أصبح الحصول علي رغيف الخبز صعباً ومأساة حقيقية للمواطنين بمحافظة المنوفية حيث عادت الطوابير أمام المخابز من جديد ناهيك عن رداءته وسوء شكله لدرجة ان المواشي تكاد ترفضه ورغم قيام المواطنين بسداد قيمة اشتراك شهرية في مشروع توزيع الخبز وتوصيله للمنازل إلا ان ذلك لم يتحقق علي أرض الواقع. أكد الأّهالي ان حالة الرغيف المدعم الذي يباع بخمسة قروش لاتسر عدواً ولا حبيباً بسبب غياب الرقابة التموينية في الوقت الذي انتشر فيه الخبز علي الارصفة في كافة الاوقات بأسعار تبدأ من 25 قرشاً و 50 قرشاً ورغم حالته الجيدة عن الخبز المدعم إلا انه لايناسب الظروف المعيشية لكافة المواطنين. "المساء" التقت عدداً من المواطنين للتعرف علي معاناتهم من أجل رغيف الخبز. في البداية يقول أمجد عبدالمنعم من شبين الكوم انني أحصل علي 20 رغيفاً لاسرتي المكونة من 5 أفراد مقابل رسم اشتراك شهري في المشروع قدره 5 جنيهات شاملة توصيل الخبز للمنازل حسب الكارتة التي تحرر للمشتركين كل شهرين. موضحاً ان ظاهرة الطوابير ظهرت أمام المخابز متحدية جميع المواطنين بأنحاء المحافظة ومازالت الواسطة والمحسوبية تحكم عملية توزيع الخبز من ناحية الكمية والجودة. المواعيد أشار إلي ان انتاج الخبز يبدأ في رمضان الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتي الثالثة عصراً بخلاف الايام الاخري حيث تبدأ عملية الانتاج العاشرة والنصف مساءً وحتي السابعة صباحاً ويضطر الاهالي إلي الاستيقاظ مبكراً للوقوف في مكان متقدم بالصف حتي يتمكنوا من الحصول علي الخبز قبل مواعيد عملهم. أضاف السيد عبدالله من الروضة مركز بركة السبع انه بالرغم من أن المفروض تعبئة خبز المشروع في أكيا بعد تهويته جيداً حتي لايصبح عجيناً إلا ان هذا بخلاف الحقيقة. حيث يصل الخبز إلي الاهالي عجينا ولايمكن تناوله. كما ان رغيف الخبز شكله سيء ولونه غامق ويحتوي علي بعض المخلفات كالدبارة أو المسامير الصلبة أو أجزاء خشبية أو حبات ملح متصلبة. وأحياناً بعض الحشرات الميتة أو أجزاء منها. أوضح انه في شهر رمضان تبدأ المخابز عملها مبكراً ويتم انتاج الخبز وتوزيعه قبل موعد الافطار بحوالي 9 ساعات. الامر الذي يتسبب في عدم صلاحيته بالقدر الكافي عند تناوله في الفطور والسحور خلال الشهر الكريم.. مشيراً إلي انه يحصل يومياً علي 10 أرغفة معبأة في كيس مقابل سداد 19 جنيها شهرياً لصالح المشروع. في حين يحصل بعض التجار علي كميات كبيرة من الارغفة للاتجار بها في السوق السوداء وأحياناً تستخدم في إعداد السندوتشات في المطاعم بحجة وجود نسبة للخبز الحر يتم توزيعها خارج المشروع أي بدون رسم اشتراك. وغالباً ومايكون هؤلاء التجارهم عمال المخبز نفسه. الخبز السياحي والطباقي أشار وحيد محمد "موظف" من منشأة سلطان مركز منوف إلي انه يحصل يومياً علي 8 أرغفة لأسرته مقابل سداد 5.18 جنيه شهرياً. موضحاً ان الرغيف صار اسماً علي غير مسمي مما اضطر الاهالي إلي اللجوء لشراء الخبز السياحي والطباقي ب25 قرشاً لسوء حالة الرغيف المدعم