كارثة بيئية جديدة تضرب بحيرة مريوط تسببت في نفوق أطنان من أسماك الزريعة والكبيرة مما يكلف الدولة خسائر بآلاف الجنيهات ويقضي علي أرزاق العشرات من الصيادين الذين استغاثوا دون جدوي. كان صيادو بحيرة مريوط قد فوجئوا بانتشار بقعة كبيرة من البترول الخام بالبحيرة في أعقاب كسر ماسورة إحدي أنابيب البترول الخاصة بإحدي الشركات المطلة علي البحيرة. يقول سيد الزوري رئيس جمعية الصيادين ببحيرة مريوط نحن في مصيبة كبري حيث استيقظنا في الصباح الباكر لعملنا في الصيد كالمعتاد بالبحيرة لنفاجأ بنفوق أطنان الأسماك وظهورها علي سطح البحيرة بسبب انتشار بقعة خام البترول علي سطح مياه البحيرة في أسوأ صور التلوث علي الاطلاق. مضيفاً أما الكارثة فهي في نفوق أسماك الزريعة التي ألقتها هيئة الثروة السمكية في مايو الماضي التي كنا ننتظر كبر حجمها لزيادة الرزق بالبحيرة كما قامت الأسماك بوضع بيضها في موسم التزاوج خلال شهري أبريل ومايو الماضيين إلا أن الكارثة البيئية أدت إلي نفوق الأسماك والزريعة وبيض الأسماك وصغار الأسماك وبالتالي فإن التسرب البترولي قد قضي تماماً علي حياة الأسماك بالبحيرة وما تبقي لم يجد ما يأكله بعد موت الطحالب التي توجد بالبحيرة أيضاً بسبب التلوث. أضاف أن حركة الصيد توقفت تماماً.. فرائحة البترول تفوح من البحيرة والمراكب والمجاديف المستخدمة تأثرت من لزوجة بقع البترول ونزول أي صياد هي كارثة.. وللأسف نجلس حالياً بلا عمل بعد أن باتت الأسماك النافقة إما في قاع البحيرة أو علي سطح المياه. مضيفاً أنه بدلاً من وجود تحرك سريع من المحافظة وجدنا لجنة من البيئة قامت بأخذ عينة من المياه والأسماك النافقة وغادرت ولم تعد حتي الآن بينما تقوم الشركة بإصلاح الماسورة الخاصة بها حرصاً علي أموالها ولكن لا يوجد أي تحرك فعلي لاحتواء الأزمة البيئية وإنقاذ البحيرة أو تفتيت البقعة أو انتشال الأسماك النافقة بفعل السموم. موضحاً أن الاسكندرية ستشهد خلال الأيام القادمة عجزاً شديداً في الإنتاج السمكي بعد نفوق الأطنان التي كانت ستغطي المحافظة خلال المرحلة القادمة ولازلنا نخاطب جميع الأجهزة المعنية بالمحافظة ولا أحد يتحرك. يقول الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلي الأسبق نحن أمام كارثة فعلية تحتاج إلي سرعة من التحرك فالمسألة ليست تلوث البحيرة فحسب ولكن في ضعاف النفوس الذين سيقومون بانتشال الأسماك النافقة المحملة بالسموم البترولية وبيعها بالأسواق بخسة لتكون النتيجة وخيمة علي من سيتناول الأسماك المسممة فيما بعد خاصة الأطفال وضعاف المناعة. مضيفاً يجب أن يكون هناك تحرك سريع من البيئة لإزالة البقعة البترولية وإزالة التلوث من المياه ويتم ذلك بأكثر من طريقة منها شفط البقعة البترولية التي توجد علي سطح المياه بواسطة مضخة شفط. كما يوجد طريقة أخري بإرالة بقعة الزيت أو البترول أو بؤرة التلوث بواسطة مادة تشبه أوراق الترشيح وهناك طريقة أخري للتعامل مع بقعة الزيت أو البترول بوضع مادة كيميائية تقوم بتكسير جزيئات البترول وتغير من خواضها وتمنع تجمعها ولكن من أفضل الطرق لإزالة التلوث هي سحب وشفط بقعة التلوث بواسطة المضخات وذلك للتأكد من عدم وجود تأثير لها بالمياه. أضاف القيعي أن بحيرة مريوط تخطت كافة الخطوط الحمراء في حجم التلوث الذي تعاني منه حيث يوجد بالبحيرة 62 مصباً لشركات البترول التي تطل عليها. طالب القيعي بضرورة قيام الشركة المسئولة عن الضرر والتلوث بالبحيرة بتطهير الحوض وإزالة بقعة الزيت تحت إشراف البيئة والتأكد من سلامة المياه بالبحيرة عقب أعمال التطهير. حاولنا الاتصال أكثر من مرة بالمهندسة هدي مصطفي رئيس جهاز شئون البيئة والمعني بالكارثة ولكنها لم ترد سوي علي التليفونات المسجلة لديها.