نشهد منذ فترة طويلة وحتي هذه الأيام أكبر عملية تشويه لتراثنا الغنائي.. ولاشك أن وراء من يقومون بهذا التشويه أهدافا مشبوهة المقصود منها مسح الهوية المصرية وتشويه الشخصية المصرية بحيث تكون معلقة في الهواء بلا تاريخ فني أو ثقافي. وبكل اسف يقوم بهذه العملية التشويهية أو كما يجب ان نسميها "الجريمة الفنية" أجهزة الدولة من تليفزيون واذاعة وفضائيات.. وغير ذلك من أجهزة اعلامية مسموعة ومرئية.. والغريب في الأمر أن هذا يحدث في وجود نقابة للمهن الموسيقية ولا تحرك ساكنا.. وكذلك جمعية المؤلفين والملحنين وناشدي الموسيقي.. وبقية النقابات الفنية مثل: "المهن السينمائية" و"المهن التمثيلية".. خاصة وان "الكليبات"تقوم بالدور الأساسي في هذا التشويه. أما التشويه الذي نقصده فهو العبث بقمة ألحاننا المصرية.. وبالأصوات العظيمة التي كانت سببا في توحيد الشعب العربي من المحيط الي الخليج.. فنجدها اليوم تذاع بأصوات أقل ما نوصفه بها بأنها "مخنثة" أو بأصوات ما أنزل الله بها من سلطان! فتري أغنيات لكوكب الشرق "أم كلثوم" يغنيها بصوته الأجش.. اللمبي.. الشهير بمحمد سعد في أحد أفلامه وقد انتشرت في الأفراح والليالي الملاح باللحن الذي ابتكره اللمبي وبأصوات كل من هب ودب.. أيضا أغنيات صوت مصر "شادية" أصبحت تؤديها مطربة صوتها لا يصلح الا للنداء علي الركاب في مواقف سيارات الأجرة والميكروباصات.. الأمر الذي يجعل هذه الأغنيات يسمعها الجمهور بشيء كثير من التشويه. كما نري العديد من أغنياتنا الوطنية التي قدمها عمالقة الطرب تقدمها بعض محطات الأغاني الاذاعية بأصوات ضعيفة جدا ليس فيها طرب ولا قوة ولا حماس. أيضا نري كثيرا من الشركات.. منتجة الاعلانات تقدمها بألحان هؤلاء العظماء ومن بينهم الموسيقار الكبير "سيد مكاوي" وعمله الفني الكبير والشهير "الليلة الكبيرة" وقاموا بتحويل كلمات الشاعر الكبير "صلاح جاهين" واستبدلوها بكلمات اعلانية لا تمت للأصل بصلة.. بل ما هي الا نوع من الألفاظ الهابطة تقدم لنا أطباق المكرونة والشيبسي والكولا والبيبسي بكثير من الرقص المبتذل والبهلوانات الفجة. والغريب حقا.. ان يخرج علينا أحدهم مدافعا عن هذا التشويه مدعيا كذبا ان مثل هذا الكلام الفارغ هو حفاظ علي الألحان العظيمة بكلمات جديدة وتحت سمع وبصر جمعية المؤلفين والملحنين التي تسمح لهم بتنفيذ هذه الأعمال مقابل تسديدهم لحقوق المؤلف والملحن الحقيقي لهذه الأعمال وهكذا نري ان تراثنا يضيع من بين أيدينا تحت اشراف وحراسة من يشغلون مناصب نقباء الموسيقي والتمثيل والسينما.. وعن طريق من جاءوا ليحافظوا علي هوية البلد في المناصب العليا بالاذاعة والتليفزيون.. وغيرها من وسائل انتاج وتوزيع تراثنا وأغنياتنا.