كثفت السلطات التركية عمليات المطاردة والاعتقالات في صفوف الجيش والقضاء إثر محاولة الإنقلاب الفاشلة التي عزاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدوه اللدود الداعية فتح الله جولن. قال وزير العدل التركي بكير بوزداج إنه تم إلقاء القبض علي نحو ستة آلاف شخص. بينهم نحو ثلاثة آلاف من القوات المسلحة بينهم عشرات الجنرالات وضباط ذوو رتب كبيرة.. وتم اعتقال قادة اثنين من القوات البرية الأربع. ذكرت وكالة انباء الاناضول ان مساعد الرئيس أردوغان قد اعتقل في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب. واضافت الوكالة ان نيابة انقرة طلبت وضع الكولونيل علي يازجي. مساعد اردوغان منذ 12 اغسطس 2015. والمقرب بصفته هذه من الرئيس. في الحبس علي ذمة التحقيق. أعلن مسئول تركي رفض الإفصاح عن هويته. انتهاء مواجهات اندلعت بين قوات الأمن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية في وسط البلاد. وجري خلالها اعتقال سبعة عسكريين. كما أفادت وسائل إعلام تركية بأن قوات الأمن احتجزت بمطار صبيحة جوكتشين الدولي باسطنبول عددا من المشاركين في محاولة الانقلاب علي السلطة في البلاد . وأشار إلي أن العملية جرت في الطابق الثاني من المطار, مشددة علي أن قوات الأمن احتجزت 11 شخصا من بينهم قائد قوات الدرك التركية. قال بيان لوزارة الخارجية التركية إن عدد القتلي من محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد زاد علي 290 مضيفا أن عدد المصابين أكثر من 1400. من جهته تعهد أردوغان بالمضي قدما فيما أسماه "عملية التطهير" في مؤسسات الدولة. مطالبا بعدم التأخير في تطبيق عقوبة الإعدام الموقوفة في تركيا منذ عام 1984. وتوعد أردوغان في خطاب حماسي أثناء تشييع جنازات عدد من الأشخاص لقوا حتفهم خلال محاولة الانقلاب. بملاحقة المتورطين في محاولة الإطاحة به. والتصدي لهم بلا هوادة. وقال أردوغان إن من ينقلب علي الدولة في هذه البلاد. سيدفع ثمن ذلك. وتوجه أردوغان بأصابع الاتهام مرة أخري إلي خصمه فتح الله جولن الموجود في الولاياتالمتحدة. وذلك رغم نفي الأخير التورط في محاولة الانقلاب. ودعا أردوغان أنصاره إلي مواصلة البقاء في الأماكن العامة والشوارع خلال الأيام القادمة. في المقابل. أعلن الداعية التركي فتح الله جولن. أنه مستعد لقبول تسليمه لتركيا. مؤكدا "عدم تورطه في محاولة الانقلاب". وقال جولن المقيم في الولاياتالمتحدة. إنه لا يخشي من تسليمه إلي تركيا. رافضا في الوقت نفسه أية اتهامات بتورطه في المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا. ودعا جولن إلي إنشاء لجنة دولية مستقلة خاصة بالتحقيق في المحاولة الانقلابية لمعرفة الحقيقة حول ما حدث. معتبرا أن "الانقلاب الفاشل" يطلق العنان لأردوغان لملاحقة مناهضيه في البلاد. وتنبأ بتصعيد حملات الاعتقال ومصادرة ممتلكات المواطنين.