مصرية، وهو يشهد تراجع ملحوظ، على حد قولها. من ناحية أخرى يقول المهندس علي فضالي، رئيس شركة مترو الأنفاق: زيادة أسعار التذاكر ضرورة حتمية لمواجهة الخسائر التي تواجه الشركة، لافتًا إلى أن الشركة تخسر ملايين الجنيهات بسبب قلة سعر التذكرة، مع ارتفاع أسعار كل شيء، على رأسها الكهرباء التي تستخدم في مترو الأنفاق، موضحًا أن الخسائر التي تعرضت لها الشركة نتجت عن زيادة عدد ركاب مترو الأنفاق التي أدت إلى زيادة في متوسط استهلاك الكهرباء بمقدار 16.2% نتيجة زيادة معدلات التشغيل وارتفاع سعر قطع الغيار عالميًّا.