في بروفة قوية ومثيرة بعث منتخبنا الوطني لكرة القدم برسالة اطمئنان لملايين المصريين أنه يسير في الطريق السليم نحو تحقيق حلم الوصول لمونديال عظماء الكرة العالمية بروسيا 2018 بعد نجاحه في أولي تجاربه الدولية الودية الجادة والتي خاضها أمام منتخب غينيا العنيد في إطار استعداداته لضربة البداية مع الكونغو "3" أكتوبر القادم في تصفيات قارة أفريقيا لمونديال روسيا والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1/..1 ولكن يمكن القول أيضاً إن منتخبنا بالمحترفين علي غينيا مش قادرين بعد مباراة حفلت بالإثارة والسرعة والجهد الكبير من لاعبي الفريقين.. وكان منتخب الفراعنة صاحب هدف السبق لنجمه محمود تريزيجيه وأنهي به الشوط الأول لصالحه.. وفي الشوط الثاني خطف المنتخب الغيني هدف التعادل بينما أهدر رمضان صبحي فرصة الفوز بالمباراة قبل النهاية بعشر دقائق عندما أهدر ضربة جزاء. ولعل من أبرز إيجابيات هذه التجربة الودية الدولية أن الفريق الغيني قدم مباراة قوية وكان أكثر من ند للفراعنة وتعامل بكل جدية مع اللقاء ليضع منتخبنا الوطني في اختبار حقيقي وبروفة شبه رسمية ويمكن القول إنه نجح فيها بتقدير جيد جداً وكسب أكثر من نجم جديد يستطيع أن يسهم بجهوده في تحقيق حلم المونديال بعد أن يستقر المدير الفني الأرجنتيني للفراعنة كوبر علي التشكيل النهائي الذي سيخوض به رحلة المونديال ولعل في مقدمة هؤلاء اللاعبين عودة أحمد المحمدي بروح جديدة وأيمن أشرف وسام مرسي فهذا الثلاثي ومعهم حسام باولو نجحوا في الاختبار ومعهم تألق أكثر من نجم يتقدمهم الثنائي الموهوب عبدالله السعيد ومحمود تريزيجيه أفضل لاعبي المنتخب علي الاطلاق وكان الساحر مصطفي فتحي نشيطاً ومرعباً ولكن لم يحالفه التوفيق للتسجيل في أكثر من فرصة. ويمكن القول إن الشوط الأول كان مصرياً 100% بفضل حسن تنظيمه وترابط خطوطه وتركيز لاعبيه في التحرك الجماعي بقيادة عبدالله السعيد وهو ما أتاح له فرصة السيطرة علي الكرة ومجريات اللعب وامتلاك المبادرة بمنطقة المناورات. ولكن مع حرص كوبر علي تجربة أكثر من لاعب خاصة خروج عبدالله السعيد رمانة الميزان للمنتخب وقيام المنتخب الضيف بالدفع بلاعبيه المحترفين نجح الفريق الغيني في تسيد أغلب فترات الشوط الثاني فكان الأخطر والأكثر هجوماً ولكن كان الدفاع المصري عند حسن الظن به في التصدي للهجوم الغيني رغم قوة بنيان وسرعة لاعبيه وإجادتهم التعامل مع الكرات المشتركة.. ولكن يبقي استقرار كوبر علي التشكيل الأساسي لتحقيق الانسجام والتفاهم مما يضمن تطوير الأداء العام وتحقيق الحلم. الفراعنة الأفضل جاءت حمي البداية ساخنة وسريعة من جانب الفريقين وإن كان الطابع الهجومي هو العنوان الرئيسي لمنتخب الفراعنة الذي بدأ اللقاء بطريقته المعتادة 4/2/3/1 بما يضمن تحقيق التوازن بين عمليتي الدفاع والهجوم.. واعتمدت هجمات منتخبنا الوطني علي انطلاقات ثلاثي الوسط الهجومي بقيادة عبدالله السعيد ومصطفي فتحي من الجبهة اليمني تريزيجيه من الناحية اليسري وأمامهم باسم مرسي بتحركاته داخل عمق الدفاع الغيني والذي لعب في المقابل بطريقة 4/5/1 بحثاً عن توفير الكثافة