في ظل غياب مفتشي التموين المسئولين عن المخبز. وقال أحمد فرغلي "مدرس" من البر الشرقي بشبين الكوم ان مواعيد انتاج الخبز في شهر رمضان غير مناسبة حيث يتم انتاجه وتوزيعه بدءاً من السادسة والنصف حتي العاشرة صباحاً.. مشيراً إلي انه يضطر لتخزينه داخل الثلاجة لحين موعد الافطار ثم يقوم بإخراجه ووضعه علي نار هادئة لثوان حتي يتمكن من تناوله بسهولة. أشار إلي انه يحصل علي 10 أرغفة يومياً باشتراك في المشروع قدره 3 جنيهات ونصف الجنيه بالاضافة إلي قيمة الخبز يوماً بيوم. ورغم ان الاشتراك مقابل خدمة توصيل الخبز للمنازل إلا ان ذلك لم يحدث علي الاطلاق. أضافت جيهان ابراهيم من جنزور مركز بركة السبع انها اشتركت في منظومة توزيع الخبز منذ بداية المنظومة لعدة شهور بعدها انقطعت عن سداد الاشتراك لانها كانت تقوم بسداد 21 جنيها شهرياً مقابل 8 أرغفة يومياً رغم ان قيمتها 12 جنيها شهرياً وبسبب سوء حالة الرغيف علاوة علي ان توزيعه كان يتم من خلال احدي عربات الكارو وغالباً كان يوزع بدون أكياس ويترك أمام المنزل مما جعله عرضة للقطط والكلاب الضالة أكثر من مرة. أشار محمد سالمان من شبين الكوم إلي ان رغيف الخبز تعف عنه النفس ومسئولو التموين طالما حصلو علي خبز خصوصي لاسرهم أغمضوا اعينهم عن أي مخالفة من صاحب المخبز تجاه المواطنين الغلابة من ناحية نقص وزن الرغيف وسوء حالته. موضحاً ان الخبز المنتج اما ان يكون ناقص الوزن أو غير مطابق للمواصفات أو ادوات العجين غير النظيفة فضلاً عن عدم التزام المخابز بمواعيد التشغيل المقررة وترك "الحبل عالغارب" المدير المسئول عن المخبز والصنيعية يفعلون ما يشاءون دون رقيب حتي منهم لدرجة قيامهم ببيع الدقيق المدعم بالسوق السوداء بالاشتراك مع صاحب المخبز لتحقيق ربح أكثر دون عناء أو مشقة. من جانبه قال المحاسب كامل عبدالحميد رئيس قطاع التموين بالمحافظة انه يتم خلط القمح الامريكي المستورد بنسبة 60% مع القمح المحلي بنسبة 40% بمطاحن المنوفية لانتاج الدقيق المدعم الذي يجري توزيعه علي المخابز البالغ عددها 319 مخبزاً علي مستوي المحافظة. أو اللون الغامق للرغيف فيرجع إلي لون الدقيق الناتج عن إضافة القمح الروسي المستورد إلي القمح المحلي. أشار إلي ان جوال الدقيق زنه ال 100 كيلوجرام ينتج 1040 رغيفاً يتم توزيعها علي المشتركين في مشروع توصيل الخبز للمنازل. اعترف كامل بأن الخبز المكيس الذي يتم توصيله للمنازل غالباً ما تسوء حالته مما يضطر المواطنين إلي التوجه للمخابز لاستلام حصتهم علي قفص بدون تكييس وهذا هو السبب في انتشار ظاهرة الطوابير. كما اعترف بأن مواعيد عمل المخابز في رمضان لاتتناسب مع طبيعة الشهر الكريم وظروف الصائمين. أكد رئيس قطاع التموين ان الحملات المشتركة من مباحث التموين والرقابة التجارية والتموينية مستمرة علي المخابز لضمان انتاج خبز جيد للمواطنين. وأشار إلي انه تم تشكيل غرفة عمليات رئيسية علي مدار 24 ساعة لتلقي شكاوي المواطنين علي تليفوني 2223179- 0482222711 والعمل علي حلها علي الفور.