ماذا يحدث علي "الشاشة"؟! البرامج التي من المفترض ان تكون ترفيهية أو لتقديم معلومة للمشاهد أو للتخفيف من آلامه.. أصبحت "حلبة مصارعة" لتأجيج الجماهير وتسخين الحلقة علي حساب أي شئ حتي لو علي حساب الأخلاق وآخر هذه المشاهد الفوضوية التي تكشف فوضي الاعلام الرياضي ما حدث بين الإعلامي أحمد شوبير والمعلق أحمد الطيب في برنامج العاشرة مساء مع وائل الإبراشي فما حدث من شوبير والطيب يعتبر مهزلة أخلاقية. أكد خبراء النفس والاجتماع ان التجاوزات والتصرفات الهمجية تنتج مزيداً من التعصب والعدائية بين الجماهير مشيرين إلي ضرورة "غربلة البرامج المشوهة" واستعادة مقدمي الزمن الجميل وأصحاب الوسطية أمثال محمد لطيف وعلي زيور وميمي الشربيني. أضافوا: ان القنوات الخاصة فتحت الباب لغير المؤهلين مشيرين إلي اننا لا نتعجب من شغب الألتراس مادمنا رأينا مذيعاً يحلف بالطلاق علي الهواء. د. علي الشخيبي "أستاذ اجتماع تربية جامعة عين شمس" يقول ان ما بدر من شوبير وأحمد الطيب من مشادات لفظية وتطاول بالايدي مهزلة أخلاقية مشيراً إلي ان هناك برامج أخري يحلف مقدم "برنامج رياضي" بالطلاق أكثر من عشرين مرة ثم نندهش ونتساءل عن قيام شباب الألتراس بأعمال تخريبية وشغب!! أضاف ان المتفق عليه إعلامياً ان المذيع أو الإعلامي من المفترض ان يكون نموذجاً ومثلا لكن مع الأسف الشديد فوضي القنوات الخاصة سمحت بدخول كثير من الأفراد غير المؤهلين علمياً أو ثقافياً مما اثر سلباً علي المجتمع. أكد ان مقدمي البرامج يجب ان يعلموا ان مثل هذه التصرفات الهمجية من الضيوف تنتقص من قيمة البرنامج وتولد مزيداً من التعصب بين الجماهير المشجعة للرياضة مشدداً علي ضرورة "غربلة الإعلام الرياضي من المشوهين" واستعادة نماذج مشرفة للرياضة وأصحاب الوسطية والذين يقدمون علماً وثقافة أمثال محمد لطيف وعلي زيور وميمي الشربيني. د. نادية رضوان "استاذ اجتماع جامعة قناة السويس" تري ان التعصب بين شباب جمهور الأهلي والزمالك استفزازات الفريق الفائز للمغلوب وما يقابله من غضب الآخر وتهجم وتطاول علي بعضهم البعض ما هو إلا الطرح الذي زرعته برامج الإعلام الرياضي علي الشاشات. أشارت إلي ان الرياضة في الأساس هي تهذيب وتشكيل شخصية متزنة ولها فكر لكن الرياضة تحولت إلي حلبة مصارعة وإذا كان وائل الإبراشي يعتقد في استضافة شوبير وأحمد الطيب لتسخين الحلقة لجلب أكبر نسبة مشاهدة ومزيد من الإعلانات فهذه دعارة إعلامية وليس هناك مصطلح آخر لم يحدث فتعريف الدعارة أو البغاء العلمي هو الاتجار بالجسد من أجل مقابل مادي وهو يتاجر بالمشاهدين لتحقيق مكاسب من الإعلانات فاختلاف الأشخاص ليس مكانه علي الشاشات. د. محمد حسني غانم "استاذ علم النفس جامعة حلوان": يقول ان الإعلام الرياضي يلعب دوراً كبيراً في الوعي وتقليل التعصب بين الجمهور المتلقي خاصة وان الشباب متعطش لمعلومات الرياضة لكن هذا الإعلام الرياضي قام بدور عكسي حيث تحول إلي تأجيج الخلافات والعدائية وما نراه من الألتراس خير نموذج علي ذلك. أشار إلي ان العبارات التي أصبحت تستخدم في توصيف المباريات مثل دخول الفريق إلي أرض المعركة وهزيمة ساحقة ولم تقم له قائمة تؤدي إلي التعصب. وتضييق الأفق والأخطر العدائية الشديدة علي النادي الآخر المنافس لذلك نحتاج إلي قانون رادع لهذه المهزلة الإعلامية التي تشعل المشاعر والغضب بين أفراد الشعب وتضفي بسلوكيات مشينة أمام الجمهور المتلقي. أضاف د. سيد عفيفي "استاذ اجتماع جامعة القاهرة" يري ان ما حدث علي الهواء بين شوبير والطيب وغيرهم من مقدمي البرامج الرياضية نماذج سيئة تزيد من التعصب عند الجماهير.