العددية لضمان السيطرة علي منطقة المناورات وتشكيل خط دفاع أول من التصدي لهجمات منتخبنا الوطني مبكراً ورغم قوة أداء لاعبي غينيا وسرعة انقضاضهم علي الكرة غير أن أداء لاعبي مصر تميز بالتركيز وسرعة التمرير والتحرك والانتشار الجيد في الساحات الخالية وهو ما منحنا القدرة علي اختراق دفاعات الفريق الغيني وبناء أكثر من هجمة متميزة بقيادة عبدالله السعيد صانع ألعاب الفراعنة مستفيداً من مهارات تريزيجيه والساحر الصاعد مصطفي فتحي والذي سدد كرة علي الطاير لم يحالفه فيها التوفيق ويرد عليه ديالومن ضربة حرة خارج منطقة جزائنا ارتطمت بحائط الصد المصري. في الوقت نفسه نجح الثنائي محمد النني وإبراهيم صلاح لاعبا الارتكاز بالتزامها بإحكام السيطرة علي منطقة الوسط والضغط المتقدم علي لاعبي غينيا في نصف ملعبهم وهو ساهم في القضاء مبكراً علي محاولات الفريق الضيف.. ويقدم الساحر مصطفي فتحي فاصل من مهاراته العالمية وموهبته الكبيرة عندما يتسلم الكرة وينطلق في عمق المنطقة الخطرة لغينيا ويراوغ أكثر من مدافع ببراعة في المرمي من زاوية صعبة ولكن الكرة تمر بجوار القائم الأيمن لتضيع فرصة تسجيل هدف السبق لمنتخب الفراعنة في أخطر فرصة بعد مرور منتصف الشوط الأول. وفي ظل نجاح منتخب الفراعنة في فرض سيطرته علي مجريات اللعب وامتلاكه لمبادرة المباراة كان من الطبيعي أن يلعب رباعي الدفاع مستريحا إلي حد كبير بقيادة أحمد فتحي في الجبهة اليمني وأيمن أشرف في الجبهة اليسري والذي يمكن القول إنه أثبت أن يكون ضمن كتيبة الفراعنة في رحلة البحث عن تحقيق حلم الوصول لمونديال روسيا ومعهم تألق إسلام جمال وعلي جبر قلبي الدفاع بحسن التنظيم والتمركز الدفاعي في الهجمات القليلة التي قام بها منتخب غينيا علي استحياء ولذلك لم يختبر الحضري طيلة الشوط الأول وإن تميز باليقظة والثقة في التعامل مع الكرات التي وصلته. يقود عبدالله السعيد ببراعة ومهارة فائقة هجمة رائعة ويمرر كرة حريرية للموهوب تريزيجيه الذي تحرك لها هو الآخر بمهارة عالية في عمق دفاع غينيا ليضع المدافع خلفه ويتسلم الكرة علي طبق من ذهب ويسددها بلمسة ساحرة داخل الشباك لحظة خروج الحارس لملاقاته معلناً عن هدف التفوق للفراعنة ليجني ثمار تفوقه الميداني وتحكمه في دفة اللقاء ويحسب لأحمد فتحي وأيمن أشرف حرصهما علي الانطلاق للأمام لدعم الجناحين الخطيرين تريزيجيه وفتحي لكشف الثغرات في دفاعات غينيا وتحقيق الكثافة الهجومية المطلوبة للوصول لمرمي المنتخب الضيف ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها باسم مرسي للهروب من الرقابة والضغط الرهيب الذي تعرض له من دفاع غينيا بقيادة كوندي العملاق غير أن التوفيق لم يحالفه في الحصول علي الكرات المناسبة وفي التوقيتات الحاسمة مثل الكرة التي أقيمت لتريزيجيه وكان عند حسن الظن به وترجمها لهدف السبق لمنتخب الفراعنة الذي أنهي به الشوط الأول. غينيا في الصورة ولأن كوبر المدير الفني الأرجنتيني يريد أن يحقق أكبر استفادة من تجربة غينيا القوية والاطمئنان علي جاهزية أفضل مجموعة من اللاعبين التي تضمن له حرية الحركة في الوصول لأفضل تشكيل للانطلاق نحو الوصول