فجرت مواقع التواصل الاجتماعي علي صفحاتها في الفترة الأخيرة موضوعا شديد الخطورة علي الفن التشكيلي في مصر وخاصة فن النحت الذي تفخر مصر بتاريخها منذ أيام الفراعنة وحتي الآن. ويقام كل عام سمبوزيم للنحاتين المصريين في أسوان ليتباروا في صنع أجمل المنحوتات الفنية الرائعة. ويشارك فيه فنانون من مختلف دول العالم. فهل البلد التي عرفها التاريخ علي انها صانعة حضارة شكلتها وكتبتها علي الحجارة.. تقبل أن يوضع في ميادينها تماثيل مشوهة من الجبس والأسمنت. تحدث الفنان التشكيلي الكبير "مصطفي رحمة" علي صفحته الشخصية أيضا متأثرا وحزينا من وضع التنسيق الحضاري في مصر. وقد دأب علي رصد تجاوزات المحافظات في حق التماثيل المهمة في ميادين مصر لدرجة أن يتم تجديد التماثيل بمواد لا علاقة لها بأدوات الترميم والتجميل والفن التشكيلي قائلا في تعليق له علي مهزلة حدثت لتمثال أم كلثوم في الزمالك أمام مقر قبلتها التي تم هدمها قائلا "ودا تمثال الست بالزمالك وقد دهنوه دوكو "شغل نقاش"" وجعلوها سوداء. وهي أمام بيتها الذي أهدرناه . وعلي رأي صديق كان بألمانيا. قال لي لو مر بيتهوفن علي مكان وقضي فيه حاجته. جعلوا منه متحفا.. وأكمل بحسرة "وبمناسبة الفيلا اشتراها أحد الأثرياء وحولها لبرج غبي. كما سخر الشاعر "أشرف ضمر" علي صفحته قائلا عن تماثيل قبيحة صنعت لعظماء هم رفاعة الطهطاوي وأحمد عرابي وعباس العقاد "الإبداع المصري في صب الجبس وتلوينه. كما يوجد لدينا جميع أنواع الصبات الجبسية بأقل الأسعار توريد تماثيل الشخصيات التاريخية لأي محافظة في الجمهورية بسعر مهاود. هاشتجات مالهاش لازمة. وان هذا القبح يعد المعني الحقيقي لاغتصاب المنطق والتجسيد الواقعي للقبح النقطة اللي مصر واقفة فيها دلوقتي حالا. مسخرة الواقع ومهزلة التاريخ ومقاولات السيكو سيكو!!". وبدورنا نتساءل: أين جهاز التنسيق الحضاري؟ ونقابة الفنون التشكيلية من المهزلة التي يتعرض لها فن النحت في مصر؟! وكل المسئولين عن هذه المهزلة بعد أن كانت ميادين مصر ترصد لها ميزانية تعمل تماثيل الشخصيات المهمة علي أعلي مستوي فني واختيار أهم الفنانين المصريين لتصميمها لدرجة أن يشعر المارون بجوار التمثال بهيبة التاريخ وعظمته.