يعد مشروع "المليون ونصف المليون فدان" من أهم المشروعات التي شهدها عاما حكم الرئيس السيسي والذي دشن المرحلة الأولي للمشروع من واحة "الفرافرة" وتحديد من "سهل بركة" في ديسمبر 2015. ويتضمن المشروع 4 محاور رئيسية هي: استصلاح واحة الفرافرة بالوادي الجديد وانشاء شركة الريف المصري الجديد وإقامة آبار لاستصلاح الأراضي وتنمية أراض بصعيد مصر. يعتبر المشروع أضخم مشروع زراعي صناعي عمراني في تاريخ مصر خاصة أنه يتضمن استصلاح 5.1 مليون فدان تمثل المرحلة الأولي من المشروع العملاق الخاص باستصلاح 4 ملايين فدان بتكلفة تصل إلي 60 مليار جنيه. الحكومة بصددها أعلنت إنشاء شركة قابضة لإدارة هذا المشروع الضخم هي شركة "الريف المصري الجديد" برأسمال حوالي 8 مليارات جنيه ما يعكس تغيير فكر الدولة تجاه المشاريع القومية لتجنب مصير مشابه للمشروعات السابقة مثل "توشكي" إذ أن نظام الإدارة بالشركات القابضة يضمن نجاح المشروع واستمراره وابعاده عن الروتين الحكومي. يهدف المشروع استغلال الأراض الصحراوية وزيادة الرقعة الزراعية من 8 إلي 5.9 مليون فدان بنسبة زيادة 20% فضلا عن إعادة ترسيم الخريطة السكانية لمصر بعيدا عن الوادي والدلتا من خلال توسيع الحيز العمراني وإنشاء مجتمعات عمرانية عصرية متكاملة مكتملة المرافق والخدمات مما يساهم في زيادة المساحة المأهولة بالسكان في مصر من 6% إلي 10% وتعظيم الاستفادة من موارد مصر من المياه الجوفية. كما يهدف المشروع أيضا لزراعة المحاصيل الاقتصادية التي تدر عائدا ماليا كبيرا وتساهم في سد الفجوة الغذائية التي تعاني منها البلاد. لذا ستتم زراعة 70% من أراضي المشروع بالمحاصيل الاستراتيجية المهمة لسد الفجوة الغذائية منها. و30% من المحاصيل البستانية والتصديرية عالية القيمة الاقتصادية. كما يتضمن المشروع إقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية بهدف التصدير مما يزيد من صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلي 10 ملايين طن سنويا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة 80%. بالفعل وعلي أرض الواقع بدأ تطبيق نموذج للمشروع بمنطقة "الفرافرة" ويشمل المشروع في تلك المنطقة استصلاح وتنمية 10 آلاف فدان تم إعدادها تماما للزراعة وتركيب أنظمة الري المحوري "40 بيفوت" كما تم الإنتهاء من تسوية الأرض بالليزر وتسميدها وتجهيزها لغرس البذور إلي جانب حفر 40 بئرا جوفية في منطقة سهل بركة في وقت قياسي باستخدام أحدث الحفارات في العالم التي ديرتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع حفارات الشركة المدنية وشركات قطاع البترول. كما يتضمن المشروع بناء "3" قري "2" زراعية وواحدة خدمية. وتم تنفيذ 2000 بيت ريفي مساحته 200 متر مربع بالقري الزراعية وبناء 40 عمارة لتوفير السكن للعاملين بالمنشأت الإدارية والخدمية مثل الأطباء والإداريين ورجال الشرطة والمعلمين بإجمالي 40 عمارة تضم 480 وحدة سكنية.