لمونديال العظماء بروسيا فقد قرر أن يبدأ الشوط الثاني بتغييرين عندما دفع باللاعب سام مرسي المحترف في أنجلترا كلاعب وسط مدافع بدلاً من إبراهيم صلاح بالإضافة إلي الدفع بالنجم أحمد المحمدي المحترف بالدوري الإنجليزي أيضاً بدلاً من أحمد فتحي أحد عناصر الخبرة والمهام المتعددة بمنتخب الفراعنة. وعلي عكس بداية اللقاء كان المنتخب الغيني صاحب المبادرة الهجومية بحثاً عن هدف التعادل ويعلن سام مرسي عندما يضغط في وسط الملعب علي ياتارا في وسط الملعب وينطلق بمهارة وسرعة عالية ويمرر كرة إلي عبدالله السعيد الذي سددها مباشرة من خارج المنطقة ولكنها تمر بجوار القائم الأيسر في رسالة واضحة بأن منتخب الفراعنة مازال يحتفظ بتركيزه وقدراته البدنية علي التحرك والاختراق بحثاً عن تسجيل هدف الاطمئنان وتأكيد فوزه بهذا اللقاء الدولي الودي. وينقض أشرف أيمن علي ديالي وهو يحاول التسديد في المرمي من داخل المنطقة لينقذ مرمي الفراعنة من هجمة خطيرة. يرد المدير الفني الغيني بالدفاع باثنين من لاعبيه المحترفين من أجل زيادة الفاعلية الهجومية وهو ما تحقق له. ومرة أخري يعاند التوفيق عبدالله السعيد عندما سدد الكرة من الفاول الذي حصل عليه الساحر مصطفي فتحي علي أبواب منطقة جزاء غينيا ولكن صاروخ عبدالله يعلو العارضة. ومع تحلي المنتخب الغيني برداء الشجاعة الهجومية حتي أصبح نداً لمنتخب يبادله الهجوم والسيطرة علي الكرة كان قرار كوبر بالدفاع بالنجمين رمضان صبحي المحترف بأنجلترا والحاوي وليد سليمان من أجل استعادة المبادرة الهجومية من جديد بينما خرج عبدالله السعيد. يخرج باسم مرسي ليلعب بدلاً منه حسام باولو هداف الدوري المصري علي مدار موسمين في أول اختبار دولي في تاريخه. وفي الوقت نفسه حاول منتخب الفراعنة استعادة قوته أمام المبادرة الهجومية عن طريق الجبهة اليمني بقيادة رمضان صبحي وأحمد المحمدي وتسفر هذه الصحوة عن حصول ضربة جزاء صحيحة للنجم وليد سليمان ويتصدي لها رمضان صبحي عندما سددها ضعيفة صريحة في يد حارس مرمي غينيا مهدراً هدفاً مؤكداً بعد صراع النني حول من يتصدي لها. لعب فارق السرعة في التحرك والانطلاق للاعبي غينيا وارتفاع معدلات القوة البدنية دوراً كبيراً في نجاح المنتخب الضيف في سحب البساط من تحت أقدام لاعبينا وفرض سيطرته علي الكرة مع تألق لاعبيه في تنويع وتكثيف هجماتهم ولكن قابلها دفاع منتخبنا الوطني بصلابة وحسن تنظيمه وتأمين العمود الدفاعي لمرمي عصام الحضري بالإضافة للرقابة الفورية الصارمة في الثلث الأخير من ملعبنا وهو ما أسهم في القضاء علي تلك الموجات الهجومية المتلاحقة التي قام بها المنتخب الغيني قبل أن تصل لعصام الحضري وهو ما دفع هجوم غينيا للتسديد من بعيد ولكنها افتقدت الدقة بفضل فدائية علي جبر وإسلام جمال والمحمدي وأيمن أشرف وقوة انقضاضهم والتزام لاعبي الوسط بقيادة سام مرسي بسرعة الارتداد للخلف لمعاونة خط دفاعنا.. يقابلها اعتماد منتخبنا علي الهجمات المرتدة السريعة.. ولكنها لم تسفر عن الوصول لهدف التفوق الثاني.. وهنا يطلق الحكم الدولي المصري جهاد جريشة معلناً نهاية المباراة وخروج منتخب مصر وغينيا الشقيقين حبايب.