الصحفيون من أمثالي والعياذ بالله لا يهنأون بإجازة. علينا أن نتابع كل لحظة ما تبثه وسائل الإعلام من أخبار. حتي لو كانت كاذبة أو ملفقة أو مفبركة أو للاستهلاك الجماهيري. نحن نعيش كما يعيش الناس ولا نملك مثلهم أن نفرق بين الخبر الصحيح والمغرض إلا ما ندر. ومثلما تتخيل نفسك في سيرك. هذا أسد وهذا بهلوان وهذا بلياتشو وهذا كلب وهذا فيل. فأنت أمام وسائل الإعلام في سيرك أكبر. ودعك من الخمس خطوات للحفاظ علي جمالك. ودعك من الفوائد الثماني لتناول الطعام الغني بالألياف. فهناك الأممالمتحدة ترسل مساعدات إنسانية لمدينة دوما في دمشق. وهناك الجيش السوري يحرز تقدما شمال شرق حلب. وهناك بوتين يبحث مع الأسد هاتفيا الوضع في حلب في سياق إعلان الهدنة الإنسانية. وهناك جنرال أمريكي يصرح ان قادة من داعش يغادرون الموصل. ولست أدري عرف منين؟ وهناك ارسنال يمطر شباك ضيفه البلغاري لودوجوريس بسداسية. وهناك إصابات في حريق بمحطة أرامكو بالرياض. وهناك أكثر من 52% صوتوا بفوز هيلاري علي دونالد ترامب في استطلاع ال CNN. وهناك المليارات التي تنتظر كاليفورنيا في حال تقنين الماريجوانا. وهناك سيارة اسمها باتريوت تم إنتاجها للطرق الوعرة. وعاوز كمان؟ جوجل ناو تسمح للمستخدمين طلب سيارة أوبر مباشرة من محرك البحث. يعني لا محتاج لتليفون ولا دياوله. وهناك قلعة دراكولا في أمريكا تسمح لشخصين بقضاء ليلة في دهاليزها المخيفة. وهناك سامسونج تضع أكشاك استبدال نوت 7 في مطارات العالم. أما عندنا فالجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء سيعلن التعداد السكاني والمنشآت في يونيو المقبل. وكيف رد وزراء الصحة والنقل والتعليم علي طلبات الاحاطة في البرلمان. وعندنا حادثة علي الدائري من المحور لوصلة المريوطية عند نزلة المعتمدية والطريق زحمة. يعني خش يمين وبعدين طوالي. وعندنا الري يصرح أن احتياجاتنا من المياه 110 مليارات متر مكعب وما يتم توفيره 80 مليارا. وعندنا وزارة التموين تدرس إنشاء سلاسل تجارية بكل محافظة بالتعاون مع جهاز تنمية التجارة الداخلية للقضاء علي نقص السلع. عندنا لا تجد إلا المشاكل التي ما أنزل الله بها من سلطان. وعندنا لا تجد إلا المشاكل التي بلا حلول. وعندنا لا تجد إلا الحلول المتأخرة جدا. والتي من المفترض أن تكون الحكومة قد بادرت بها منذ آلاف السنين. فنحن مازلنا نتألم ونتوجع من نقص المياه. وما زلنا نتألم ونتوجع من نقص السلع. وما زلنا نتألم ونتوجع من زيادة التعداد السكاني ومازلنا نتألم ونتوجع من حوادث الطرق. وما زلنا نتألم ونتوجع من ردود الوزراء علي طلبات الاحاطة في البرلمان. بينما العالم من حولنا يسير بسرعة الصاروخ ويري المستقبل بعين مكبرة تطوف به عبر خمسين عاما قادمة علي الأقل. والله قلت عظيمة يامصر ونمت في حضن الكتكوت.