من جديد عاد مبني التليفزيون ليتصدر باخطائه المشهد الاعلامي المصري. وبعد سلسلة حافلة من الاخطاء بدأت منذ فترة طويلة واشتدت اثارها العام الماضي بعد انقطاع الكهرباء ومن ثم البث التليفزيوني عن مبني ماسبيرو لاول مرة منذ انشائه في ستينيات القرن الماضي جاء العام الحالي لييشهد كما غير مسبوقا من الاخطاء الفادحة التي تجاوزت الخطوط الحمراء وانعكست باثارها علي آراء خبراء الاعلام الذين شددوا علي أهمية البدء السريع في إعادة هيكلة المبني باعتبارة الواجهة الاولي لمصر امام العالم خاصة وان اكثر الاخطاء فداحة والتي عرفت اعلاميا "بفضيحة ماسبيرو" بعد ان عرض قطاع الاخبار بالتليفزيون إذاعة لحوار الرئيس مع شبكة الامريكية عام 2015 علي انه حوار الرئيس الذي أجراه الاسبوع الماضي بنفس الشبكة الاعلامية. قطع اذاعة الحوار الخاطئ لم يكن الخطأ الاول هذا العام فكانت هناك اخطاء كثيرة قبلها وغيرها من الاخطاء الفادحة التي انتقصت من رصيد ماسبيرو وزادت من صورته المهزوزة بالاساس بالاوساط الاعلامية المخرج شكري أبوعميرة رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الاسبق قال: ما حدث كارثة كبيرة لايمكن تجاهلها أو الاكتفاء بتوجيه اللوم والانذار للمخطئين فيها فماسبيرو هو رمز الدولة المصرية واحد صروحها العظمي. مضيفا: لن اتحدث عن الاخطاء لان المخطئ يجب ان يعاقب اشد انواع العقاب حتي يكون عبرة لغيره لكنني ساتحدث عن ضرورة التطوير في هذا التوقيت تحديدا ليس فقط لتجنب الاخطاء ولكن ايضا للنهوض واستعادة المنافسة والتواجد بما يليق باحد صروح مصر العملاقة. مشددا علي ضرورة عودة الانتاج التليفزيوني كسابق عهده والذي كان يحقق عائدا كبيرا للتليفزيوون اضافة إلي ضرورة الاهتمام بتطوير الشبكات الاقليمية وتفعيل دورها وميزتها في توافر شبكة واسعة من المراسلين يمكن للتليفزيون عن طريقهم نقل العديد من الاحداث بشكل حصري ينافس الاعلام الخاص. اما د. محمود علم الدين استاذ الاعلام بجامعة القاهرة فقال: للاسف الشديد فان اتحاد الاذاعة والتليفزيون اصابه الترهل والركود في السنوات الاخيرة واصبح في حاجة للمراجعة واعادة الهيكلة وخاصة فيما يتعلق بتجديد قطاع الاخبار وهيكلته بشكل كامل سواء في الناحية البشرية أو من ناحية الامكانيات والموارد المتاح. مضيفا: الاحصاء المتتالية وخاصة الخطأ الفادح الاخير يدفعنا للحديث عن ضرورة العقبا وعدم الاكتفاء بقرارات التحقيق والانذار والاقالة حتي لو كانت اقالة رئيس قطاع الاخبار لان الحديث الان يجب ان يكون عن الهيكلة والاستعانة بالخبرات والكوادر الشبابية القادرة علي المنافسة الاعلامية والتعامل مع الوسائلف التكنولوجية الحديثة. واتفق معه د. حسن عماد مكاوي العميد الاسبق لكلية الاعلام جامعة القاهرة وقال: ما حدت خطأ كارثي ولاينقضي بمحاسبة شخص نقل الحوار بشكل خاطئ وانا يجب ان يمتد العقاب لكل القيادات والمسئولين الذين اذاعوا الحوار لمدة ساعة كاملة دون قطع البث أو الاعتذار أو حتي الشعور بوجود خطأ فادح مضيفا ان ما حدث دليل علي حالة "الغيبوبة" التي يعيشها ماسبيرو منذ سنوات والتي تتزايد يوما بعد يوم بظهور اخطاء مهنية جسيمة تنقل مباشرة للمشاهد في مصر وخارجها ومن بينها ما حدث العام الماضي بعد انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو في سابقة هي الاولي من نوعها. شدد مكاوي علي ان سوء ختيار القيادات هي ازمة ماسبيرو الحقيقية مطالبا باعادة التدقيق في معايير اختيار القيادات وعدم الاختيار علي أساس الاقدمية وانما الكفاءة المهنية ومؤكدا في الوقت ذاته علي أهمية سرعة إقرار القانون الموحد لتنظيم الصحافة والاعلام حتي تنضبط منظومة الاعلام في مصر بما فيها اتحاد الاذاعة والتليفزيون.